أفاد مراسل الجزيرة في شمالي سوريا بأن المدفعية التركية في ريف حلب الشمالي قصفت بشكل مكثف محيط مدينة تل رفعت التي تسيطر عليها ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية.
وقد اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا بعدم الالتزام باتفاق سوتشي بشأن تطهير المنطقة من “الإرهابيين”، وأشار إلى أن العمليات العسكرية التي تنفذها قوات بلاده في شمال سوريا والعراق لن تقتصر على الغارات الجوية، في حين طلبت واشنطن من أنقرة عدم القيام بعملية عسكرية في سوريا ودعت شركاءها لعدم التصعيد.
وفي وقت سابق الاثنين، قتل شخصان أحدهما طفل، إثر سقوط قذائف على منطقة “قارقميش” الحدودية التابعة لولاية غازي عنتاب التركية.
وكان والي المنطقة داود غول قال إن القذائف استهدفت المناطق السكنية، وأُطلقت من مناطق في سوريا تسيطر عليها ما تعرف بوحدات حماية الشعب الكردية التي وصفها بالإرهابية.
وأوضح الوالي أن 5 صواريخ أصابت مدرسة ومنزلين وشاحنة. وقالت محطة “سي.إن.إن ترك” إن الصواريخ أُطلقت من منطقة عين العرب – كوباني السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية.
وذكرت وزارة الدفاع التركية في تغريدة على صفحتها في تويتر، أن القوات المسلحة التركية ردت بقصف مدفعي على الهجمات التي تنفذها وحدات حماية الشعب الكردية ضد أهداف مدنية في غازي عنتاب.
وأشارت إلى أن القوات التركية قامت بمحاسبة من وصفتهم بالخونة الذين يستمرون باستهداف المدنيين الأبرياء من دون التفرقة بين طفل وشيخ وطالب وأستاذ، والجبناء الذين يستهدفون حتى المدارس؛ وقالت إن القوات المسلحة ستستمر بمحاسبتهم.
وفي أحدث التصريحات التركية بشأن العملية العسكرية، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الاثنين، تحييد 184 إرهابيا منذ انطلاق عملية “المخلب – السيف” بدعم بري وجوي، فجر يوم الأحد.
جاء ذلك في كلمة خلال وجوده في مركز العمليات التابع لقيادة القوات البرية، برفقة رئيس هيئة الأركان يشار غولر وقادة القوات البرية والبحرية والجوية.
وأوضح أكار أنه تم خلال عملية “المخلب – السيف” استهداف مناطق قنديل وآسوس وهاكورك في شمال العراق، وعين العرب ومنبج ومنطقة زور مغار وتل رفعت والجزيرة والمالكية في شمال سوريا.
وأضاف أكار أنه تم تدمير 89 هدفًا، من بينها ملاجئ ومخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات تابعة للإرهابيين في المرحلة الأولى من العملية.
وذكر الوزير التركي أن الأنشطة العسكرية تتم بموجب تعليمات الرئيس رجب طيب أردوغان حول وجوب تدمير الإرهاب في مصدره.
في غضون ذلك، قال الرئيس التركي إن نقاشات بشأن إشراك قوات برية في العملية العسكرية تجري؛ وإن القادة العسكريين يجرون تقييما بشأن عملية برية، مشيرا إلى أن المهمة تتلخص في القضاء على المنظمات الإرهابية، وفق تعبيره.
وأشار الرئيس التركي إلى أن روسيا لم تلتزم باتفاق سوتشي بشأن تطهير المنطقة من الإرهابيين، وأكد أن تركيا سبق لها وأن أكدت أنها لن تصمت إزاء ذلك، وهو ما حدث بالفعل، كما قال.
وأضاف أردوغان أن تركيا والولايات المتحدة الأميركية تنضويان معا تحت مظلة حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، لكن واشنطن أرسلت رغم ذلك آلاف الآليات والأسلحة إلى منطقة الإرهاب في سوريا.
وأشار إلى أنه جرى إبلاغ الولايات المتحدة امتعاض تركيا من إرسالها أسلحة إلى إرهابيين في سوريا منذ عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، لكن الأمر استمر مع الإدارات الأميركية اللاحقة.
وفي تعليقه على العملية العسكرية التركية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد.
من جانبه، دعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إلى وقف التصعيد في سوريا لحماية المدنيين.
وقال إن بلاده أبلغت أنقرة قلقَها من آثار أي هجوم محتمل على الهدف المشترك وهو إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة.
وعبّر المتحدث عن معارضة بلاده هجمات استهدفت جنوبي تركيا وامتعاضها من أي عمل عسكري تركي غير منسق ينتهك سيادة العراق أو يزعزع الاستقرار في سوريا.
وكشف المتحدث أن واشنطن طالبت أنقرة بعدم تنفيذ عملية عسكرية في سوريا.
وقال المتحدث الأميركي في ردود بالبريد الإلكتروني على أسئلة “طالبنا تركيا بعدم القيام بمثل هذه العمليات، مثلما طالبنا شركاءنا السوريين بعدم شن هجمات أو التصعيد”.