من اليمين حمادة هلال بطل مسلسل "المداح 3" وخالد النبوي بطل مسلسل "رسالة الإمام" (الجزيرة)

من اليمين حمادة هلال بطل مسلسل "المداح 3" وخالد النبوي بطل مسلسل "رسالة الإمام" (الجزيرة)

مثلما يتابع الجمهور مسلسلات رمضان كل عام بشغف، هناك أيضا عين ناقدة تراجع وربما تتربص بأخطاء الأعمال الدرامية، سواء لاستخدامها كمادة للفكاهة على منصات التواصل أو للتحليل الفني والنقد البناء، وهذه أهم الأخطاء التي رُصدت حتى الآن بالموسم الرمضاني لهذا العام.

الأخطاء الطبية

 

تتربع الأخطاء الطبية على عرش الأخطاء المثيرة للجدل أو السخرية من قِبل الجمهور، خاصة أنها تنم عن استسهال القائمين على الدراما، فليس هناك أسهل من تحري الدقة وسؤال المتخصصين.

أكثر الأخطاء الطبية غرابة جاء بالمسلسل السعودي “دفعة لندن”، حيث حملت إحدى بطلات المسلسل بالخطأ بجنين إثر إجرائها ما ظنته “منظارا للقولون” قبل اتضاح أن الطبيبة خلطت بين أوراقها ومريضة أخرى، مما أدى إلى خضوعها لعملية تلقيح صناعي، كما لو أن الإجراءين يَتِمّان بالكيفية ذاتها.

الخطأ الثاني من مسلسل “الكتيبة 101″، فخلال أحد المشاهد ظهر النجم عمرو يوسف -الذي يؤدي شخصية الرائد نور في غرفة الرعاية المركزة- وبجواره أدوية غير مناسبة لحالته. من بينها دواء كولوفيرين المُستخدم لعلاج القولون، وأنتودين لعلاج الحموضة وقرحة المعدة، وبرونتوجيست وهي تحاميل مهبلية لتثبيت الحمل.

 

 

أما الخطأ الثالث والذي أثار غضب الأطباء بشدة، فكان بسبب مسلسل “الصندوق” الذي بدأ عرضه بالنصف الثاني من رمضان، حيث توجه أبطال العمل لطبيب نفسي كان مسؤولا عن علاج مريض مسجون، للسؤال عنه.

فما كان منه سوى أن أخبرهم بتفاصيل حالته في ما يتناقض مع شرف المهنة وقواعد السرية وحقوق المريض، خاصة أنهم ليسوا من الشرطة ولا يحملون أمرا قضائيا يُجبره على الإفصاح عن تلك الأسرار بل ولا من أقرباء المريض.

أخطاء فنية بسيطة لكن غير مقبولة

شهد مسلسل “رشيد” للفنان محمد ممدوح، والذي عُرض بالنصف الأول من رمضان، خطأ فنيا بالحلقة الأولى، وتحديدا بالجزء الذي يستعرض أحداثا جرت بعام 2009، إذ ظهر أحد المنتجات الغذائية خلف البطل، رغم أنه لم يُنتج إلا عام 2022.

الخطأ التالي من مسلسل “الأجهر”، خلال الحلقة الثانية ظهر بجوار كل من نور النبوي وناهد السباعي عسكري مرتديا ملابس الجيش، ومع تغيير زاوية التصوير سرعان ما ظهر العسكري مرتديا زي الشرطة.

 

أما روجينا بطلة مسلسل “ستهم”، التي تؤدي دور أرملة تعاني من شظف العيش، فلا تلبث أن تتنكر بهيئة رجل وتعمل بوظائف شاقة، عاب الجمهور ظهورها بأسنان ناصعة البياض بما يُعرف بـ”هوليود سمايل”، وهو ما لا يتماشى مع حيثيات الدور جملة وتفصيلا، وكان عليها أو المخرج الانتباه لتلك الأمور التي أفقدت الحبكة مصداقيتها.

 

وبالنظر إلى مسلسل “المداح 3” الذي يلعب بطولته النجم حمادة هلال للعام الثالث على التوالي، ورغم كل النجاح الذي حققه العمل ونسب مشاهدته المرتفعة، والأهم نجاح صانعيه بالحفاظ على مستوى العمل طوال تلك السنوات، فإنه لم يسلم من الانتقاد. حيث أشار الجمهور إلى ضعف الغرافيكس المستخدمة ببعض المشاهد مثل مشهد دخول الجن لغرفة الولادة بالحلقة الأولى، أو رؤية المداح للجن خارج المغارة أول مرة.

الأخطاء التاريخية عن جهل أم تدليس؟

أحد أكثر أنواع المسلسلات التي يمكن لها أن تصبح عُرضة للمراجعة والتقييم، المسلسلات التاريخية، كونها تتمحور حول أحداث يسهل تقصّيها، وهو ما يفرض على صانعيها تحري المزيد من الدقة، ومع ذلك جاءت الدراما ذات الشق التاريخي ضمن الموسم الرمضاني متخمة بالأخطاء.

أولها مع المسلسل السوري “الزند: الذئب العاصي”، الذي تدور أحداثه بنهاية القرن الـ19 تزامنا مع الدولة العثمانية، ومع ذلك ظهر لوح طاقة شمسية أعلى أحد المنازل، الأمر الذي اعتبره المشاهدون خطأ فادحا.

 

 

وثانيها مسلسل “سره الباتع” للمخرج خالد يوسف بأولى تجاربه التلفزيونية، حيث ارتكب العديد من الأخطاء إلى درجة يصعب معها اعتبار أن يكون الأمر مصادفة، وإنما هو غياب واضح للمهنية.

 

بداية من المرحلة العمرية وطول قامة النجم أيمن الشيوي الذي يلعب دور شخصية نابليون بونابرت الذي عُرف بقصره وصغر سنه عند شن حملته على مصر، مرورا بملابس جنود المماليك، حتى إن أحد الجنود ظهر في معركة مرتديا حذاء رياضيا من علامة شهيرة معاصرة.

 

بالإضافة إلى أخطاء تاريخية تتعلق بالحياة في مصر في ذلك الوقت، أولها ظهور مئذنة “جامع محمد علي” في خلفية البوستر الدعائي، رغم أن الحملة شُنّت بين عامي 1798 و1801 وجامع محمد علي تم بناؤه بين 1830 و1848.

من الأخطاء الأخرى عدم مواكبة الملابس لحقبة الحملة الفرنسية من مناديل بـ”أوية” وقمصان منقوشة لم يرتدها المصريون قبل ثلاثينيات القرن الماضي، أو ملابس قطنية لم يعرفها المصريون سوى في عشرينيات القرن الـ19.

هذا بجانب ظهور منضدة خشبية طويلة أشبه بالسفرة لتناول الطعام وهو ما لم يكن موجودا حينذاك، وظهور عربة يجرها حصان وعلى متنها رجل من عامة الشعب مع أن أول من أدخل تلك العربة هو نابليون ثم محمد علي.

 

وأخيرا مسلسل “رسالة الإمام” الذي يستعرض السنوات الأخيرة من حياة الإمام الشافعي، فكان مليئا بالأخطاء التاريخية، حيث خرج الشاعر السوري “حذيفة العرجي” ليَتَّهم صانعي العمل باقتباس أبيات من أشعار من تأليفه، نشرها قبل 10 سنوات على منصات التواصل الاجتماعي، ونسبتها إلى الإمام الشافعي.

وهو ما أكد أنه شرف له قائلا: “الإمام أحق بهما مني، وهو أكبر من كل قول يُنسب له”، لكن بالوقت نفسه وصف الفعل بالتدليس، موضحا أنه و”إن دل على شيء فعلى جهل صناع العمل بهذا الإمام العظيم وبلغته الشعرية” على حد تعبيره. قبل أن يُصرّح باتخاذ إجراء قانوني ضد صناع المسلسل ورفع قضية للتعويض أمام المحكمة الاقتصادية في مصر.

 

خطأ آخر تم رصده، إثر جدل الشافعي والمأمون حول القرآن الكريم وربط ذلك ببغداد عام 198 هجرية، رغم أن المأمون لم يدخل بغداد إلا عام 204 هـ، أي في العام نفسه الذي توفي فيه الشافعي، كما أنه لم يتبن نظرية خلق القرآن إلا في 212 هجرية ولم يجهر برأيه الرسمي إلا في عام 214.

 
المصدر : الجزيرة

About Post Author