نتنياهو وضع 4 شروط لقبول الصفقة مع فصائل المقاومة (الفرنسية)

نتنياهو وضع 4 شروط لقبول الصفقة مع فصائل المقاومة (الفرنسية)

استبعد المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل اليوم الجمعة إمكانية التوصل لصفقة تبادل ووقف لإطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية قبل إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابه المتوقع بالكونغرس الأميركي في 24 يوليو/تموز الحالي.

وقال هرئيل -في مقال له بصحيفة هآرتس- إن “الرد الذي قدمته حماس الأسبوع الماضي للوسطاء­ بخصوص مقترح (الرئيس الأميركي) جو بايدن لصفقة التبادل، عكس مرونة معينة في موقف الحركة، بالأساس بخصوص الانتقال بين مراحل الصفقة وإمكانية مناقشة قضايا تتجاوز عدد السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم”.

لكنه اعتبر أنه لا توجد أسباب تدعو للتفاؤل بإنجاز الصفقة رغم الجولات المكوكية التي قام بها مبعوثو بايدن للمنطقة، مشيرا إلى أن “التقدير المنطقي أكثر هو أن نتنياهو سيقوم بتأخير رده إلى ما بعد إلقاء خطابه في الكونغرس”.

ومضى المحلل العسكري في شرح وجهة نظره بالقول إن نتنياهو يمكنه دائما العثور على ذريعة من أجل تعطيل المفاوضات، موردا تصريحاته التي وضع فيها الأحد الماضي شروطا لإنجاح الصفقة.

شروط “تعجيزية”

وكان نتنياهو وضع 4 شروط لقبول الصفقة وهي منع عودة أي مسلح إلى شمال قطاع غزة، والحفاظ على تواجد الجيش الإسرائيلي في ممر نتساريم، والاستمرار في السيطرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح لمنع تهريب السلاح من مصر، واحتفاظ جيش الاحتلال بإمكانية استئناف الحرب حتى تحقيق أهدافها، كما زعم.

ووصف المحلل هذه الشروط بالتعجيزية وأنها “تستهدف ضمان أن لا شيء سيتقدم في المحادثات”، مشيرا إلى أن حركة حماس ليست في وارد الموافقة عليها.

وأضاف “نتنياهو يحاول تسويق موقفه هذا بأنه مستند إلى استطلاعات الرأي التي تعزز تشدده خصوصا في موضوع الإفراج عن أسرى أمنيين في سجون الاحتلال”.

 

لكنه رأى أن جوهر المشكلة هو في اعتماد نتنياهو على شركائه، وزراء اليمين المتطرف للداخلية إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، الذين أعلنوا في السابق أنهم سيفككون الائتلاف إذا ذهب نحو صفقة، بالإضافة إلى عدم اطمئنانه إلى شبكة الأمان التي منحته إياها عدد من أحزاب المعارضة في حال موافقته عليها.

وكان زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد قد تعهد بدعم نتنياهو عبر “شبكة أمان”، في حال موافقة الأخير على صفقة تنص على عودة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة.

شرك إستراتيجي

ثم انتقل الكاتب بعد ذلك للحديث عن أضرار استمرار الحرب وامتدادها إلى جبهة الشمال مع حزب الله، مستذكرا حرب لبنان الثانية عام 2006 التي قال إنها “كانت حربا فاشلة رغم أنها لم تنته بالهزيمة، لكنها تذكر بأنها حرب مخيبة للآمال ظهرت فيها محدودية قدرات الجيش الإسرائيلي”.

 

وأشار إلى “وجود فجوة بين صورة قوة إسرائيل قبل الحرب وصورتها الآن، وأن جيران إسرائيل وأصدقاءها وأعداءها بدؤوا يشككون فيها، بعد أن علقت في شرك إستراتيجي أوجدته حرب غير محسومة في الجنوب والشمال”، واصفا إسرائيل الآن بأنها “أفعى جريحة في أصعب حالاتها”.

وبعد أن عدد أزمات حكومة نتنياهو الداخلية، المتمثلة بأزمة قانوني الحريديم والحاخامات، وصف هرئيل إستراتيجية إسرائيل في عهد نتنياهو بأنها “استكمال للخداع الهرمي الذي استمر لسنوات، والذي تحطم في 7 أكتوبر/تشرين الأول وظهرت نتائج فشله”.

وأضاف أن “إسرائيل في ظل نتنياهو لم توقف المشروع النووي الإيراني، وأن تهديد الصواريخ والقذائف حول إسرائيل ازداد، بحيث تم نزع قدرة جيش الاحتلال كحام للإسرائيليين”، مشيرا إلى أن “القضية الفلسطينية لم يتم إدخالها في سبات عميق”.

 

وأكد أن نتنياهو في مرحلة الانهيار واصفا إياه بـ”الساحر السياسي الذي لم يعد قادرا على مواصلة بيع نفس الشيكات بدون رصيد”.

وختم مقاله بالقول “في نهاية هذه المسيرة الطويلة والمتشعبة ستأتي لحظة الحقيقة عندما سيصبح من الواضح أنه لم يعد بالإمكان خداع كل الناس كل الوقت”.

المصدر : هآرتس

About Post Author