تراجعت أسعار العديد من السلع الصيف الماضي، وعلى رأسها أثمنة النفط الخام التي انهار بنسبة 40% تقريبا في يونيو/حزيران الماضي، رغم ذلك هناك سلعة واحدة قد نجت من انخفاض الأسعار وهي الليثيوم.
وارتفعت أثمنة الليثيوم بشكل كبير خلال الأشهر الـ18 الماضية، ورغم أن الارتفاع فقد بعض الزخم مؤخرا، فإن هناك سببا لارتفاع هذه السلعة المعدنية المستخدمة في صناعة البطاريات.
وحسب موقع “أويل برايس” (Oil Price) الأميركي، ارتفعت أسعاره بنسبة تزيد عن 500% وسط اختناقات في سلسلة التوريد والطلب القوي على السيارات الكهربائية، إلا أن هناك العديد من الأسباب القوية التي تجعله يستمر، بما في ذلك عدم وجود مناجم رئيسية من المتوقع أن تشغل على مدى السنوات القليلة المقبلة والنمو الهائل للمركبات الكهربائية.
وهناك بعض التطورات الرئيسية على مشهد الليثيوم.
يعد الضغط الكبير على العرض أحد أكبر الأسباب وراء ارتفاع أسعار الليثيوم خلال العام الماضي، إذ قال بنك “غولدمان ساكس” (The Goldman Sachs) إن أهم إمدادات الليثيوم الجديدة “الأكثر أهمية” ستأتي من الصين، فقد استثمرت الشركات في مشاريع الصخور الصلبة والمياه المالحة.
ويتحرك الآن مصنعو بطاريات السيارات الكهربائية وبطاريات أيونات الليثيوم لتأمين إمدادات الليثيوم في المستقبل؛ إذ وقعت شركة “إل جي” (L G) لحلول الطاقة مذكرتي تفاهم مع عمال المناجم الكنديين لتأمين إمدادات الليثيوم، في محاولة لإنشاء سلسلة توريد بطاريات في أميركا الشمالية.
وتُعد شركة “إل جي” لحلول الطاقة واحدة من أفضل الشركات المصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم؛ إذ تزوّد شركات من مثل “تيسلا” (Tesla) و”جنرال موتورز” (General Motors).
وأصبحت ثورة السيارات الكهربائية العالمية تيارا لا يمكن وقفه، وعاملا رئيسيا يدفع الطلب القوي على الليثيوم، فقد قال المتنبئون بالطاقة النظيفة إن سلسلة إمداد البطاريات ستتطلب استثمارات كبيرة على المدى القريب لتجنب حدوث أزمة في الإمدادات.
وأكد الموقع في الوقت نفسه أنه من المتوقع أن تكون صعوبات العرض والتضخم العالمي التي تسببت في تراجع نزعة تكلفة البطارية مؤقتةً، في وقت تستمر فيه أسعار الغاز المرتفعة في العمل حافزا للتحول إلى الكهرباء.
لأول مرة على الإطلاق؛ يبدأ عمال المناجم الأرجنتينيون التنقيب عن الليثيوم، حيث سيشرعون في العمل على مشروع تنقيب عن الليثيوم بمساحة 20 ألف هكتار في “فيامبالا” بمقاطعة كاتاماركا الغربية بالشراكة مع شركة التعدين المحلية “كاتاماركا مينيرا إي إنيرجيتيكا”.
وذكر الكاتب أن الأرجنتين هي رابع أكبر منتج لليثيوم في العالم مع حوالي 20 مشروعا آخر قيد التطوير حاليا، ومع ذلك؛ فإن كل الإنتاج تقريبا يتم بواسطة عمال مناجم أجانب أو من القطاع الخاص، مع غياب مشاركة الحكومة.
وتنتج الأرجنتين حاليا حوالي 8% من الليثيوم العالمي. ومع ذلك، تتمتع بإمكانيات كبيرة لتنمية إنتاجها من الليثيوم بالنظر إلى أنها موطن لثاني أكبر احتياطي من الليثيوم في العالم والذي يبلع 19.3 مليون طن.