شن كاتب إسرائيلي هجوما لاذعا على دولة إسرائيل، قائلا إنه يشعر بالاشمئزاز من الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال في جميع الأراضي الفلسطينية.

وفي مقال بصحيفة جيروزاليم بوست (The Jerusalem Post) الإسرائيلية التي تصدر باللغة الإنجليزية، كتب الناشط السياسي والاجتماعي غيرشون باسكن يقول إن ما من إنسان ذي خُلق يمكن أن يشاهد ما يفعله الإسرائيليون تجاه الفلسطينيين ولا يشعر بالغضب.

 

وأضاف تعليقا على اقتحام قوات الاحتلال ومتطرفين يهود باحة المسجد الأقصى قبل أكثر من أسبوع لإخلائه من المعتكفين خلال شهر رمضان المبارك، أنه لا يصدِّق “الخرافة الكاذبة” التي تقول إن الفلسطينيين رضعوا كراهية اليهود مع حليب أمهاتهم.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت الأربعاء قبل الماضي المسجد الأقصى خلال صلاة التراويح لإخلائه من المعتكفين، وألقت قنابل الصوت داخل المسجد، وقطعت التيار الكهربائي عن المصلى القبلي، وحطمت باب العيادة الطبية.

واستهل باسكن -وهو كاتب عمود بالصحيفة وناشط كرّس حياته للسلام بين إسرائيل وجيرانها- بعدة تساؤلات ليخلُص بعدها إلى أن “اضطهاد” إسرائيل للفلسطينيين خطأ لا بد أن ينتهي.

وتساءل: “كيف لنا أن ننظر إلى جيراننا الفلسطينيين دون أن نشعر بانعدام الخُلق جراء تسلطنا المستمر عليهم طيلة 55 سنة؟ وكيف يتسنى لنا، كيهود، طالما عانوا من الاضطهاد أكثر من أي شعب آخر في التاريخ ألا نشعر بألمهم جراء معاناتهم على أيدينا؟”.

 

ويتابع: “كيف لنا بوصفنا يهودا ألا نتعاطف مع شغفهم واستعدادهم للقتال والنضال من أجل الحرية والاستقلال ضد من يكبلونهم بالاحتلال كما فعلنا معهم؟”.

 

ويمضي باسكن للقول إن من ظلوا يعملون من أجل السلام لعقود من الزمن، كثيرا ما ركزوا في حججهم ومقاربتهم للصراع على المصالح، وعلى ما يمكن أن يكون مفيدا لإسرائيل والفلسطينيين من ناحية التكاليف الاقتصادية للاحتلال والأرباح التي يمكن جنيها من السلام، دون الخوض في الجانب الأخلاقي.

وأوضح أن حماسة مجموعات المستوطنين الإسرائيليين “المدعومة دعما كاملا من كل الحكومات الإسرائيلية تقريبا منذ عام 1967، أوجدت واقعا غير متكافئ ثنائي القومية يشبه الفصل العنصري كالذي نعيشه اليوم”.

وذهب الكاتب إلى أبعد من ذلك واصفا الاحتلال بأنه “بطش، بل يمكن تسميته إرهابا ترعاه الدولة ضد الشعب الفلسطيني”، على حد تعبيره.

وأقر بأنه لا توجد حلول سهلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي القائم على “الفصل الحاد” بين الشعبين، دون مشاركة جادة من القادة بغية إنهاء سيطرة إسرائيل على الفلسطينيين.

 

وأكد أن عملية التواصل بين الجانبين والتطرق للسلام “طويلة وصعبة”، ولا بد أن تقترن بعمل ميداني لوضع حد للاستفزازات وتجميد بناء المستوطنات وتمكين الاقتصاد الفلسطيني -حتى في قطاع غزة- من الانفتاح على العالم وتحسين أوضاع الفلسطينيين المعيشية.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية

About Post Author