كيف تبرمج عقلك الباطن لتحقيق النجاح والسعادة وتكوين العلاقات الاجتماعية؟
عمّان – هل أستطيع برمجة عقلي الباطن لتحقيق النجاح والسعادة في حياتي؟ هل ألجأ إلى استشاري نفسي لتحقيق ذلك؟ هل هناك أساليب وطرق يمكن الاستفادة منها لتحقيق النجاح والسعادة؟ وغيرها من الأسئلة التي تراود المرء.
وتزداد هذه التساؤلات، خصوصا عندما يرى الشخص نفسه “مكبلا” لا يستطيع التحرك خطوة نحو الأمام لتحقيق أي نجاح يذكر بمسيرة حياته، وليس الحال أفضل عندما يقيّم علاقاته مع الآخرين، ليستنتج أنها “خجولة” إلى حد ما، وحول ذلك حاورت الجزيرة نت استشاريين للاستفادة من معرفتهم وخبرتهم في الإجابة عن هذه التساؤلات.
بداية صحية مع نفسي
وحول كيفية برمجة العقل الباطني لتحقيق النجاح والسعادة تقول الاستشارية التربوية الأسرية الدكتورة أمل بورشك “أبدا بداية صحية مع نفسي، وأحرص على اتزانها الجسمي والعقلي والوجداني، وعندما أدخل طريق النجاح أو بناء العلاقات أمكّن نفسي من الاستمرار ضمن كل التحديات والمعيقات وأحرص على تجاوزها بعقلانية، ولا يوجد طريق سليم 100% وخال من العيوب”.
وتكمل “لذا يجب الأخذ بعين الاعتبار الغموض وعدم القدرة على تفسير بعض الأمور مستقبلا، فلا أدعها تشغل بالي وتشتت قدرتي حتى لو تملكتني ذهنيا”.
“أركز على الإنجاز مهما كان صغيرا، لا بد من وجود استشاري مقرب كأخ أو أخت أو صديق، فالقدر سيضع أمامك أرواحا طيبة لحمايتك، فلا تخف حتى ولو لم يكونوا بالمستوى المطلوب لك، فوجودهم يشعرك بالأمان ويمنحك القدرة على الاستمرار بثقة أو من الممكن أن تتحدث مع نفسك وتقويها وترافقها حتى تصل لهدفك”، تقول الدكتورة بورشك.
شخص ناجح اجتماعيا
وتوضح الاستشارية بورشك أنه لا بد أن تعرف أن كل شيء له نهاية، فلا تقع أسيرا للحزن على انتهاء فصل أو أي علاقة في حياتك، فالنهاية هي التأمل من جديد في أسرار الكون الغامضة.
وتتابع “كي تكون شخصا ناجحا اجتماعيا حاول أن تحافظ على اتزانك الأخلاقي وعدم التعمق في كل التفاصيل الدقيقة للآخرين”.
وتنصح بتهميش آراء الآخرين قدر الإمكان، وعدم توقع فهمهم أفكارك الخاصة، مع الابتعاد عن المجادلة والنقاش العقيم، ولا بد من المقارنة بين المهمات الوظيفية ومهمات طريق النجاح الذي لا توجد له وصفة مسبقة أو “كتالوج” للسير عليه، فأنت لك بصمتك الخاصة ولك قصتك الخاصة وتطورك الخاص، فاحرص على منهجية تلائم مسيرتك في طريق النجاح المحفوف بالمشقة، ولا تستسلم، وتسلح بالإرادة القوية واستمر بالمحاولة.
أشغل نفسك بمسيرتك
وتؤكد الدكتورة بورشك أنه لا بد أن تمتلك فنا خاصا بك للاستمرار في ديمومة علاقتك عن بعد مع القيادات الاجتماعية والنهل من خبراتها، واحرص على الابتعاد عن المجاملات المبالغ فيها، بل انظر كيف تتصرف تلك القيادات وكيف نجحت لتتشكل لديك عين ناقدة مهذبة تبتعد بها عما لا يعجبك من الآخرين.
وتضيف “أشغل نفسك بمسيرتك ووثقها على الورق حتى لا تستهين بما تبذله من مجهود، وعندما تشعر بعدم قدرتك على تحقيق ما تطلعت إليه أعد النظر وقرر أو استرح لفترة”.
وتلفت إلى أن طريق النجاح لا يوجد له تاريخ انتهاء صلاحية، فهو يحتضن كل من يسير فيه في زمن الإعلام عبر الإنترنت، ستشعر أنك غير ناجح لكثرة الناجحين على الإنترنت، لا تكترث لهذا الشعور الآني، قوِّ نفسك واستمر في ما يحقق الرضا النفسي لديك وبما يتوافق مع قدراتك.
التغيير والوصول إلى العقل الباطني
بدوره، يعلق الدكتور موسى مطارنة استشاري الطب النفسي وخبير الطاقة قائلا “يختزل الإنسان في اللاشعور مقومات الصور الحياتية منذ يوم الولادة إلى يوم الموت، وهذه الصور تعبر عن مواقف وكلمات وتجارب، وهي مخزون الحياة في اللاشعور، وتمنح العقل الواعي السلوك والشخصية”.
ويوضح الدكتور مطارنة للجزيرة نت أنه لذلك عندما نتكلم عن العقل الباطني أو عن اللاشعور أو البرمجة العصبية (كما تسمى في علم النفس) أو (مخزون الحياة) فهو الذي يمنح العقل الواعي التفكير والسلوك، فذلك حتى نتمكن من التغيير.
ويؤكد أنه “يجب الدخول أو الوصول إلى العقل اللاواعي أو الباطني، وهذا لا يمكن أن يقوم به الفرد من تلقاء نفسه، بل يجب أن يتم من خلال المعالج أو الاستشاري النفسي المتخصص الماهر بالدخول إلى العقل الباطن، وعمل متغيرات بحكمة تنعكس على السلوك، ويبرمج من خلال اللاشعور والعقل الباطن بشكل جيد”.
جلسات التحفيز الذاتي
ويوضح الاستشاري مطارنة أن ذلك يتم ذلك من خلال الجلسات النفسية أو جلسات التحفيز الذاتي، وتتم بطريقة تتبع بها أكثر من إستراتيجية حتى نستطيع أن نخترق في الفرد “العقل اللاواعي”، مثل استخدام طريقة التأمل الاسترخائي أو التفريغ الانفعالي عن طريق الإيحاء.
ويتابع، وعليه نستطيع إيصال الفرد إلى “اللاوعي” ومن ثم التحكم، ونبدأ في التغيير شيئا فشيئا، هذا إن كان الشخص غير قادر على التغيير، لكن من الممكن أن يكون شخصا محفزا ولديه قابلية “خصبة”، وبالتالي نقوم بتعليمه وتدريبيه على مهارات حياتية، وهذا يساعده على مواجهة المشكلات أو العلاقات الاجتماعية وغيرها في المجتمع.
تغيير بشخصية جديدة
ويقول مطارنة “لا يمكن أن يتم تعديل الشخصيات أو السلوك أو البرمجة إلا من خلال متخصص في النفس الإنسانية، إذ يتعامل مع الشخصية ويعرف حناياها وكيفية التأثير عليها واستكشافها، حتى يستطيع أن يبني حالة خاصة عند الفرد من خلال الجلسات النفسية المتكررة”.
ويتابع “وبالتالي يبرمج العقل أو في ما يسمى “غسيل الدماغ”، ويستطيع الفرد أن يظهر بشخصية جديدة وبأسلوب جديد، ويتمكن من مواجهة الحياة ومتغيراتها، ويتعامل بمرونة مع الآخرين، وذلك من خلال التحفيز الذاتي وتغيير التفكير والمفاهيم”.
تغيير المفاهيم المقيدة
ويبين مطارنة أن هناك اعتبارات أو مفاهيم مقيدة “قيود في الروح والنفس” لدى بعض الأفراد، وهي مفاهيم خاطئة، وعليه يجب تغييرها، لذلك فإن هذه الاعتبارات التي تأتي من اللاشعور في التجارب والمواقف تنعكس على الفرد، وعندما يصبح هناك تغيير في المفاهيم الخاطئة هنا تختلف الشخصية وتصبح أكثر مرونة وأكثر سعادة وأكثر تفاعلا في المجتمع.
ويوضح مطارنة أن “التغيير ليس بهذه السهولة التي تقرأ في الكتب المتوفرة في الأسواق من (البرمجة العصبية)، بل هي عملية ديناميكية تتم ضمن إستراتيجيات معينة وفي جلسات نفسية متخصصة تقوم على السرية والوعي الذاتي، والتي يحركها شخص آخر ضمن تخصصه بهذا المجال”.