لفشلها في مكافحة تدفق “الأموال القذرة”.. نشطاء وسياسيون يدعون لمعاقبة الإمارات
ذكر تقرير نشرته صحيفة “ذي أوبزيرفر” (The Observer) البريطانية أن نشطاء وسياسيين دعوا إلى إدراج دولة الإمارات في القائمة السوداء الأوروبية بسبب إخفاقها في مكافحة تدفق “الأموال القذرة”، وفرض العقوبات المقررة على الأثرياء الروس.
ونقل التقرير عن المصرفي البريطاني بيل براودر -الذي عاش سنوات طويلة في موسكو- قوله إن دبي ظلت مكانا آمنا للأموال القذرة، ويجب الآن وضعها على القوائم المالية السوداء ويجب ألا يكون قادتها موضع ترحيب.
وقال براودر إنه يجب فرض عقوبات ثانوية على الإمارات ما لم تقدم المساعدة للدول التي تسعى وراء أصول هؤلاء الأثرياء.
تهديد للنظام المالي العالمي
وكتب أعضاء في البرلمان الأوروبي الشهر الماضي إلى مفوض الخدمات المالية بالاتحاد الأوروبي ميريد ماكغينيس يحثونه على إدراج الإمارات في قائمة الدول التي تشكل تهديدات كبيرة للنظام المالي.
ونسب التقرير إلى العضوة الدانماركية في البرلمان الأوروبي كيرا ماري بيتر هانسن قولها إن الإمارات كانت ملاذا آمنا للعائدات الإجرامية والمسؤولين الفاسدين والأثرياء الروس، مضيفة “نريد وضع الإمارات على قائمة سوداء، خاصة في ظل العدد الكبير من النخب الروس الأثرياء الذين يستخدمون الدولة لتجنب العقوبات”.
وذكر التقرير أن مسؤولين إماراتيين لم يردوا على طلب من الصحيفة للتعليق.
وقال إن الإمارات أصبحت ملاذا لليخوت الفاخرة والطائرات الخاصة و”الأموال القذرة” منذ غزو أوكرانيا، من دون أن تتخذ أي إجراء، وبرزت كملاذ رئيسي للأثرياء الروس الفارين من تأثير العقوبات العالمية، حيث تتجه هذه الطائرات واليخوت إليها بعد الهجوم على أوكرانيا.
الأغلى في العالم
وأضاف أنه قد اتضح الأسبوع الماضي إيقاف إحدى الطائرات الخاصة الأغلى في العالم منذ 3 أشهر، تابعة لمالك نادي تشلسي السابق لكرة القدم رومان أبراموفيتش، في دبي.
وأشارت وزارة العدل الأميركية إلى آخر رحلة مسجلة لطائرة بوينغ 787 دريملاينر -التي تبلغ قيمتها 350 مليون دولار من موسكو إلى دبي- في الرابع من مارس/آذار الماضي في المستندات القانونية التي تقدمت بطلب لمصادرتها.
كما أذن أحد القضاة الأميركيين بالاستيلاء على طائرة ثانية تابعة لأبراموفيتش من طراز “غلف ستريم” في موسكو، رغم عدم وجود احتمال أن يتم حجزها على الفور.
شراء العقارات
وأشارت “ذي أوبزيرفر” إلى أن محققي مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي -مثل كثيرين غيرهم ممن يسعون وراء أصول الأثرياء الروس- وجدوا أن المسار يؤدي في كثير من الأحيان إلى دولة الإمارات، مع ارتفاع كبير في شراء الروس للعقارات هناك وبلغت نسبته 67%.
وذكرت أن الإمارات وُضعت على “القائمة الرمادية” من قبل هيئة الرقابة العالمية (مجموعة العمل المالي) “في مارس/آذار الماضي بسبب أوجه القصور في تدابيرها لمكافحة غسل الأموال والجرائم المالية الأخرى، وهناك الآن دعوات لإدراجها في قوائم دولية مماثلة.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين في الإمارات لا يرون أنهم مطالبون بتنفيذ العقوبات التي وضعتها دول أخرى، لكنهم يصرون على أنهم يعملون على معالجة المخاوف التي أبرزتها مجموعة العمل المالي، ووقعت الدولة عددا من اتفاقيات المساعدة القانونية المتبادلة وتسليم المجرمين مع دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة في 24 فبراير/شباط الماضي، وهو اليوم نفسه الذي دخلت فيه روسيا أوكرانيا.
اختبار لالتزام الإمارات
وتوقعت الصحيفة أن يكون مصير طائرة أبراموفيتش الخاصة الآن بمثابة اختبار لالتزام الإمارات بالتعاون الدولي.
وقالت كارين غريناواي -المحامية والعميلة السابقة لمكتب التحقيقات الفدرالي والمتخصصة في التدفقات المالية غير المشروعة- إن المسؤولين الأميركيين سيطلبون بالتأكيد مساعدة السلطات الإماراتية بشأن الطائرة المرتبطة بأبراموفيتش.
ونقل التقرير عن فايننشال تايمز أن “يخت سوبر” انقطع الاتصال به على أنظمة تتبع المحيطات، وهو اليخت “إيه” (A) الذي تبلغ تكلفته 240 مليون جنيه إسترليني والمرتبط بالملياردير أندريه ميلينشينكو، وتم رصده في ميناء بإمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات.
كذلك تم ربط اليخت السوبر “مدام جو” بأندري سكوتش الملياردير وعضو البرلمان الروسي الذي يخضع لعقوبات من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي. ويخضع هذا اليخت الفاخر أيضا للعقوبات الأميركية، لكن موقعه غير معروف، وكان آخر ظهور له تم الإبلاغ عنه في دبي في السادس من مارس/آذار الماضي.