علقت افتتاحية صحيفة “غارديان” (The Guardian) البريطانية -اليوم الثلاثاء- على زيارة بايدن المفاجئة لأوكرانيا بأنها كانت مهمة في توقيتها ورمزيتها مثل جوهرها، وأنها ستكون بذلك قد قدمت أيضا بعض الطمأنينة، ولو بشكل غير مباشر، لمولدوفا، على الحدود الجنوبية لأوكرانيا.
لكن الصحيفة لفتت إلى وجود إشارات مشؤومة تنذر بحملة هجينة على الجارة الإستراتيجية لأوكرانيا وإيحاءات بأن خطط انقلاب مدعوم من الكرملين قيد التنفيذ، ومن هذا المنظور ترى غارديان أن مولدوفا بحاجة أيضا إلى المساعدة الغربية.
وترى الصحيفة أن الغزو المباشر غير مرجح، لكن ما وصفته بالملامح المألوفة “لكتاب ألاعيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين” عن زعزعة الاستقرار في أوروبا الشرقية حاضرة بشكل خطير.
وأوضحت أن ثمة صراعا مجمدا في هذا البلد من الممكن إعادة فتحه، بحيث تقوم القلة التي تمدها موسكو بالمال بإثارة المشاكل، وتدعمها في ذلك أقلية عرقية روسية لا يستهان بها.
واستنبطت أن المتأمل في دور بيلاروسيا الحالي في شمال أوكرانيا، يستنتج أن حكومة مذعنة لموسكو في كيشنيف ستتيح لبوتين فرصة لممارسة الضغط على أوكرانيا من الجنوب.
ونبهت إلى أن إعادة مولدوفا إلى فلك موسكو ستنهي أيضا تطوير التعاون العسكري مع رومانيا المجاورة، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي.
ومع مواصلة الكرملين تغذية الأزمة الاقتصادية التي ساعد في إحداثها في مولدوفا، حسب غارديان، تحث الصحيفة الغرب على دراسة زيادة مستويات المساعدات الإنسانية التي يقدمها لواحدة من أفقر دول أوروبا.
كما ترى في نهاية مقالها أن على الدول الغربية تقديم الموارد الفنية والخبرة في مكافحة المعلومات المضللة والهجمات الإلكترونية إلى مولدوفا، مبرزة أن موسكو ستقول لا محالة إن المساعدة لمولدوفا ليست سوى دليل آخر على أن الغرب يشن حربا بالوكالة على روسيا.