أكد اثنان من خبراء حراسة المرمى للجزيرة نت، أن تيبو كورتوا حارس ريال مدريد أنقذ فريقه من هزيمة “فاضحة” أمام ليفربول، وكان تألقه غير العادي السبب الرئيسي في فوز الملكي وتتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

ورغم أفضلية ليفربول في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا التي أقيمت في العاصمة الفرنسية باريس يوم السبت الماضي، فإن كورتوا نجح في التصدي ببراعة لنحو 10 هجمات وتصويبات خطيرة من نجوم الريدز، ليقود ريال مدريد للفوز 1-صفر، بهدف أحرزه البرازيلي فينيسيوس من 3 هجمات لاحت للملكي.

ويؤكد إيهاب زنجا حارس مرمى المنتخب الأولمبي المصري ونادي الإسماعيلي السابق، أن كورتوا أنقذ ريال مدريد من هزيمة ثقيلة في ليلة استثنائية لا تعبر عن مستواه الحقيقي، حيث لم يكن في أفضل حالاته هذا الموسم بدليل تلقيه أهدافا كثيرة ومنها رباعية من فريق برشلونة.

ويقول زنجا الذي يشغل منصب مدرب عام المنتخب العسكري الأميركي “لو دخلت كرة واحدة من هجمات ليفربول الأفضل المتوالية، لانهار ريال مدريد وتلقت شباكه 3 أهداف على الأقل، لأن الهدف كان سيمنح المزيد من الثقة للريدز وخاصة إذا جاء بشكل مبكر أو في الشوط الأول، لكن ما حدث هو العكس تماما”.

وأضاف زنجا “مهمة حارس المرمى الأساسية هي محاولة منع الأهداف، وبالفعل حاول كورتوا لكنه كان محظوظا جدا في العديد من الكرات ومنها تصويبة ماني التي أنقذها القائم الأيمن وليس هو، وتصويبة محمد صلاح التي لا تصد ولا ترد لكنها اصطدمت بكتفه، والأخرى التي اصطدمت بقدمه وصلاح على بُعد خطوة من القائم الأيسر”.

 

وتابع “ويكفي أن نعرف أن صلاح وحده سدد 6 مرات على مرمى ريال مدريد، وهو العدد الأكبر من التسديدات لأي لاعب في نهائي دوري أبطال أوروبا منذ نحو 20 عاما، ومع ذلك حال تألق كورتوا والحظ العاثر في اهتراز شباكه”.

أفضل تصديات كورتوا

ويتفق الدكتور راندي عبد العزيز أستاذ كرة القدم بكلية التربية الرياضية ومحلل حراسة المرمى بقنوات الكأس القطرية، مع رأي زنجا، وذلك من خلال تحليل أبرز الهجمات التي أنقذها كورتوا وكان يمكن أن تكون أهدافا محققة، وهي كالتالي:

  1. الدقيقة 5.30: تسديدة صلاح الفنية على بُعد 6 ياردات فقط من المرمى، والتي تعتبر من أصعب الكرات على حراس المرمى، وخصوصا لمن لديه المواصفات الجسمانية لكورتوا وأبرزها الطول الفارع. وهذه الكرة القريبة من الرجل الثابتة يعتبر التصدي لها من اللعبات الصعبة على الحراس، وأعتبرها نقطة الانطلاق التي جعلته يتألق بهذا الشكل غير العادي في المباراة.
  2. الدقيقة 20: تصديه لتصويبة ساديو ماني، التي تعد من التصويبات الصعبة لوجود مدافع أمام مسار الكرة، لكنه أجاد في التعامل معها من خلال قوة انقباضة (دفع) الرجل الثابتة اليمنى والاعتماد على طول الجسم في ملامسة الكرة التي ساعده القائم الأيمن فيها، ثم يكتمل الأداء في اللعب على ارتداد الكرة في تعديل الجسم بسرعة والطيران ومسك الكرة قبل متابعة صلاح.
  3. الدقيقة 68: تصدى كورتوا ببراعة غير عادية لتصويبة صلاح، وذلك من خلال الاعتماد على أقصى انقباضة من الرجل اليمنى، والطيران مع فرد الجسم والتعامل مع الكرة بالتصدي والتوجيه لها، وهذه ميزة أخرى يتمتع بها حيث لا يكتفي بالتصدي فقط، لكنه يوجه الكرة التي لا يمسكها لأطراف الملعب بعيدا عن الأماكن التي قد تشكل خطورة مرة أخرى على مرماه.
  4. ويعتبر تصدي كورتوا لانفراد صلاح به بجوار القائم الأيمن له، أخطر الكرات التي تألق فيها، لأنها من المسافة صفر ولا يوجد أي مدافع قريب، ويرجع سبب نجاحه في إبعادها، إلى التمركز الجيد وعدم الاندفاع، وأخيرا سرعة رد الفعل الرائعة في غلق الزاوية الضيقة بساقه وجسده وذراعيه.
المصدر : الجزيرة

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *