يخضع قطاع غزة، الذي يقطنه 2.1 مليون نسمة، لحصار بري وبحري وجوي تفرضه إسرائيل منذ 15 عاما. وقد أعلنت إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني هدنة أنهت 3 أيام من القصف الإسرائيلي على غزة الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 44 فلسطينيا، من بينهم 15 طفلا، كما أصيب ما لا يقل عن 350 مدنيا فلسطينيا.
ومنذ بدء القصف الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي نفذت إسرائيل قصفا عنيفا في أنحاء غزة، حيث مسحت مباني بالأرض وقصفت مخيمات اللاجئين. وردت حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. ووفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، تم اعتراض معظمها بواسطة نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية” ولم يبلغ عن وقوع إصابات خطيرة.
وفي سلسلة الخرائط التالية، تأخذك الجزيرة في رحلة عبر محافظات غزة الخمس، مع تسليط الضوء على المواقع الرئيسية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والجامعات ومجمعات الأمم المتحدة ومخيمات اللاجئين والمعابر ومرافق البنية التحتية الحيوية.
15 عاما من الحصار الإسرائيلي
يبلغ عدد سكان غزة حوالي 2.1 مليون نسمة. ويعيشون في 5 محافظات: شمال غزة ومدينة غزة ودير البلح وخان يونس ورفح. وتحد إسرائيل القطاع من الشمال وتحده مصر من الجنوب الغربي على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحته حوالي 365 كيلومترا مربعا. بطول 41 كيلومترا فقط، ويمكن قطع المسافة من رفح في أقصى جنوب القطاع إلى بيت حانون في أقصى الشمال بأقل من ساعة بالسيارة.
ومنذ عام 2008، شنت إسرائيل 4 حروب على الأراضي الفلسطينية، وقتلت آلاف الأشخاص، معظمهم من المدنيين. وخلال الهجوم الرابع على غزة في مايو/أيار 2021، ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 261 شخصا، بينهم 67 طفلا، واُصيب أكثر من 2200.
وأدى ذلك الهجوم الذي استمر 11 يوما إلى الإضرار بما لا يقل عن 51 مرفقا تعليميا، بما في ذلك 46 مدرسة وروضة أطفال، ومركز تدريب تابع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “الأونروا”، وأجزاء من الجامعة الإسلامية في غزة.
كما دمرت الغارات الإسرائيلية ما لا يقل عن 6 مستشفيات و11 مركزا للرعاية الصحية الأولية، بما في ذلك المختبر الوحيد لإصابات “كوفيد-19” في غزة.
شمال غزة
تشترك منطقة شمال غزة في حدود بطول 10 كيلومترات مع إسرائيل. ويحيط بقطاع غزة محيط شديد التحصين يتكون من جدار إسمنتي وسياج مزدوج الأسلاك. وأي شخص يقترب من هذا الجدار بمسافة كيلومتر واحد معرض لخطر إطلاق النار عليه من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي يُجري دوريات على الحدود الشمالية والشرقية للقطاع.
معبر بيت حانون، المعروف للإسرائيليين باسم إيريز ويديره الجيش الإسرائيلي، هو المعبر الشمالي الوحيد لغزة إلى إسرائيل. ومن هناك، يُسمح للفلسطينيين الحاصلين على تصاريح خاصة -عادة للعلاج الطبي العاجل- بمغادرة القطاع إلى القدس أو الضفة الغربية. وتبعد غزة حوالي 100 كيلومتر فقط عن القدس، لكن بسبب الإجراءات الأمنية المشددة، أصبحت الرحلة تستغرق عدة ساعات. وظلت إسرائيل تفرض منذ 2007 حصارا بحريا وجويا على قطاع غزة.
ومنطقة شمال غزة هي موطن لأكبر مخيم للاجئين في القطاع، وهو مخيم جباليا للاجئين، الذي يغطي مساحة 1.4 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانه 114 ألف نسمة، وهو أحد أكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض.
مدينة غزة
مدينة غزة هي أكبر مدينة في القطاع وأكثرها اكتظاظا بالسكان، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 700 ألف نسمة. ومن أشهر أحيائها الرمال والشجاعية وتل الهوى.
ويقع في قلب حي الرمال مستشفى الشفاء؛ وهو أكبر منشأة طبية في قطاع غزة.
ويحيط بالمستشفى العديد من مجمعات الأمم المتحدة، بما في ذلك “الأونروا” ومكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وتقع في المدينة أفضل جامعات القطاع، وهي الجامعة الإسلامية، وجامعة الأزهر، وجامعة الأقصى، والتي لا يفصل بينها سوى بضعة مئات أمتار، في حي الرمال.
ويقع مخيم الشاطئ على طول ساحل غزة على البحر المتوسط وهو ثالث أكبر مخيم من بين المخيمات الثمانية في القطاع.
دير البلح
وهي أكبر مناطق القطاع إنتاجا زراعيا. كما أنها موطن لـ4 مخيمات للاجئين؛ النصيرات والبريج والمغازي ودير البلح.
وتقع محطة توليد الكهرباء الوحيدة العاملة في قطاع غزة على طول حدود منطقة دير البلح مع مدينة غزة. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، عانى القطاع من نقص مزمن في الكهرباء، مما أثر بشدة على قدرته على تقديم الخدمات الأساسية بما في ذلك خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والتصنيع والزراعة.
ووفقا للأمم المتحدة، تبلغ نسبة المياه الصالحة للشرب من مياه القطاع 5% فقط، كما يعاني 68% من سكانه من انعدام الأمن الغذائي.
خان يونس
يعيش في منطقة خان يونس حوالي 400 ألف نسمة. ويقع في مركزها مخيم اللاجئين الذي يقطنه حوالي 87 ألف شخص.
وفي عام 2005، تم نقل ما يقرب من 8 آلاف مستوطن وجندي إسرائيلي يعيشون في 21 مستوطنة حول غزة إلى الضفة الغربية المحتلة بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون بفك الارتباط من جانب واحد عن قطاع غزة. ومعظم هذه المستوطنات كانت في خان يونس.
وزعمت إسرائيل أن احتلالها لغزة منذ عام 1967 قد انتهى، حيث سحبت قواتها ومستوطنيها من القطاع، لكن القانون الدولي ينظر إلى غزة على أنها أرض محتلة لأن إسرائيل تسيطر بشكل كامل على حدود غزة ومجالها الجوي ومياهها الإقليمية.
رفح
رفح هي أقصى جنوب قطاع غزة ويبلغ عدد سكانها أكثر من 250 ألف نسمة. وتشتهر المنطقة بالمعبر الشهير -الذي يحمل اسمها- مع مصر.
وأبقت كل من إسرائيل ومصر حدودهما مغلقة إلى حد كبير، وهما مسؤولتان عن زيادة تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني الضعيف أصلا.
ووفقا للأمم المتحدة، فإنه في عام 2020 تم فتح معبر رفح ومعبر إيريز لمدة 125 يوما فقط. ويُذكر أن الفلسطينيين الذين يرغبون في المغادرة إلى خارج القطاع يجب عليهم التقدم بطلب للحصول على عدد محدود من التصاريح. وقد تستغرق هذه العملية أسابيع أو شهورا، وفق حالة الحدود.
أكبر سجن مفتوح في العالم
ويجب على أولئك القادرين على عبور معبر رفح القيام برحلة تستغرق من 6 إلى 8 ساعات عبر صحراء سيناء مرورا بعدة نقاط تفتيش مصرية في طريقهم إلى القاهرة، على بعد حوالي 400 كيلومتر. والمعبر الثاني لرفح إلى مصر هو بوابة صلاح الدين، التي تستخدم لنقل البضائع.
والمعبر الثالث من رفح هو معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل.
ولا يوجد في غزة مطارات عاملة بعد أن قصفت إسرائيل مطار ياسر عرفات الدولي وهدمته عام 2001، بعد 3 سنوات فقط من افتتاحه.
ومرة أخرى، أصبحت غزة مسرحا لدمار واسع النطاق ومعاناة إنسانية هائلة، ولا تزال هي المكان الذي يوصف غالبا بأنه “أكبر سجن مفتوح في العالم”.