قالت صحيفة لوباريزيان (Le Parisien) الفرنسية إن مجموعة فاغنر شبه العسكرية بدأت بناء خط دفاع يتكون من كتل خرسانية وخنادق مضادة للدبابات في شرق أوكرانيا، وقد قدّمته وسائل الإعلام الروسية على أنه سلاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السري، وخط الدفاع الذي ستتحطم عليه الدبابات الأوكرانية؛ لكن الصور العديدة المتوفرة على الشبكات الاجتماعية وفي الصحافة تشير إلى بعض أوجه القصور.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم فيليكس دورسو- أن هذا الخط الدفاعي الذي وصفته الصحافة الروسية بأنه الأداة التي ستعكس مسار الحرب، يذكّر “بخط سيغفريد” الذي بناه الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو مكوّن من صف مزدوج من الأهرامات الخرسانية الصغيرة المسماة “أسنان التنين” وخلفه خندق عميق، وسيكمله خندق ثانٍ يكون بمثابة “موقع إطلاق نار للمشاة والمركبات”، بحسب محلل البيانات بنجامين بيتيت الذي نشر صور الأقمار الصناعية لهذه المنشأة.
لكن هذا الجدار الهائل ستكون فيه العديد من العيوب بحسب غزافييه تيتلمان الذي يتابع الحرب عن كثب، حيث يرى أن “أسنان التنين يجب أن تُدفن جزئيا حتى يبرز طرفها فقط، إلا أن جرافة مدرعة بسيطة هي كل ما يتطلبه قلب هذه الأسنان، كما أن التحصينات من المفترض أن تتبع التضاريس ولا تكون في خط مستقيم، ثم إن مكانها لا ينبغي أن يكون معروفا، إلا أن الروس يتواصلون كثيرا”.
وتتبعت الصحيفة موقع الخط الدفاعي الذي رصدته وسائل الإعلام الأميركية التي تمكنت من الوصول إلى صور الأقمار الصناعية، بالقرب من بلدة بروسبانا وفي منطقة بيلغورود الروسية الواقعة على الحدود الأوكرانية.
بل إن خطة المشروع النهائية يتم تداولها -كما تقول الصحيفة- على حلقات تلغرام الموالية لروسيا. وبحسب خريطة نشرتها وكالة “ريا فان” (RIA Fan) الروسية، سيمتد التحصين على محور جنوبي شمالي يبدأ من مدينة سفيتلودارسك، متتبعا خط المواجهة حتى نهر دونيتس، ثم يتجه إلى الحدود، مغطيا أكثر من 100 كيلومتر.
وبالنسبة لأجهزة المخابرات البريطانية، فإن بناء دفاعات خلف خط المواجهة الحالي من شأنه أن “يردع أي هجوم أوكراني مضاد سريع (…) ويبدو أن الروس يريدون إثبات مدى أهمية دونباس بالنسبة لهم وأنهم سيقفون حتى النهاية للدفاع عن هذه الأراضي”، أما العقيد الأوكراني سيرغي تشيرفاتي، فيرى أن أهمية خط فاغنر نفسية في الأساس.
وختمت الصحيفة بأن هذا الخط الذي سيقسم دونيتسك أوبلاست إلى قسمين، يعد اعترافا كبيرا بالضعف من جانب الروس -بحسب الجنرال دومينيك ترينكان، الرئيس السابق للبعثة العسكرية الفرنسية لدى الأمم المتحدة- وهو يعني أن الكرملين يدرس إمكانية خسارة جزء من المنطقة.