قلق غربي من تكاتف الجهود بينهما.. ماذا لو أصبحت روسيا وإيران قوة عسكرية واحدة؟
أعربت كل من واشنطن ولندن عن قلقهما مما سمتاه تنامي الشراكة الدفاعية بين موسكو وطهران، وأكدتا أن إيران تُمثّل الآن الداعم العسكري الأكبر لروسيا، وأنها تزودها بالمسيّرات والصواريخ، في مقابل دعم عسكري وتقني روسي غير مسبوق لطهران، حسب وصفهما.
وقد نفت إيران تزويدها روسيا بالمسيّرات وأكدت أن اتهامها بذلك غير صحيح ولا أساس له ولا أدلة تؤكده، إذ نفت ذلك عبر وزارة الخارجية الإيرانية، مشيرة إلى أن اتهامها بتزويد روسيا بالمسيرات غير صحيح ولا أساس له ولا أدلة تؤكده.
ماذا لو تعاون البلدان؟
وفي تحليل هذا التعاون بين البلدين، رأى المستشار السابق بوزارة الدفاع الأميركية ماثيو كرونيغ في تصريحات لبرنامج “ما وراء الخبر” بتاريخ 2022/12/10 أن إيران ترتكب خطأ من خلال دعمها لروسيا في حربها على أوكرانيا، كما أن أميركا لن تتعاون بعدها وستزداد عزلتها بعد انتهاكات حقوق الإنسان في الداخل الإيراني وقتل السلطات لأفراد من الشعب، حسب قوله.
وأوضح اللواء فايز الدويري الخبير العسكري والإستراتيجي أن التقارير تشير إلى استمرار الدعم الإيراني لروسيا في حربها ضد أوكرانيا وأنه سينعكس إيجابا على كييف التي ستتلقى بدورها مزيدا من الدعم الغربي والأميركي.
من جهته، قال رئيس نقابة مراكز الأبحاث والدراسات في إيران عماد آبشناس إن التعاون الإيراني الروسي يسير نحو التقدم، وذلك لأن أساس العلاقات الدولية هو المصالح المشتركة، وهي ما تقضي به ضرورة الوقف ضد محاولة الناتو التمدد في مناطق أخرى، موضحا أن التهديدات ضد إيران وفرض عقوبات اقتصادية عليها قد يجعلها تغير موقفها من التعاون مع الغرب.
ومؤكدا لتصريحات مندوبة بلاده في مجلس الأمن، وموافقًا لما كشفته استخبارات بلاده العسكرية، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن ما سماه الصفقات القذرة بين إيران وروسيا تهدد الأمن العالمي.
وأضاف كليفرلي أن إيران تعدّ الآن واحدة من أكبر داعمي روسيا عسكريا، وأكد أنها أرسلت إليها مئات الطائرات المسيّرة، بينما تقدم روسيا في المقابل دعما عسكريا وفنيا للنظام الإيراني، يزيد من تهديده شركاء بريطانيا في المنطقة، ويشكل خطرا على الأمن الدولي، حسب قوله، مؤكدا أن لندن تتفق مع تقييم واشنطن بأن الدعم الإيراني للجيش الروسي سوف يزداد في الشهور القادمة.
خطورة إيران
وجاءت تصريحات وزير الخارجية البريطاني غداة تحذير أطلقه منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي من خطورة ما سماه الدعم الإيراني لروسيا، في حربها على أوكرانيا.
وقال كيربي إن العلاقة بين موسكو وطهران تتحول نحو شراكة دفاعية كاملة، تشمل تبادل الأسلحة والخبرة العسكرية بين الطرفين، بينما تبحث واشنطن خيار جمعِ دول عديدة لمناقشة التعاون العسكري الروسي الإيراني، وأنها ستستخدم كل الأدوات لعرقلة هذه الشراكة.
وأوضح كيربي أن إيران أكبر داعم عسكري لروسيا، وأنها نقلت منذ أغسطس/آب الماضي مئات المسيّرات إلى موسكو، حيث تشير تقارير إلى أن موسكو وطهران تدرسان إنشاء خط إنتاج مشترك للطائرات المسيّرة الفتاكة.
ووفقا لصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية، فإن تقييم واشنطن للتعاون الروسي الإيراني يستند إلى تقارير استخباراتية، وتقارير أميركية سابقة، عن بيع مئات الطائرات الإيرانية المسيرة التي تستخدمها روسيا حاليا لمهاجمة البنية التحتية للطاقة الأوكرانية.