مسؤول بارز في حزب بوتين: دخلنا خيرسون لنبقى فيها.. كييف تقول إن عملية الإجلاء في ماريوبول متعثرة
قالت السلطات الأوكرانية إن عمليات إجلاء المدنيين من مجمع آزوفستال بمدينة ماريوبول ما تزال متعثرة جراء انتهاك الجيش الروسي للهدنة المتفق عليها في منطقة المجمع الصناعي، في حين قال مسؤول بارز بالحزب الحاكم في روسيا إن قوات بلاده دخلت منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا لكي تبقى فيها إلى الأبد.
وصرحت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن عملية الإجلاء في مجمع آزوفستال المحاصرة ستستمر اليوم، مشيرة إلى أن الأمر يتم بوتيرة بطيئة للغاية جراء انتهاك الجانب الروسي باستمرار وقف إطلاق النار في المنطقة.
وذكرت السلطات الأوكرانية أنه جرى إجلاء 50 مدنيا في ماريوبول أمس، واتهمت كييف موسكو بانتهاك هدنة تهدف إلى السماح لعشرات آخرين لا يزالون محاصرين تحت الأرض بالمغادرة بعد أسابيع من الحصار.
وقال انفصاليو دونيتسك -الذين تدعمهم موسكو- إنه جرى اليوم السبت إجلاء 50 مدنيا اليوم من مجمع آزوفستال، وقبل ذلك أوردت وسائل إعلام روسية أنه جرى أمس إجلاء دفعة ثالثة من المدنيين المحاصرين في مصنع آزوفستال، تضم 23 شخصا.
إجلاء العسكريين
وفي سياق متصل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده تقوم بجهود دبلوماسية لإنقاذ من تبقى من المقاتلين المتحصنين داخل مجمع آزوفستال، وأضاف في كلمة أمس ليلا “الوسطاء المؤثرون يشاركون، وكذلك دول مؤثرة” لكنه لم يذكر أي تفاصيل.
ولم يتضح عدد المقاتلين الأوكرانيين الذين ما زالوا في المصنع، والذين رفضوا عدة عروض روسية للاستسلام مقابل الحفاظ على حياتهم.
وخلال عمليات الإجلاء السابقة التي تمت بوساطة أممية، سمحت روسيا للمدنيين فقط -ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن- بمغادرة مجمع آزوفستال المترامي الأطراف، والتوجه صوب المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا.
وتردد أن الجنود الأوكرانيين والعديد من المصابين عالقون داخل المجمع، ولعدة أيام، بعد أن قامت القوات الروسية بقصف آزوفستال التي يضم خنادق وأنفاق.
ويخشى المسؤولون الأوكرانيون أن تكون القوات الروسية تسعى للقضاء على المقاتلين المتحصنين داخل آزوفستال بحلول بعد غد، والذي يوافق إحياء ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي السابق على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وحذر الرئيس الأوكراني أمس من أن بلاده لن تجري مزيدا من المحادثات مع موسكو إذا قامت بقتل المدنيين والجنود في آزوفستال.
وردا على سؤال حول خطط روسيا للاحتفال بالذكرى السنوية للحرب العالمية الثانية في أجزاء من أوكرانيا تسيطر عليها، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف “سيأتي الوقت للاحتفال بيوم النصر في ماريوبول”.
منطقة خيرسون
وفي مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا، قال سكرتير المجلس العام لحزب روسيا الموحدة الحاكم أندريه تورتشاك إن بلاده دخلت هذه المنطقة وستبقى فيها إلى الأبد، ولا ينبغي أن يكون هناك شك في ذلك، وفق تعبيره.
كما قال تورتشاك -خلال زيارته لخيرسون ولقائه بعض سكان المدينة- إنه لن تكون هناك عودة إلى الماضي، وإن بلاده ستعمل على تطوير هذه المنطقة الغنية حسب وصفه.
ومن جانبه قال كيريل ستريمووسوف نائب رئيس اللجنة العسكرية المدنية الروسية لإدارة المنطقة إنه خلال العام الجاري سيكون بإمكان سكان المقاطعة الحصول على الجنسية الروسية.
وعلى صعيد جبهات القتال، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صباح اليوم إن الأمور ظلت هادئة نسبيا في إقليمي دونيتسك ولوغانسك، مضيفة أن تم رصد 8 هجمات روسية أمس، مما أسفر عن تدمير 3 دبابات و8 أنظمة مدفعية، و7 مركبات مدرعة، وسيارة واحدة و3 وحدات معدات هندسية.
وقد بثت قيادة العمليات الجنوبية في الجيش الأوكراني صباح اليوم مقطعا قالت إنه لاستهداف زورق روسي قرب جزيرة الأفعى قبالة سواحل مدينة أوديسا بالبحر الأسود، وأضافت أن طائرة مسيرة من نوع بيرقدار نفذت الهجوم على الزورق الروسي.
كما أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية، ونشرتها وكالة أسوشيتد برس (Associated press) الأميركية، آثار غارة يشتبه في أنها نفذت بطائرة مسيرة أوكرانية الجمعة الماضية، واستهدفت مواقع روسية داخل جزيرة الأفعى الأوكرانية، والتي احتلتها روسيا الأيام الأولى لحربها على أوكرانيا.
دونباس وخاركيف
قالت أولغا بابيتش رئيسة بلدية سيفيرودونيتسك أمس إن مدينتها من إحدى المدن الرئيسية في منطقة دونباس التي لا تزال تخضع لسيطرة الأوكرانيين، وقد باتت “شبه محاصرة” من القوات الروسية وقوات الانفصاليين.
وأضافت بعدما غادرت مدينتها، وبلغت زاباروجيا بالجنوب الأوكراني -لوكالة الصحافة الفرنسية- “عمليات القصف تتواصل يوميا في الصباح وبعد الظهر والمساء. لم يمر يوم من دون قصف”.
وفي خاركيف شرقي أوكرانيا، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إنها دمرت كميات ضخمة من المعدات الأميركية والأوروبية في الإقليم، وأضافت أن قواتها أسقطت 7 طائرات أوكرانية مسيرة في مناطق خاركيف ودونيتسك ولوغانسك وجزيرة الأفعى.
ومساء أمس، سقط صاروخان في مدينة أوديسا الساحلية الكبيرة على البحر الأسود، من دون أن يوقعا ضحايا على ما أعلنت القيادة الجنوبية للقوات الأوكرانية.
وأعربت السلطات الأوكرانية عن قلقها من تصاعد عمليات القصف مع اقتراب موعد التاسع من مايو/أيار الحالي، والذي تحتفل فيه روسيا بالانتصار على ألمانيا النازية عام 1945. وقال فيتلي كليتشو رئيس بلدية كييف أمس “رجاء لا تتجاهلوا الإنذارات، وانزلوا فورا إلى الملاجئ، ف (هناك) خطر حدوث قصف عال جدا في كل مناطق أوكرانيا” وأضاف أن المدينة لن تشهد احتفالات بذكرى التاسع من مايو/أيار.
دعم أميركي
وعلى الصعيد السياسي، قال الرئيس الأميركي أمس إن بلاده ستقدم أسلحة ومعدات بقيمة 150 مليون دولار، سمح الكونغرس بإرسالها مباشرة إلى ما قال إنها “الخطوط الأمامية للحرية في أوكرانيا”.
وتشمل المساعدات الأميركية الجديدة 25 ألف قذيفة مدفعية من عيار 155 ملليمترا، وأجهزة رادار مضادة للقصف المدفعي الروسي، وأجهزة تشويش على الاتصالات.
وقال بايدن إنه يتعين على الكونغرس تقديم التمويل المطلوب بسرعة لدعم أوكرانيا في ميادين المعركة وعلى طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن إدارته أوشكت على استنفاد التمويل الذي يمكن استخدامه لإرسال المساعدة الأمنية.
وفي سياق متصل، يعقد قادة مجموعة السبع غدا قمة عبر الفيديو مع الرئيس الأوكراني للبحث في الدعم الغربي لكييف في مواجهة الهجوم الروسي، ووصف البيت الأبيض القمة بأنها دليل على فشل روسيا.