قلق المناسبات السعيدة.. لماذا نشعر بالتوتر أثناء الزيارات العائلية؟
في الأعياد والمناسبات، يتحمّس معظم الناس للقاء الأهل والأصدقاء وقضاء لحظات ثمينة معهم للتخفّف من عناء ومشاغل الحياة العملية. ولكن بالنسبة للبعض، قد تكون اللقاءات العائلية مصدرا كبيرا لمشاعر الخوف والقلق.
القلق المرتبط باللقاءات العائلية
إذا كانت فكرة رؤية العائلة تسبب لك الشعور باضطراب في معدتك من القلق والتوتر، فأنت على الأرجح تعاني نوعا من أنواع القلق الاجتماعي.
وهو اضطراب يتجنب فيه الشخص التفاعل مع الآخرين إذا شعر بالقلق الشديد أو التوتر أو عدم الراحة، خاصة في المناسبات الاجتماعية الكبيرة، وقد يعانون من أعراض القلق مثل: زيادة معدل ضربات القلب، التعرق الزائد، صعوبة في التنفس، الشعور بالغثيان أو القيء، إسهال واضطراب المعدة، الإحساس بالشد العضلي، وفي حالات حادة قد يفضي إلى فقدان الوعي.
في حين أن الشعور العرضي بعدم الراحة في المواقف الاجتماعية أمر طبيعي، فإنه يعتبر مشكلة عندما يمنع المصاب من القيام بمسؤولياته المعتادة.
يمكن أن تظهر هذه المشاعر بعدة طرق، ولكن في جوهرها، ينبع القلق الاجتماعي من الخوف أو القلق من احتمال أن يتم الحُكم عليك أو مراقبتك أو إحراجك من قبل الآخرين، وفقًا للمعهد الوطني الأميركي للصحة العقلية.
وبداية من المحادثات الصغيرة إلى المناقشات العميقة، يمكن أن تسبب التفاعلات الشخصية مع أفراد العائلة في المناسبات ضغطا كبيرا على أعصاب وذهن الشخص المصاب بالقلق الاجتماعي، علاوة على أنها يمكن أن تكون بمثابة تذكير بأنك ربما لست في المكان الذي تريد أن تكون فيه بالضبط في هذه المرحلة من حياتك وتشعر بالإحراج من مواجهة أهلك بذلك.
ولأنه داخل كل عائلة تاريخ عميق من الأحداث والديناميكيات، فقد تجعلك عائلتك تشعر بالقلق عند الاجتماع بهم مرة أخرى لأسباب لا يمكن حصرها، وتختلف وفقا لكل حالة على حدة، فحتى وجود تاريخ سلبي مع فرد واحد فقط من أفراد العائلة قد يعرضك للإحساس بالقلق قبل أي تجمع عائلي.
كيفية التعامل الصحي مع المشكلة؟
ينصح خبراء علم النفس والعلاقات بتجنب الانزعاج من نفسك لأنك لست سعيدا بالذهاب إلى المناسبة العائلية. مشيرين إلى أنه من المهم تذكُّر أنك قد تهتم لأمرهم وتحبهم، ولكنك تشعر أيضا بمشاعر معقدة.
إذ ربما أنت شخص انطوائي، ولا تحب الأحاديث القصيرة. أو أنك تشعر بعدم الارتياح عند التحدث عن أشياء ليست من اهتماماتك الشخصية، مثل السياسة أو الرياضة، على سبيل المثال.
علاوة على ذلك، بالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن حضور التجمع العائلي يعني لعب دور معين ربما هو لا يعبر عنك في قرارة نفسك، ما يمنعك من أن تكون على طبيعتك أو أن تشعر بالأريحية.
لذا وكخطوة أولى في التعامل مع المشكلة، من الضروري فهم أن هذه المشاعر طبيعية، إذ لا يشعر الجميع بالتقارب والألفة التامة مع أقربائهم بالضرورة، وهذا لا يعني أنك تعاني من خطب ما أو أن عائلتك تعاني بدورها من مشكلة معينة.
بعد ذلك يجب تناول المشكلة بوعي لكي لا تتحكم في حياتك، وذلك كالآتي:
حدد خطة قبل الذهاب
واحدة من أفضل إستراتيجيات التعامل مع اضطرابات القلق الاجتماعي في التجمعات العائلية هي أن يكون لديك خطة. وذلك عبر إعداد قائمة بالأشياء والأشخاص الذين يجب عليك تجنبهم لحماية نفسك من الوقوع في موقف غير مريح. يمكن أيضًا كتابة قائمة بالموضوعات التي تشعر بالراحة عند التحدث عنها.
اختر مكانًا للراحة وشحن الطاقة
من الممكن عند الشعور بالإجهاد خلال الجلسات العائلية أن تختار مكانًا بديلًا بعيدًا عن الاجتماعيات والشعور بالتحفُّظ، وهناك يمكنك تخصيص بعض الوقت لتجميع نفسك والإحساس بالهدوء دون تدخل من أحد.
تجاهل التعليقات السلبية
الكثير منا لديه على الأقل فرد واحد من أفراد العائلة الذي يحب أن ينتقد من حوله. على الرغم من أن هذا خطأ من جانبهم، لكنه لا يمكنك التحكم في تصرفات الآخرين. السر هنا هو عدم أخذ التعليقات السلبية على محمل الجد ومحاولة التجاهل.
لا تفرط في التفكير
من الشائع بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي أن يفرطوا في التفكير في الموقف بشكل قد يضاعف مخاوفهم. لذلك لا تخلق سيناريوهات سلبية في رأسك. وكلما كنت أكثر إيجابية، كان ذلك أفضل.
الأحاديث الصغيرة صديقك المفضل
يمكن أن تكون المحادثات الصغيرة محرجة، لكنها ممارسة جيدة في المواقف الاجتماعية التي تتضمن أشخاصًا ليسوا هم الأقرب بالنسبة لك. وتعد المحادثات الصغيرة طريقة رائعة لإعادة التعرف على أحد أفراد العائلة الذي لم تره منذ فترة أو شخص تريد التعرف عليه بشكل أفضل.
تحدث عن الأشياء التي تستمتع بها
التعامل مع القلق الاجتماعي في التجمعات العائلية يصبح سهلا عندما تتحدث عن شيء تستمتع به. سواء كان حيوانك الأليف أو زوجتك أو حتى فيلما شاهدته مؤخرا.
ضع حدودا صارمة
لدى الكثير منا أقارب فضوليون يطرحون على الشخص الكثير من الأسئلة الشخصية. إذا وجدت نفسك في موقف مع شخص عزيز عليك يتطفل كثيرًا، فأنت لست ملزمًا بالإجابة على أسئلته. قم بتوجيه المحادثة بأدب في اتجاه مختلف أو أخبرهم بلطف أنك تفضل عدم الرد.