مركز إقليمي لمواهب الشركة.. “مايكروسوفت” تفتتح مكتبا نموذجيا هجينا في قطر
تعاني معظم الشركات في العالم من محاولة إرجاع موظفيها إلى مكاتبهم بعد جائحة كورونا وتأمين بيئة عمل صحية ومتطورة ومحفزة للإبداع، وهو العنصر الأهم في مكاتب العمل المستقبلية.
وفي سعيها لهذا الهدف قد يغيب عن هذه الشركات البعد البيئي أو المحلي الذي يعكس خصائص التفرد للمنطقة والموظفين العاملين فيها، فهذه المكاتب لم تعد مجرد جدران وتصاميم وأثاث جميل أو حديث، بل أصبحت بفعل التكنولوجيا كيانا تفاعليا يستطيع أن يخدم الموظفين بوجه أفضل يتناسب مع احتياجات كل فرد منهم بطريقة لا تؤثر على البيئة وبصورة تعكس أصالة المنطقة وسكانها.
“مايكروسوفت” (Microsoft) إحدى أهم شركات التكنولوجيا في العالم تنبهت لهذا الأمر وقامت بافتتاح مكتب إقليمي لمواهبها في مدينة لوسيل بالعاصمة القطرية (الدوحة)، وهو الأحدث في الشرق الأوسط ويحقق المستوى الأول من معايير الاستدامة العالمية للشركة.
وقامت الجزيرة بجولة في مكتب مايكروسوفت الجديد مع المديرة العامة لشركة “مايكروسوفت قطر” لانا خلف.
المكاتب الهجينة
أصبح المكتب المختلط أكثر شيوعا من أي وقت مضى بعد جائحة كورونا، ويتكون من موظفين يعملون فيه وآخرين من المنازل، ويسمح هذا النظام بمزيد من الحرية في تحديد وقت إنجاز العمل ومكانه.
وتعد المرونة ما يميز المكتب المختلط أو الهجين، بحيث يجب أن يظل قسم من الموظفين فيه للقيام بأعمالهم، ففي حين يفضل بعض الموظفين العمل من المكتب فقد يُطلب من آخرين الذهاب إليه في بعض الأحيان، ولتلبية حاجات الأفراد المختلفة -سواء داخل المكاتب أو خارجها- فإن مكاتب العمل الهجينة تصمم على هذا الأساس.
وتقول لانا خلف “قامت مايكروسوفت لدى بناء مكتب لوسيل الإقليمي الجديد بوضع نظام العمل المختلط في الاعتبار، فقامت بتجهيز المكتب بأحدث الأجهزة والبرامج التي تدعم برنامج مايكروسوفت تيمز (Microsoft Teams) لتسهيل العمل المختلط”.
مايكروسوفت ونظرة مستقبلية للمنطقة
وتقول لانا خلف “بدأنا العمل في قطر بأقل من 40 موظفا، وتطورنا الآن إلى أكثر من 200 موظف في عام 2022”.
وأضافت أن مايكروسوفت تريد إنشاء أفضل مكان عمل لموظفيها “لنحافظ على رفاههم، ونرسي الأساس لنجاحهم عن طريق إنشاء بيئة ديناميكية وخلاقة لمزيد من التعاون بين الموظفين والعملاء والزوار”.
وسيكون مكتب لوسيل أيضا بمثابة مركز إقليمي لمواهب الشركة، حيث سيقدم خدماته لدولة قطر وبلدان منطقة الشرق الأوسط في مايكروسوفت.
وسيدعم المكتب الذكي الجديد جهود الشركة الأميركية لتطوير أفراد مواردها البشرية والاحتفاظ بهم واستقطاب المزيد من المواهب لبناء الحلول الأكثر تطورا.
ومن خلال الاستفادة من أحدث تقنيات العمل المستقبلية للشركة يتيح المكتب الشامل والمستدام والذكي بيئة عمل هجينة سلسة توفر للموظفين المرونة اللازمة لتقسيم وقت عملهم بين المكتب والخارج، مما يؤدي إلى رفع الإنتاجية وزيادة رضا الموظفين وتعزيز تعاون الفرق.
وقالت خلف إن رؤية مايكروسوفت للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط -خصوصا قطر- تأتي لمعرفتها بالإمكانات الكبيرة الموجودة في المنطقة من حيث المواهب والموارد اللازمة لصقل هذه المواهب ودمجها في بيئة عمل عالمية.
وترى أن قطر من الدول التي أعلنت أن رؤيتها المستقبلية في تنويع مواردها تعتمد على التقنية ودمج التكنولوجيا في اقتصادها، وأن تكون مركز جذب شركات التقنية العالمية، وهو ما يتوافق مع رؤية مايكروسوفت وخططها في المنطقة بحيث تصبح قطر محطة جذب للمواهب في الشرق الأوسط التي تسعى مايكروسوفت لتوظيفها.
البحر والصحراء والبيئة الخضراء
وتعكس تصاميم المكتب الجديد الأصالة والحداثة في وقت واحد، إذ يجتمع البحر مع الصحراء في مكونات التصميم الجديد، فمن السقوف المتموجة على شكل الكثبان الرملية وزهرة الصحراء إلى الأمواج المنتشرة على جدران المكاتب والمصنعة من مواد قابلة للتدوير، مما يراعي الاستدامة ومعايير المكاتب الصديقة للبيئة.
وتقول خلف “الاستدامة أمر أساسي لنا في مايكروسوفت، فقد أعلنا قبل عامين عن التزامات طموحة في خطة مفصلة لتصبح مايكروسوفت شركة خالية من انبعاثات الكربون بحلول عام 2030”.
وللمساعدة في تحقيق هذا الهدف تم تجهيز مكتب مايكروسوفت الجديد بأحدث التقنيات الصديقة للبيئة وأحدث التقنيات الخضراء، ويعد مكتب لوسيل لدينا الأول في الشرق الأوسط الذي يحقق المستوى الأعلى من معايير الاستدامة العالمية لشركة مايكروسوفت.
نافورة قهوة الصباح
أصبحت التكنولوجيا جزءا حيويا من حياتنا اليومية وعاداتنا الصباحية، فها هي نافورة القهوة الفريدة التي تعمل بالتقنية باستخدام هذا الجهاز الذكي، حيث يمكنك أن تحضر قهوتك حسب رغبتك، من اختيار نوع القهوة ودرجة التحميص إلى حجم الكوب والإضافات مثل الحليب والسكر، كل ذلك عن طريق الأوامر الصوتية.
مكاتب وغرف اجتماعات ذكية
يضم المكتب 52 محطة عمل هجينة ومكتبين و8 غرف اجتماعات كبيرة مع وجود أثاث قابل للتعديل، بحيث يمكن للموظف العمل جالسا أو في وضع الوقوف، ويمكن برمجة هذه المكاتب لتساعد الموظف على تنظيم وقت العمل والراحة.
كما تم تجهيز جميع غرف الاجتماعات الذكية بأحدث الأجهزة والبرامج التي تدعم “مايكروسوفت تيمز”، حيث يمكن للموظفين حجز غرفة اجتماعات عن بعد، وتضيء الأضواء داخل الغرفة بمجرد اكتشاف أي حركة.
وتظهر التكنولوجيا المستخدمة في غرف الاجتماعات من لحظة الدخول إليها إلى نهاية الاجتماع، حيث يتم ربط المستخدمين مباشرة بأنظمة الغرفة التقنية إما مباشرة لحظة دخولهم أو عبر الأوامر الصوتية، ويتم تسجيل الاجتماع من قبل المساعد الشخصي وتحويل الاجتماع الشفهي إلى مستند كتابي يوزع على المجتمعين.
وحول قدرة الأنظمة المستخدمة في المكتب الجديد على التوافق مع أنظمة الشركات الأخرى أجابت خلف “بالتأكيد نظام المكاتب الهجينة في مايكروسوفت يستطيع التوافق مع أي نظام آخر لشركات أخرى وربطه بالمكتب”.
أما عن دعم النظام اللغة العربية فقالت خلف “إن نظام المساعد الآلي الذي يقوم بتحويل الاجتماع إلى مستند يستطيع أن يفهم اللغة العربية ويترجمها على شكل كلمات في الاجتماع، ولكن إذا كان الاجتماع بالكامل يستخدم اللغة العربية فعندها قد يكون تحويل الكلام إلى كلمات تحديا كبيرا، خصوصا مع وجود لهجات عربية مختلفة”.
كما توجد أكشاك هاتف عازلة للصوت متوفرة حول المكتب للموظفين والزوار والعملاء والشركاء لإجراء المكالمات براحة ويسر وخصوصية أكبر.
وتقول خلف “من خلال دمج تقنيات مايكروسوفت، مثل مساعد الإنتاجية الشخصي كورتانا (Cortana) في مساحات العمل المكتبية نتيح للموظفين توفير الوقت وتركيز انتباههم على الأمور الأكثر أهمية، مثل خدمة عملائنا بشكل أفضل وتحسين التعاون مع شركاء التكنولوجيا”.
وتتميز المواد المستخدمة في الحواجز بين محطات العمل بأنها مصنعة من مواد أعيد تدويرها، وتستخدم تقنية لتقليل الصوت المحيط حتى في محطات العمل المفتوحة.