تنطلق اليوم الثلاثاء أعمال قمة زعماء حلف شمال الأطلسي (ناتو) بمراسم احتفال بالذكرى السنوية الـ75 لتأسيس الحلف في العاصمة الأميركية واشنطن وبمشاركة زعيم 32 دولة عضو، ومن المقرر أن تستمر3 أيام، وسط التهديدات الأمنية لحرب أوكرانيا وتزايد نفوذ الصين في آسيا والمحيط الهادئ.
ومن المتوقع أن يناقش الزعماء في القمة القضايا المتعلقة بتحسين قدرات الدفاع والردع للحلف وتعزيز الشراكات مع ممثلي الاتحاد الأوروبي وزعماء أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية المدعوين لحضور القمة.
كما من المخطط أن يجتمع زعماء الناتو مع قادة أوكرانيا لمناقشة دعم كييف ماليا وعسكريا، إذ سيحل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضيفا على القمة.
وتعد قمة الناتو فرصة الرئيس الأميركي جو بايدن لإقناع الحلفاء في الداخل والخارج بأنه لا يزال قادرا على القيادة بعد مناظرته التي لم تسر بشكل جيد مع خلفه دونالد ترامب.
وقال مسؤولون أميركيون إن خطاب بايدن الافتتاحي بالقمة سيسلط الضوء على ما تعتبره إدارته إنجازا رئيسيا، وهو أن حلف شمال الأطلسي صار أقوى وأكثر اتحادا تحت قيادة واشنطن وزاد عدد أعضائه وكذلك تصميمهم على حماية احتياجاتهم الأمنية الجماعية.
كما تعد القمة الظهور الدولي الأول لرئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، الذي فاز حزب العمال الذي ينتمي إليه في الانتخابات العامة الأسبوع الماضي بأغلبية ساحقة.
وسيكون حاضرا أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعدما تقدّم معسكره على أقصى اليمين الفرنسي الذي كان يرجح حصوله على غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية افي انتخابات الأحد الماضي.
وفي حين يعتبر حلف شمال الأطلسي روسيا أكبر تهديد له، لا سيما بعد حرب أوكرانيا، يولي اهتماما أكبر للتحدي الذي تشكله الصين متهما بكين بأداء دور أساسي على صعيد الإبقاء على قدرات موسكو الحربية من خلال إمداد قوات الكرملين بالتقنيات التي يحتاجها.
من جانبها، أدانت الصين بشدة تصريحات الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الذي اتهم بكين بدعم الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان “يدّعي الناتو أنه منظمة إقليمية ودفاعية فيما يواصل توسيع قواته خارج حدوده ويثير الاشتباكات وينخرط في أعمال ترهيب”، داعيا الحلف إلى التوقف عن خلق ما وصفه بالأعداء الوهميين.
يذكر أن الناتو أنشأ خلال الحرب الباردة عام 1949 لمواجهة التهديدات التي يشكلها الاتحاد السوفييتي.
وتلزم معاهدته الأعضاء بالدفاع العسكري الجماعي، والذي بموجبه يعتبر الهجوم على أحد الأعضاء هجوما على الجميع.
وقد نما التحالف منذ إنشاءه من 12 عضوا إلى 32، مع انضمام أحدث أعضائه السويد، في مارس/آذار الماضي.