قالت صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية إن كتيبة شيشانية تواجه الجيش الروسي في دونباس تحت قيادة أوكرانية، وذلك بهدف إضعاف موسكو وعلى أمل إحياء جمهورية إيشكيريا المستقلة التي أعادتها موسكو إلى حظيرة الاتحاد الروسي بالقوة.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير لمبعوثها الخاص في كييف إيمانويل غرينسبان- أن مئات المتطوعين الشيشان من كتيبة جوهر دوداييف يقاتلون الغزو الروسي إلى جانب الجيش الأوكراني، وهم ممتنون لأوكرانيا، خصوصا بعد اعتراف “الرادا” (البرلمان الأوكراني) يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري باستقلال جمهورية إيشكيريا الشيشانية، في خطوة دبلوماسية تعد أوكرانيا أول دولة تقوم بها.
ويواجه أعضاء هذه الكتيبة -التي تحمل اسم أول رئيس انفصالي لجمهورية إيشكيريا بين عامي 1991 و1996- قوات شيشانية أخرى تقاتل في أوكرانيا إلى جانب الروس تحت قيادة الزعيم الشيشاني رمضان قديروف الذي نصّبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2007 على هذه المنطقة الصغيرة المسلمة.
وبعد وصف مطول للكتيبة التي زارها المراسل في موقع تتدرب فيه قرب كييف سأل مبعوث الصحيفة أحد عناصرها: هل سبق لهم أن التقوا وجها لوجه مع رجال رمضان قديروف؟ فرد بالنفي، وعلل ذلك بأن قوات قديروف دائما ما تكون في الصف الثاني أو الثالث، لأن مهمتها هي إطلاق النار على الجنود الروس الذين يرفضون القتال أو يتراجعون.
ويقول ماغو -هذا العنصر الذي يفضل عدم ذكر اسمه الحقيقي لأن أفراد عائلته ما زالوا يعيشون في الشيشان ولن يتردد قديروف في الانتقام منهم إذا كشف عن هويته- لمبعوث لوموند “نحن مسؤولون عن النوعين الأكثر خطورة من العمليات: الاستطلاع والهجوم”.
بدوره، يوضح عميد الكتيبة مسلم مادييف (60 عاما) -الذي لم يعد يخشى الإفصاح عن اسمه الحقيقي لأن والدته (86 عاما) اعتقلها رجال رمضان قديروف مؤخرا- أن “الكتيبة مكونة بشكل أساسي من الشيشان، لكننا نرحب أيضا بالمقاتلين من الشعوب الأخرى التي تقاوم الإمبريالية الروسية”.
ويضيف مادييف “أنا أقاتل ضد الروس منذ 30 عاما، أنا من قدامى المحاربين في حربي الشيشان: 1994-1996 ثم 1999-2009، وسوف أساعد كل الشعوب في النضال ضد الروس، سأقاتل إلى جانب البطاريق إذا لزم الأمر، جدي قاتل في الحرب العالمية الثانية في الجيش الأحمر، وعندما عاد إلى المنزل وجد أن ستالين قد رحّل زوجته وأطفاله، روسيا هي سجن الشعوب”.
وختم قائد الكتيبة متأسفا بالقول “لم يأت أحد لمساعدتنا في حربنا من أجل استقلال الشيشان، لكن الجميع اليوم يريد مساعدة أوكرانيا، حان الوقت لبذل كل الجهد والانتصار، يجب أن يفهم حلفاء أوكرانيا أن خفض التصعيد لن يفيد سوى روسيا”.