كندا ترسل أول دبابة ليوبارد لأوكرانيا وتطورات متسارعة على جبهة باخموت
أُرسلت أولى الدبابات ألمانية الصنع “ليوبارد 2” (Leopard 2) إلى أوكرانيا، في إطار الدعم الذي وعدت دول غربية بتقديمه، وفي حين قالت مليشيا فاغنر الروسية إنها تخوض معارك ضارية في مدينة إستراتيجية بإقليم دونباس؛ توقع الجيش الأوكراني هجوما صاروخيا روسيًّا واسعا.
فقد أعلنت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند أمس السبت -في تغريدة على تويتر- أن طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية الكندية أقلعت من مدينة هاليفاكس (شرقي كندا) وعلى متنها أول دبابة ليوبارد 2 مقدمة لأوكرانيا.
ونشرت أناند تغريدة أخرى مرفقة بفيديو يظهر تحميل الدبابة وإقلاع الطائرة، وقالت إن الدبابات القتالية في طريقها إلى أوكرانيا، مؤكدة أن دعم بلادها لكييف “لا يتزعزع”.
Battle tanks are on their way to help Ukraine.
The first Canadian Leopard 2 is en route.
Canada’s support for Ukraine is unwavering. pic.twitter.com/gnkOC50yKk
— Anita Anand (@AnitaAnandMP) February 4, 2023
وأواخر يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت كندا أنها سترسل 4 دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، وذلك بعيد إعلان ألمانيا ودول أخرى أنها ستدعم الجيش الأوكراني بعشرات من هذه الدبابات التي تعد من بين الأفضل في العالم.
وأعلن رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا أن بلاده سترسل دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، دون أن يحدد عددها.
وبعد أن أعلنت أواخر الشهر الماضي أنها سترسل مبدئيا 14 دبابة ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، وافقت ألمانيا الجمعة الماضي على تصدير دبابات “ليوبارد 1” لتعزيز القدرات القتالية للجيش الأوكراني.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس السبت -عقب محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك- بدء تدريبات قواته على دبابات “تشالنجر 2” (Challenger 2) في بريطانيا، قائلا إنه سيكون لها دور حاسم في ساحة المعركة. وكانت لندن وعدت مؤخرا بإرسال 14 دبابة من هذا الطراز إلى أوكرانيا.
استخدام الأسلحة الغربية
في السياق، قال المستشار الألماني أولاف شولتز أمس السبت إن هناك توافقا مع الرئيس الأوكراني على تجنب استخدام الأسلحة القادمة من الغرب لشن هجمات على الأراضي الروسية.
وأضاف شولتز -في مقابلة صحفية نشرت اليوم الأحد- أن هناك إجماعا بهذا الخصوص، موضحا أن بلاده درست بعناية كل عملية تسليم أسلحةٍ لأوكرانيا بالتنسيق مع حلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وهو ما يتيح تجنب تصعيد الحرب، على حد تعبيره.
ومع تواتر الوعود بمنح كييف أسلحة غربية طويلة المدى، أعلنت واشنطن أنها ستقدم لأوكرانيا مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 2.2 مليار دولار، تشمل قنابل من نوع “جي إل إس دي بي” (GLSDB) يتم تركيبها على الصواريخ الخاصة براجمات “هيمارس” الأميركية ليصل مداها إلى 150 كيلومترا، وهو ما يمكّن القوات الأوكرانية من استهداف الخطوط الخلفية للقوات الروسية.
معارك ضارية بباخموت
ميدانيا، قال مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين اليوم الأحد إن معارك ضارية تدور مع القوات الأوكرانية في كل شوارع الأحياء الشمالية لمدينة باخموت التي تقع شمالي مقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا).
وأضاف بريغوجين -في بيان على تطبيق تليغرام- “جنودنا يقاتلون من أجل كل شارع وكل منزل وكل سلالم بناية.. القوات الأوكرانية المتواجدة لا تتراجع وتقاتل حتى النهاية”.
وبالتزامن، أعلنت القوات الموالية لروسيا في دونيتسك أنها سيطرت على بعض مداخل مدينة فوغليدار (جنوب غربي دونيتسك)، وأنها ستبدأ تطويق باخموت قريبا.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية اليوم الأحد مقتل وجرح 140 عنصرا من مليشيا فاغنر في المعارك الدائرة بباخموت.
كما قالت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الروسية قامت بعمليات هجومية وصفتها بالقوية في محاولة لاختراق الدفاعات الأوكرانية، وإنها طوقت مدينة باخموت، كما شنت عمليات هجومية على محور مدينة ليمان (شمالي دونيتسك)، وأكدت أن القوات الأوكرانية نجحت في صد كل هذه الهجمات.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال أمس السبت إن روسيا ترسل المزيد من القوات إلى محاور القتال في إقليم دونباس؛ سعيا لكسر خطوط الدفاع الأوكرانية، مؤكدا أن الوضع يزداد صعوبة في مدن باخموت وفوغليدار وليمان.
وفي هذه الأثناء، قالت وزارة الدفاع البريطانية -في تقرير استخباري جديد اليوم الأحد- إن روسيا واصلت إحراز تقدم طفيف في محاولتها لتطويق باخموت، وأضافت أن مليشيا فاغنر استولت على الأرجح في وقت سابق هذا الأسبوع على طريق يربط المدينة ببلدة سيفرسك، مشيرة الى أن طرق الإمداد المتعددة عبر البلاد لا تزال متاحة للقوات الأوكرانية.
ومؤخرا سيطرت قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية على مدينة سوليدار بالقرب من باخموت بعد قصف مكثف ومعارك ضارية استمرت أسابيع.
وفي تطورات أخرى، قتل 4 مدنيين وأصيب 4 آخرون جراء قصف أوكراني استهدف مدينة ومقاطعة دونيتسك، حسب السلطات الموالية لموسكو.
هجوم صاروخي
وقالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن روسيا تستعد لهجوم صاروخي واسع النطاق على جنوبي أوكرانيا.
وأضافت القيادة أن قواتها ترصد نشاطا ملحوظا لطائرات الاستطلاع الروسية، وأن دفاعاتها أسقطت خلال اليومين الماضيين عددا من تلك الطائرات، لا سيما في منطقة البحر الأسود.
وتعاني مقاطعات أوديسا وميكولايف وخيرسون وزاباروجيا (جنوبي أوكرانيا) من انقطاعات حادة في الماء الكهرباء بسبب ما تقول السلطات الأوكرانية إنها هجمات روسية متواصلة على البنية التحتية.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية نفذت غارات جوية وقصفا مدفعيا على مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا، وأضافت أن خطر تنفيذ هجمات روسية واسعة النطاق على المرافق المدنية لا يزال مرتفعا في عموم البلاد.
وأكدت هيئة الأركان أن قواتها نفذت سلسلة غارات على مواقع تمركز القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية.