يتوقع أن يوجه زعماء الدول الغارقة في فقر مدقع نداء جديدا للحصول على مساعدات في قمة تنطلق في الدوحة يوم الأحد المقبل، على أمل جذب انتباه العالم إلى كوارث محدقة ببلدانهم.
ويعاني سكان هذه الدول الـ46، وعددهم نحو 1.3 مليار نسمة يشكلون 14% من سكان العالم، من تبعات الكوارث الصحية والجيوسياسية والمناخية.
ودفعت هذه البلدان الأقل نموا ثمن تداعيات وباء فيروس كورونا (كوفيد-19)، وتأثير حرب أوكرانيا على إمدادات الغذاء والوقود، والمعركة المكلفة ضد تغيير المناخ.
وقالت سفيرة ملاوي لدى الأمم المتحدة المتحدثة باسم البلدان الأقل نموا أنييس شيمبيري مولاند أمام المنظمة الأممية إن “النقاط الأكثر خطورة للأزمات المتعددة القائمة اليوم موجودة في البلدان الأقل نموا”.
وأوضحت أن أقل البلدان نموا تواجه العديد من التحديات التي تقف عقبة في طريق تنميتها الاجتماعية والاقتصادية، وأضافت أن أقل البلدان نموا يحظى بواحدة من أكثر الإمكانات غير المستغلة في العالم، من الموارد الطبيعية إلى الموارد البشرية.
مشاركة واسعة
سيشارك في القمة، التي ستعقد بالعاصمة الدوحة خلال الفترة من الخامس إلى التاسع من مارس/آذار الحالي، رؤساء وقادة حكومات من 33 دولة أفريقية و12 من آسيا والمحيط الهادي وهاييتي.
وأنشأت الأمم المتحدة مجموعة البلدان الأقل نموا قبل نحو 50 عاما، في محاولة لتضييق الفجوة في الثروة العالمية.
وأُرجئت القمة مرتين بسبب وباء كورونا، وتمّ الاتفاق على خطة عمل في الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي.
وسيشارك في الاجتماعات الآلاف من الخبراء والنشطاء للتأكد من إيفاء أصحاب الوعود السابقة بوعودهم، وفق ما يقول خبراء مطّلعون على أعمال القمة.
وقال مدير البرامج في مؤسسة دراسات وبحوث التنمية الدولية في فرنسا ماتياس بوسيشاس إن القادة سيذهبون إلى القمة لإعطاء حملة المطالبة بالمساعدات دفعة جديدة، معتبرا أنه يتعين على المجتمع الدولي معالجة العوائق الهيكلية للتجارة والنمو التي تكافحها البلدان الأقل نموا منذ عقود.
أهداف القمة
يشارك في الاجتماع حوالي 500 من الرؤساء التنفيذيين لشركات من جميع أنحاء العالم بهدف دراسة احتمالات تعزيز الاستثمار في الدول الفقيرة، وفقا للممثلة السامية للأمم المتحدة في البلدان الأقل نموا رباب فاطمة.
وتعهدت “مايكروسوفت” (Microsoft) اليوم الخميس بتوفير الإنترنت لـ20 مليون شخص إضافي في أفريقيا في إطار حملة لربط 100 مليون شخص في هذه القارة بالإنترنت بحلول العام 2025.
وقال براد سميث رئيس شركة مايكروسوفت لوكالة الصحافة الفرنسية إن تحقيق هذا الأمر “يتطلب دعما من الحكومات. نحن نعمل مع الحكومات في جميع أنحاء أفريقيا. كما يتطلّب الأمر بعض الاستثمارات المالية، لكنه شيء يمكن تحقيقه”.
وتابع “جزء ممّا يحتاجون إليه هو التجارة والاستثمار، وليس المساعدات الأجنبية فقط. نحن نرى التكنولوجيا الرقمية محفّزا محتملا للاستثمار والتجارة والنمو الاقتصادي”.
ومن المقرر أن يحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعمال قمة ومؤتمر الدول الأقل نموا، حيث سيدعو إلى تنفيذ خطة عمل الدوحة التي اُعتمدت في الجزء الأول من المؤتمر في مارس/آذار من العام الماضي، كما سيحث الدول المتقدمة على الوفاء بتعهداتها بشأن تقديم المساعدات المناخية والتنموية والتدابير الأخرى للدول الأقل نموا.
أرقام عن البلدان الأقل نموا
- منذ 1971 -عام الإعلان عن فئة البلدان الأقل نموا “إل دي سي إس” (LDCs)- تضاعف عدد هذه الدول ليبلغ 46 بلدا.
- عُقد مؤتمر الأمم المتحدة الأول المعني بأقل البلدان نموا في باريس عام 1981.
- حاليا لا يتعدى متوسط الأجر في أفغانستان مئات الدولارات في السنة، في حين يتجاوز 65 ألف دولار في الولايات المتحدة، وفقا لأرقام البنك الدولي.
- بالكاد يحصل نصف أفقر سكان العالم على الكهرباء.
- لا يستطيع سوى واحد من كل 5 أشخاص في الدول الفقيرة الوصول للإنترنت.
- تضم هذه الدول 14% من سكان العالم.
- تشكل أقل من 1.3% من الاقتصاد العالمي وحوالي 1% من التجارة العالمية.
- لا يتلقون إلا 1.4% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر.
- بحلول نهاية العقد، سيولد طفل واحد من كل 5 أطفال في أقل البلدان نموا.
- سيتضاعف عدد الأشخاص في سن العمل على مدى العقود الثلاثة المقبلة إلى أكثر من مليار شخص في البلدان الأقل نموا.
- 16 بلدا من بين 46 الأقل نموا في طريقها للخروج من هذه الفئة والاندماج بشكل كامل في الاقتصاد العالمي.
ما البلدان الأقل نموا؟
منذ عام 1971، اعترفت الأمم المتحدة بالبلدان الأقل نموا بوصفها فئة من الدول شديدة الحرمان في تنميتها لأسباب هيكلية وتاريخية وجغرافية.
وتواجه أقل البلدان نموا، أكثر من الدول الأخرى، مخاطر الفقر المدقع والبقاء في حالة تخلف. وتستخدم لجنة السياسات الإنمائية 3 معايير لتحديد حالة البلدان الأقل نموا:
- الدخل الفردي (الدخل القومي الإجمالي للفرد).
- الأصول البشرية (مؤشرات التغذية والصحة والالتحاق بالمدارس ومحو الأمية).
- الضعف الاقتصادي (مؤشرات الصدمات الطبيعية التي تؤثر على التجارة، والتعرض المادي والاقتصادي للصدمات..).
وتشمل الامتيازات المرتبطة بالبلدان الأقل نموا مزايا في المجالات التالية:
- تمويل الجهود المبذولة في التنمية، خاصة المنح والقروض من الجهات المانحة والمؤسسات المالية.
- نظام تجاري متعدد الأطراف، كالوصول التفضيلي إلى الأسواق والمعاملات الخاصة.
- الدعم الفني، خاصة ما تعلق بتعميم التجارة.
ما البلدان العربية الأقل نموا؟
تصنف لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “إسكوا” (ESCWA) كلا من السودان واليمن والصومال وموريتانيا دولا عربية أقل نموا.
وتعاني هذه الدول من تحديات مزمنة وأوضاعا اقتصادية صعبة بسبب النزاعات وغياب الاستقرار السياسي.
ومن خصائص البلدان الأقل نموا انخفاض نصيب الفرد من الدخل، وضعف التنمية الاجتماعية والبشرية.
تصنيفات البنك الدولي
يصنف البنك الدولي بلدان العالم إلى 4 مجموعات:
- منخفضة الدخل
- الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل.
- الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل.
- البلدان مرتفعة الدخل.
ويتم تحديث هذه التصنيفات في الأول من يوليو/تموز من كل عام، وتقدر على أساس نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي بسعر الدولار الأميركي.
مساهمات قطر .. البلد المستضيف للقمة
تعدّ دولة قطر من أكبر الدول المانحة والداعمة للبلدان الأقل نموا وتولي اهتماما خاصا بها، وتظهر ملامح هذا الاهتمام من خلال مساهمات صندوق قطر للتنمية، الذي أسهم بـ708 ملايين دولار على مدى العام الماضي مساعدات إنسانية وتنموية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء القطرية.
ويشير المدير العام لصندوق قطر للتنمية خليفة بن جاسم الكواري إلى التزام الصندوق بتمويل المشاريع التنموية والإغاثية حول العالم، حيث ترك ذلك أثرا كبيرا ومباشرا على حياة الناس في أكثر من 42 دولة خلال العام الماضي.
ويوضح الكواري أن المساهمات المالية لدولة قطر شملت العديد من القطاعات الحيوية مثل التعليم، والرعاية الصحية، وقطاع الإغاثة، بالإضافة إلى القطاعات التنموية الأخرى، ومشاريع تغير المناخ.