قم بتقديم نفسك لمديرك بصفات الموظف الذي تصبو إليه (غيتي)

قم بتقديم نفسك لمديرك بصفات الموظف الذي تصبو إليه (غيتي)

لا يزال يذكر ستو سميث، مالك شركة علامات تجارية تضم 10 موظفين، كم كان من الصعب مناقشة مسألة زيادة الراتب مع أحد موظفيه حين استدعاه لمكتبه ليستفسر عن تأثير انشغاله بمشاريعه الخاصة على أدائه في العمل، ليتلقى إجابة جريئة من ذلك الموظف “فقط ضاعف راتبي، وسأتوقف عن القيام بكل هذه الأعمال الجانبية”.

في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز (NYtimes) الأميركية، تُقدّم بوليت بيرهاتش نصائح من علماء نفس ومديرين حول كيفية التعامل مع هذا السؤال العسير.

 

من أجل الحصول على زيادة في الراتب، ينتهج معظم الموظفين طريقة عكس ما فعله موظف سميث، إذ غالبا ما يؤجلون طلب زيادة في رواتبهم مخاطرين بخسارة هذه المكاسب فقط لتجنب هذا السؤال المحرج.

في هذا الصدد، سألت الكاتبة أشخاصًا كانوا في منصب المتلقين لهذه الطلبات، وآخرين درسوا الديناميكيات التنظيمية وعلم النفس في مكان العمل لتقديم أفضل النصائح حول كيفية الاستعداد والتعامل مع مسألة طلب الزيادة في الراتب.

ذكرت الكاتبة أن الموظفين يشعرون بالضعف أو الحرج من طلب الحصول على راتب أكبر، ولكن حسب دانييل بينك -مؤلف الكتب الأكثر مبيعًا عن العمل والسلوك بما في ذلك أحدث كتبه “قوة الندم” (The Power of Regret)- فإن أكبر خطأ يرتكبونه هو تأجيل هذه المحادثة خوفًا من احتمال الرفض. ويقول إنهم “يضيّعون على أنفسهم فرص قبول طلبهم، ويبالغون في الخوف من العواقب السلبية لهذا السؤال”.

إذا رد عليك رئيسك في العمل بنوبة غضب، فهذا قد يعني أن الوقت قد حان للبحث عن وظيفة جديدة.(غيتي إيميجز)
إذا رد عليك رئيسك في العمل بنوبة غضب، فهذا قد يعني أن الوقت قد حان للبحث عن وظيفة جديدة (غيتي)

من أجل اكتساب الثقة لطرح هذا السؤال، يقترح “بينك” الاستعانة بصديق للتمرن على ذلك من خلال التظاهر بأنه يصعّب عليك المحادثة من خلال ردود معينة مثل “سأفكر في الأمر” و”لا”. إنه بمثابة التدرب على طرح هذا النوع من الأسئلة، و”أسوأ ما يمكن أن يحدث” هو أن تبقى الأمور على حالها. أما إذا رد عليك رئيسك في العمل بنوبة غضب، فهذا قد يعني أن الوقت قد حان للبحث عن وظيفة جديدة.

قوة الإقناع

وأضاف “بينك” أن ثاني أكبر خطأ يرتكبه الموظفون يكمن في المبررات التي يقدمونها عندما يطالبون بالزيادة في الراتب، فهم -على حد تعبيره- لا يفكرون بشكل كافٍ في وجهة نظر رئيسهم في العمل أو وجهة نظر صانع القرار. وفي هذه الحالة يوصي “بينك” بالتركيز على قوة الإقناع وكيفية التأثير في عقل وتفكير متخذ القرار أو المسؤول.

للقيام بذلك، تنصح ألكساندريا براون، وهي مستشارة موارد بشرية ومؤسِسة شركة “ذا إتش آر هاكر”(The HR Hacker) وتعاملت مع مئات الموظفين خلال مسيرتها المهنية، بعدم تقديم نفسك بصفاتك الحالية وإنما بصفات الموظف الذي تصبو إليه.

 

وقبل الحديث عن مراجعة أدائك، توصي براون بإعطاء رئيسك إشارةً بأنك تريد التحدث عن مسيرتك المهنية. وعند قدومك إلى الاجتماع، لا تكتفِ بالحديث عن مساهماتك فقط بل أيضًا عن خططك المهنية خلال العام المقبل.

توضح براون “بالنسبة لي، هذا يظهر مدى وعي الموظف وذكائه العاطفي”، مشيرة إلى أنها سمعت مديرين يقولون إنهم يقدرون الموظفين الذين يكونون على دراية بما يمكنهم الاستمرار في العمل عليه. وتضيف أن “ذلك في الواقع يخفف قليلا من وقع المطالبة بالمزيد من المال”.

وتقترح براون على الموظف عقد الاجتماع وجهًا لوجه لتحقيق أقصى استفادة من التواصل غير اللفظي، حيث يجب على الموظف أن يكون واثقًا وإيجابيًّا، وأن يخوض في الحديث عن عمله وليس حياته الشخصية.

وإذا كان هناك سبب يجعلك تتردد بشأن اتخاذ هذه الخطوة، تنصح الكاتبة بتطبيق المبادئ المنصوص عليها في كتاب “ما قبل الإقناع” (Before persuasion) لعالم النفس السلوكي روبرت سيالديني الذي يدرس “ما يدفع الناس إلى قول نعم للطلبات” (What drives people to say yes to requests).

يشجعك هذا الكتاب على تصور سؤالك على أنه بذرة تريد زرعها، حيث ستكون فرصها في النمو أفضل إذا حرثت الأرض أولاً. لكنه يقول إن الموظفين ينتظرون حتى طلب زيادة الراتب من أجل تبرير طلبهم، وحينها يكون الوقت قد فات في أغلب الأحيان لذلك ينصح بدلا من ذلك بإعداد الحجج مسبقًا والتفكير مليا في رأي رئيسك في العمل في أدائك وفي قيمتك.

خلال عملك احرص على أن تكون الموظف الأقل شكوى أو الشخص الذي يصل إلى العمل دائمًا في وقت مبكر.
خلال عملك احرص على أن تكون الموظف الأقل شكوى أو الشخص الذي يصل إلى العمل دائمًا في وقت مبكر (شترستوك)

منح عملك قيمة كبرى

لتوليد رؤية أكثر إيجابية عن عملك ونفسك كمورد للشركة، يقترح سيالديني الحرص على منح عملك قيمة كبرى.

 

فإذا طلب منك رئيسك في العمل إكمال مهمة ثم شكرك فلا تكتف بقول “على الرحب والسعة” بل قُلْ شيئًا أفضل مثل “كنت مسرورًا للقيام بذلك” أو “هذا ما يجب علينا فعله هنا”.

وقبل الاجتماع من أجل طلب زيادة، حاول أن تبدو كشخص متميز ونادر، ذلك أنه -حسب سيالديني- “ينجذب الناس أكثر إلى الفرص المتميزة أو النادرة أو غير المألوفة، لذا إذا كنت تمثل فرصة بالنسبة لهم سيعملون على المحافظة عليك”.

للاستفادة من عامل الندرة، تنصح الكاتبة بالتفكير في كيفية إبراز نفسك في العمل من خلال حرصك على أن تكون الموظف الأقل شكوى أو الشخص الذي يصل إلى العمل دائمًا في وقت مبكر.

وعندما تجري محادثة حول الأمور المالية، يشجع سيالديني الموظفين على منح رئيسهم الثناء، من قبيل قول “أعتبرك شخصًا منصفًا وحريصًا على حسن معاملة موظفيك، وأنا سعيد جدًّا لهذا لأنني أريد أن أتحدث معك عن وضعي”، فهذا الأسلوب اللبق قد يحفز المدير لأن الناس يميلون لأن يتوافقوا مع صورتهم في المجتمع.

وفقًا لبينك، ينبغي على الموظف التركيز على ما هو جيد للرئيس وما هو منصف، موضحًا أن الطريقة التي يقيّم بها الناس الإنصاف في التعويض تضم جانبين: الإنصاف الداخلي الذي يقيّم الراتب بمقارنته بالتعويض عن نفس العمل داخل المؤسسة، والإنصاف الخارجي الذي يأخذ بعين الاعتبار سوق العمل العام.

 

ولتحديد ما هو منصف بالنسبة لك، اجمع معلومات عمّا يكسبه الأشخاص الذين لديهم خبرتك في منطقتك وفي وظائف مثل وظيفتك، ومعلومات حول ما يتم دفعه للأشخاص في مستواك داخل شركتك، ويمكنك حينها المقارنة.

المصدر : نيويورك تايمز

About Post Author