شنت إسرائيل غارات جوية على ميناء الحديدة غرب اليمن مساء السبت وذلك بعد يوم واحد من أول هجوم لجماعة أنصار الله (الحوثيين) على تل أبيب.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية خزانات وقود ومحطة الكهرباء، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وفقدان 3 آخرين وإصابة 83 شخصا، بحسب الحوثيين.
وفي ما يلي المعلومات المتوفرة حتى الآن عن الأضرار الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية:
يعد ميناء الحديدة نقطة دخول رئيسية للوقود والمساعدات الإنسانية إلى اليمن حيث يعتمد أكثر من نصف السكان على المساعدات الإنسانية بحسب الأمم المتحدة.
وقال الحوثيون إن الهجوم أصاب منشآت تخزين الوقود في الميناء، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، جميعهم من موظفي الميناء التابعين لشركة النفط اليمنية.
وأظهرت صور لوكالة الصحافة الفرنسية ألسنة اللهب الكثيفة والدخان الأسود يتصاعد نتيجة احتراق خزانات النفط في الميناء. وغطى الحطام الرصيف حيث تضررت المعدات.
كما أظهرت صور أقمار اصطناعية عالية الدقة التقطتها شركة “ماكسار تكنولوجيز” -التي يقع مقرها في الولايات المتحدة- ألسنة اللهب تلتهم منطقة تخزين الوقود المتضررة بشدة في الميناء، والتي يبدو أنها لا تزال مشتعلة حتى اليوم الاثنين.
وقال موظف في ميناء الحديدة كان في الميناء يوم الهجوم الإسرائيلي إن خزانات عدة انفجرت تواليا. لكنه أضاف أن “الميناء برصيفه وحاوياته وسفنه سليم”.
وأظهرت صور أقمار اصطناعية من شركة “بلانيت” لتصوير الأرض والتي حللتها منظمة “باكس” الهولندية للسلام، ما لا يقل عن 33 منشأة تخزين نفط مدمرة، بحسب ما قال ويم زفيننبرغ، مدير أحد المشاريع في المنظمة.
وأوضح زفيننبرغ “نتوقع المزيد من الأضرار، إذ لا يمكن رؤية كل صهاريج التخزين بسبب الدخان الكثيف” الناتج عن الحريق.
وبحسب زفيننبرغ، أدى القصف إلى حرق ما لا يقل عن عشرات الآلاف من اللترات من النفط.
وقال الخبير المتخصص في التأثيرات البيئية للحروب إنه “من المتوقع حدوث تلوث ساحلي محلي نتيجة المياه الملوثة وتسرب الوقود”.
من جهتها، لفتت وكالة “أمبري” البريطانية للأمن البحري إلى أن صور الأقمار الاصطناعية التي أعقبت الضربات أظهرت “أضرارا جسيمة لحقت بمنشآت تخزين المنتجات النفطية”، موضحة رغم ذلك أن “منشآت تخزين البضائع تبدو غير متأثرة”.
وذكرت مجموعة “نافانتي” ومقرها الولايات المتحدة نقلا عن تجار أن غارات السبت دمرت 5 رافعات ومعظم سعة تخزين الوقود بالميناء البالغة 150 ألف طن، مما ترك محافظة الحديدة بسعة إجمالية تبلغ 50 ألفا.
وأشارت “أمبري” إلى أنه كانت هناك سفينتان تجاريتان وقت إصابة الرافعات، لكنها لم تحدد إن تعرضتا لأضرار.
ورصدت الوكالة البريطانية 4 سفن تجارية في الميناء وقت الغارات الإسرائيلية، و8 أخرى في المرسى.
وأفادت “أمبري” الاثنين بأنه “لم تصل أو تغادر أي سفينة منذ الهجوم الإسرائيلي على الحديدة”.
من جهته، قال برنامج الأغذية العالمي إن “سفينة تابعة للبرنامج تحمل مواد غذائية ومنشأة لتخزين الوقود في الميناء.. تعرضت لأضرار طفيفة” خلال الغارات.
وأوضح بيير أونورا، مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن، أن السفينة “لا تزال تعمل”، ولكن “من المحتمل أن يكون كل مخزون الوقود البالغ 780 ألف لتر قد تم تدميره”، مضيفا أن جميع موظفي الوكالة بخير وتم تحديد مكانهم.
وأضاف “سيوفر برنامج الأغذية العالمي ما يكفي من إمدادات الوقود لضمان ألا يكون لهذه الخسارة تأثير كبير على عملياتنا”.
وقالت سلطات الموانئ اليمنية إن ميناء الحديدة “يعمل بكامل طاقته الاستيعابية”، بحسب وكالة سبأ للأنباء التابعة لـ”أنصار الله” في اليمن.
ونقلت الوكالة عن مسؤول الميناء نصر النصيري قوله “نعمل على مدار الساعة على استقبال كافة السفن ولا قلق على سلسلة التوريدات وإمدادات الغذاء والدواء والمشتقات النفطية”.
وقال وزير النقل لدى الحوثيين عبد الوهاب الدرة الاثنين إن “العمل جار لاستقبال وتفريغ سفن المواد الغذائية والمشتقات النفطية خلال 24 ساعة”.