كيف تكسب 100 ألف دولار في يوم واحد؟.. رائدة أعمال أميركية ربحت الملايين من نشر فيديوهات تعليمية في تيك توك
استطاعت أن تربح 100 ألف دولار في يوم واحد، هذا ما فعلته رائدة الأعمال الأميركية الشابة كات نورتون التي تبلغ 28 عامًا عندما حولت نشاطها الجانبي إلى مشروع مربح بقيمة مليون دولار.
سردت كيت قصة نجاحها من خلال موقع “سي إن بي سي” (Cnbc) الأميركي، وقالت كنت أعمل في وظيفة تقليدية وحدثت أزمة منع السفر بسبب انتشار كوفيد-19، حينها لجأت للعمل من المنزل كاستشاري.
وتابعت “بعد مرور عدة أشهر شعرت بالملل حيث أردت فعل شيء مختلف، كانت وظيفتي تمنحني استقرارا ماليا إلى حد كبير ولكن طموحي كان أكبر من ذلك”.
وأضافت كات “ذات يوم، كنت أتحدث على الهاتف مع صديقتي المفضلة آنا، ونتشارك بعض الأفكار عن الأنشطة الجانبية التي يمكن أن أقدمها بفضل السنوات الأربع التي أمضيتها في تدريس برنامج مايكروسوفت “إكسل”(Excel) في شركتي الاستشارية. فجأة، خطرت ببالي فكرة رائعة وهي أن أنشر دروس تعليم إكسل قصيرة على منصة تيك توك”.
لم تكن كات تعلم أن هذه الفكرة ستصبح نشاطا جانبيا ممتعا سيتحول في النهاية إلى برنامج “ميس إكسل”، المشروع التدريبي الناجح الذي تعمل عليه بدوام كامل.
اليوم، توسع هذا المشروع وبات يضم أكثر من مليون متابع عبر تيك توك وإنستغرام، وحقق أكثر من مليون دولار من المبيعات.
كيف تحول النشاط الجانبي التدريبي إلى مشروع يدر ملايين الدولارات
أضافت كات أنها نشرت أول مقطع فيديو لها على تيك توك في يونيو/ حزيران 2020، ثم أصبحت تُحمل مقاطع فيديو مرة واحدة يوميا.
ورغم أنها لم تخبر أحدا سوى والدتها وصديقتها، فإن مقاطعها سرعان ما انتشرت، حيث سجّل الفيديو الرابع، الذي أوضحت فيه ميزة جديدة للبحث عن البيانات في برنامج إكسل، أكثر من 100 ألف مشاهدة في غضون أيام قليلة.
بعد نشر الفيديو السادس، وجّه الرئيس التنفيذي لإحدى شركات تكنولوجيا المعلومات رسالة لكات عبّر فيها عن إعجابه بأسلوبها الممتع في التدريس، وأراد أن يدفع لها مقابل إنشاء مقاطع فيديو تدريبية على برنامج إكسل لعملائه، فقبلت عرضه.
في 15 يونيو/ حزيران 2020، قامت كات بتأسيس شركة ذات مسؤولية محدودة، وهو ما مكنها من دخول مجال الأعمال.
وإلى جانب عملها بدوام كامل والعمل على مشاريع العملاء الأخرى، واصلت كات نشر مقاطع فيديو إكسل فريدة من نوعها تضفي عليها شغفا حقيقيا على منصة تيك توك كل يوم.
بحلول أكتوبر/ تشرين الأول، كبر جمهورها على وسائل التواصل الاجتماعي إلى 300 ألف متابع، وكانت مقاطع الفيديو الخاصة بها تنتشر بسرعة كبيرة، مما دفعها إلى التفكير في الاستفادة من علامتها التجارية لتصبح صانعة محتوى بدوام كامل.
قررت كات أن الخطوة التالية ستكون إنشاء دورات عبر الإنترنت لبيعها مباشرة إلى المستهلكين عبر موقع الويب الخاص بها.
لذلك، أخذت إجازة لمدة أسبوعين من وظيفتها الاستشارية وصورت أكثر من 100 مقطع فيديو، وجمعتها في برنامج يسمى “ذي أكسيليرايتور كورس”(The Excelerator Course)، وهو عبارة عن دورة تدريبية ممتعة وشاملة على برنامج إكسل تبدأ بتعليم الأساسيات المطلقة وتنتهي بمهارات متقدمة مثل الجداول المحورية ووظائف البحث.
بعد تحليل السعر التنافسي، قامت كات بتسعير الدورة بـ 297 دولارا، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، باعت أول دورة تدريبية خاصة بها. وبحلول يناير/ كانون الثاني 2021، أصبحت كات تجني 15 ألف دولار شهريًا من الدخل السلبي.
وذكرت كات أنها في هذه المرحلة بدأت تعيد التفكير في حياتها المهنية، حيث شعرت أخيرا أنها مستعدة لترك وظيفتها والتركيز على أن تكون رائدة أعمال بدوام كامل، وكان الأول من فبراير/ شباط 2021 آخر يوم لها كموظفة.
تزايد الإقبال على حساب “ميس إكسل”
منذ أن تركت وظيفتها، حققت كات أكثر من مليون دولار من مبيعات “ميس إكسل”، وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حققت مبيعات بقيمة 100 ألف دولار في يوم واحد فقط.
بالإضافة إلى دورة “أكسيليريتور”، أنشأت كات دورتين تعليميتين إضافيتين لبرنامج إكسل، دورة متقدمة ودورة تدريبية مصغرة، جنبًا إلى جنب مع العديد من الدورات التدريبية الأخرى لبرنامج “باور بوينت” (PowerPoint) و”وورد”(Word) و”تيمز”(Teams) و”أوتلوك”(Outlook) و”ون نوت”(OneNote) و”غوغل شيتز”(Google Sheets).
يتراوح سعر الدورات الفردية بين 44 و397 دولارا، كما تقدّم كات أيضا العديد من حزم الدورات التدريبية التي يتراوح سعرها بين 397 و997 دولارا.
يُطلق على مشروع كات الأخير اسم “دورة أساسيات مكان العمل” (Workplace Fundamentals Course)، التي تعلم مهارات مهمة في مكان العمل مثل “مايكروسوفت أوفيس” (Microsoft Office)، مع تعليم المهارات الشخصية مثل الطريقة المثلى للتواصل عبر البريد الإلكتروني.
أفضل نصيحة لرواد الأعمال الطموحين
إلى جانب مبيعات الدورة التدريبية، التي تشكل 95% من دخلها، تقوم كات أيضا باستضافة دورات تدريبية على برنامج إكسل للشركات وتقديم محاضرات تحفيزية حول كيفية تسخير الطاقة لتحقيق إنجاز في الحياة المهنية.
وهذه أفضل النصائح التي تقدّمها كات للأشخاص الذين يرغبون في إنشاء منتج يجذب الانتباه:
1. ابحث عن الهدف الذي تريد تحقيقه
قالت كات “عندما توقفت عن السفر من أجل العمل، أصبح لدي الوقت الكافي للتفكير فيما أريد حقًا أن أفعله في حياتي. وفي محاولة للعثور على هدفي، بدأت أسأل نفسي: ما الشيء الذي يمكنني مشاركته مع العالم؟”
وأضافت أنها دونت كل الأشياء التي تحب القيام بها، مثل مساعدة الناس والعمل على إكسل والرقص ثم حاولت ابتكار طريقة للجمع بينها. وهي تعزو نجاحها إلى الشغف والهدف اللذين تجدهما في تدريس برنامج إكسل، مما يجعل المحتوى الخاص بها ممتعا وفريدا.
2. ممارسة الرعاية الذاتية
تعتقد كات أن بناء علاقة صحية مع نفسك هو أعظم شيء يمكنك القيام به لتحقيق النجاح. فمن خلال التفاني في ممارسات مثل التأمل واليوغا، تمكنت كات من التخلص من المعتقدات الراسخة في لاوعيها التي كانت تثبط عزيمتها.
3. المخاطرة ومواجهة التحديات
أشارت كات إلى أن التخلي عن ميولها إلى تحقيق الكمال ساعدها على إدراك حقيقة أنه لا ينبغي انتظار الوقت المناسب. فعلى سبيل المثال، تمثّلت أول صفقة لكات في إنشاء مقاطع فيديو تدريبية في غوغل و”وركسبيس”(Workspace).
ورغم أنها لم تكن على دراية بمنتجات غوغل في ذلك الوقت، وشعورها بالتردد، فإنها وثقت بعد ذلك بأنها ستكتشف ما يجب فعله على طول الطريق. وقالت “بمجرد الإقدام على أمر ما، بغض النظر عن حجم التحدي ومدى صعوبته في البداية، ستجد أنك تملك قدرة أكبر بكثير مما تعتقد”.