قالت صحيفة روسية إن قادة الاتحاد الأوروبي فشلوا خلال قمة بروكسل التي انتهت الجمعة، في إقرار خطوات ملموسة للتغلب على أزمة الطاقة.
وأوضحت الكاتبة يفغينا توشكالينا، في تقرير نشرته صحيفة “إزفستيا” الروسية السبت، أن نتائج القمة تثبت عدم توفر الشروط الضرورية لحل أزمة الطاقة، علما أن تفاقم الوضع قد يدفع بالسياسيين إلى إعادة النظر في موقفهم.
وأوضحت الكاتبة أن الوضع في أسواق الطاقة الأوروبية لا يزال في بؤرة اهتمام الاتحاد الأوروبي بأكمله وسيستمر كذلك لفترة طويلة، ولكن مع اقتراب فصل الشتاء، يرى القادة الأوروبيون أن اتخاذ قرارات عاجلة بات أمرا ملحا.
وقالت توشكالينا إن المفوضية الأوروبية سبق أن نشرت قبل القمة خطتها لمكافحة أزمة الطاقة، من بين أهم بنودها اقتراح اعتماد آلية للحد من أسعار الغاز المرتفعة في البورصة الأوروبية الرئيسية، والدعوة إلى تزويد الاتحاد الأوروبي بـ “أدوات قانونية جديدة لشراء الغاز المشترك”، وفي حالة الطوارئ، تُلزم دول الاتحاد بتقاسم موارد الطاقة مع بعضها البعض.
وبينت الكاتبة أن هذه المقترحات هي التي نظر فيها السياسيون أولا قبل كل شيء في اليوم الأول من القمة، مضيفة أنه بعد مناقشة طويلة قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إنه تم التوصل إلى اتفاقيات حول الطاقة.
ومع ذلك، لم يوافق قادة الدول الأوروبية على حزمة الإجراءات المقترحة، لكنهم أعطوا فقط “تعليمات إستراتيجية”، حسبما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
ووفقًا للكاتبة؛ فيفترض أن تسارع المؤسسات الأوروبية المختصة بتقديم “مجموعة محددة” من الإجراءات بشأن تدابير إضافية بشأن أزمة الطاقة، وتحسم الموقف بشأن المقترحات السابقة للمفوضية الأوروبية وتقييم تأثيرها على العقود القائمة.
وقالت توشكالينا إن السياسيين الأوروبيين يتحدثون عن فكرة إنشاء آلية تسعير جديدة خلال العام المقبل، واعتماد “المشتريات المشتركة” للغاز الطبيعي، فضلا عن الانتقال المتسارع إلى مصادر الطاقة البديلة، وإصلاح سوق الطاقة في الاتحاد الأوروبي.
وحذر رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو من أن الأمر يحتاج لأكثر من يوم واحد للتنسيق واتخاذ إجراءات ملموسة، وأشار إلى أن “الأمر سيستغرق بضعة أسابيع أخرى على الأقل لوضع اللمسات الأخيرة عليها وتحسينها، إلى جانب ضرورة مراعاة الظروف المحددة في كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي”.
ونقلت الصحيفة الروسية عن ستانيسلاف ميتراخوفيتش -الخبير في المؤسسة الوطنية لأمن الطاقة والجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية- قوله إن القمة الأوروبية لم تنته إلى الموافقة على خطوات واضحة، لأن لكل دولة مصالحها الخاصة.
ولم يستبعد ميتراخوفيتش في تصريحاته لصحيفة إزفستيا أن تتعقد أوضاع أوروبا بسبب تفاقم أزمة الطاقة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، وقال “هذا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من تراجع التصنيع في أوروبا، وإلى فقدان الإمكانات الصناعية”.
ولفتت الإعلامية توشكالينا إلى أن أوروبا، وفي محاولة منها للحد من الاعتماد على الموارد من الاتحاد الروسي، تعمل على التحول من الغاز الطبيعي الروسي إلى الغاز الطبيعي المسال.
وقالت إن شارل ميشال تحدث أيضا عن مسألة الأصول الروسية المجمدة في أوروبا؛ واقترح بحث استخدامها لإعادة إعمار أوكرانيا، مؤكدا إمكانية مناقشة هذه المسألة في مؤتمر دولي حول تقديم المساعدة إلى كييف، الذي سيعقد في ألمانيا في 25 أكتوبر/تشرين الأول.