قدّم الممثل الأميركي كريس إيفانز شخصية بطل خارق مرتين في مسيرته المهنية، الأولى ضمن فريق “فانتاستيك فور” (Fantastic Four)، والثانية مع “كابتن أميركا” في الدور الذي جعله من أعلى الممثلين أجرا. لكن هل من المحتمل أن نراه مرة أخرى بطلا خارقا؟

في لقاء إعلامي حديث، قال الأخوان جو وأنطوني روسو مخرجا أشهر أفلام “أفنجرز” (المنتقمون)، إنهما يريان كريس إيفانز في دور بطل خارق آخر، وهو “الولفرين” (Wolverine) أو الرجل الذئب، الدور الذي قدمه من قبل الممثل الشهير هيو جاكمان.

 

ولكن قبل مناقشة احتمالية أن يصبح كريس إيفانز الولفرين القادم، من هو إيفانز أو كابتن أميركا؟

 

طفل عرف مصيره منذ البداية

كريستوفر روبرت إيفانز من مواليد عام 1981 في بوسطن بالولايات المتحدة، والدته كانت مديرة فنية في مسرح كونكورد للشباب، ووالده طبيب أسنان. تبلورت ميوله الفنية بسبب وظيفة والدته، حيث استهواه المسرح الموسيقي في طفولته، واشترك في معسكرات للتمثيل، ومثل المسرحيات للعائلة والأصدقاء في المناسبات الاجتماعية المختلفة، وقال لاحقا إن خشبة المسرح تشعره أنه في المنزل.

قبل عامه الدراسي الأخير في المدرسة الثانوية، قضى كريس إيفانز فصل الصيف في نيويورك، وفيها حصل على دروس في التمثيل في معهد لي ستراسبرغ العريق، حتى يتهيأ لبدء مسيرته الفنية بمجرد تخرجه في 1999.

أول دور حقيقي قدمه في حياته كان عام 1997 في فيلم تعليمي، ثم قدم بعض الإعلانات، وبعدما أنهى دراسته الثانوية انطلق إلى لوس أنجلوس، ليقابل الكثير من الشباب التواقين للشهرة والفن مثله، ممن تركوا عائلاتهم جريا وراء حلم التمثيل في أرض الأحلام.

وعلى عكس الكثيرين الذين تحطمت طموحاتهم على صخرة الحياة القاسية والفرص القليلة، حصل كريس إيفانز على أول دور له في نفس العام الذي انتقل فيه إلى لوس أنجلوس، حيث ظهر في فيلم تلفزيوني عائلي عام 2000 بعنوان “الوافدون الجدد” (The Newcomers) ثم كان بطلا في مسلسل تلفزيوني بعنوان “الجنس الآخر” (Opposite Sex).

 

عندما أصبح كريس إيفانز بطلا خارقا

ظل كريس إيفانز يقفز من مشروع سينمائي متواضع إلى آخر متوسط النجاح طوال السنوات الخمس الأولى من الألفية الجديدة، حتى وصل إلى أول دور بطل خارق له عام 2005، عندما قدم شخصية “جوني ستورم/ هيومان تورش” في فيلم “فانتاستيك فور” المقتبس من القصص المصورة التي تحمل الاسم ذاته، التابعة لمارفيل كوميكس.

حظي الفيلم بنجاح جماهيري وتجاري كبير على عكس التلقي النقدي له، وعلق كريس إيفانز بذهن الجماهير للمرة الأولى، وبعدها بعامين قدم ذات الدور في الجزء الثاني من الأفلام بعنوان “فانتاستيك فور: صعود سيلفر سيرفر” (Fantastic Four: Rise of the Silver Surfer) والذي رأى النقاد فيه تحسنا واضحا مقارنة بالجزء الأول.

 

بالإضافة إلى دوره الشهير في فانتاستيك فور، قدّم في هذه الفترة عددا من الأفلام المتوسطة المستوى، سواء الأكشن أو الكوميدي منها، ومن أشهرها “يوميات مربية أطفال” (The Nanny Diaries) مع سكارليت جوهانسون التي ستصبح زميلته في فريق “الأفنجرز” بعد سنوات قليلة.

جاءت نقطة التحول الدرامي في حياة كريس إيفانز في 2010، عندما تلقى عرضا للمشاركة في عدة أفلام مع أستوديوهات مارفيل، ليقدم شخصية ستيف روجرز/ كابتن أميركا. في البداية قرر رفض العرض المقدم له، لكنه استشار زميله الممثل روبرت داوني جونيور الذي يمثل شخصية “توني ستارك/ آيرون مان” في ذات السلسلة، فشجعه على قبول الدور.

ظهر أول مرة في الشخصية التي ستلتصق به بعد ذلك ويسمى باسمها عام 2011 في فيلم “كابتن أميركا: أول المنتقمين” (Captain America: The First Avenger)، والذي قدم فيه شخصية ستيف الرجل الضعيف البنية الذي يخضع خلال الحرب العالمية الثانية لتجربة علمية تحوله إلى رجل مفتول العضلات ذي قوة كبيرة، قبل أن يسقط في مهمة لإنقاذ زميله، ويتجمد مع مركبته حتى العصر الحاضر، ويستيقظ مكتشفا أنه أصبح جزءا من التاريخ.

 

حقق الفيلم نجاحا جماهيريا ونقديا وإيرادات زادت على 370 مليون دولار، وأثنى النقاد على أداء إيفانز للشخصية في مراحلها المختلفة، سواء في الماضي أو الحاضر.

في الأعوام التالية، أعاد كريس إيفانز تقديم دوره لمرات متعددة، سواء وحده أو مع باقي فريق “الأفنجرز” الذي كان ضلعا أساسيا فيه مع “آيرون مان”، حتى آخر فيلم قدمه وهو “المنتقمون: نهاية اللعبة” (Avengers: Endgame) عندما وضع الأخوان جو وأنطوني روسو نهاية لشخصيته هو وبعض الأبطال الخارقين الآخرين.

وخلال هذه الفترة التي قدم فيها دور كابتن أميركا، حرص كريس إيفانز على تقديم أدوار متنوعة تعكس إمكانايته التمثيلية، حتى لا يسقط في فخ البقاء في المنطقة الآمنة لهذا الدور الأشهر في تاريخه أو تنميط جمهوره في شخصية البطل الذي يحمي الجميع، ومن أهم الأفلام التي قدمها في هذه المرحلة  “أخرجوا السكاكين” (Knives Out) الذي ترشح لأوسكار أفضل سيناريو عام 2019.

خاض كذلك تجربة الإخراج أول مرة في فيلم “قبل أن نذهب” (Before We Go) الذي مثل فيه وشارك في إنتاجه كذلك، وعُرض في مهرجان تورنتو السينمائي عام 2014، لكنه لم يحظ بنجاح كبير، وظل تجربته الوحيدة والمتواضعة في مجال الإخراج.

 

وضمن مشاريعه المستقبلية فيلم بعنوان “الرجل الرمادي” (The Gray Man)، وهو من إنتاج منصة “نتفليكس” ومن إخراج الأخوين أنطوني وجو روسو، اللذين يبدوان مؤمنين بموهبة إيفانز بشكل غير عادي، فيريان أنه النجم الأصلح لدور وولفرين، ولكن ذلك المشروع الخيالي لم يُحسم بعد في ظل انشغالهما -ومارفيل كذلك- في العديد من الأعمال الأخرى في الوقت الحالي.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *