معارك “صعبة وحاسمة” شرق أوكرانيا وإعلان “مهم” من ألمانيا بشأن تزويد كييف بدبابات ليوبارد
قالت أوكرانيا إنها تتوقع أن تكون المرحلة الحاسمة من الحرب مع روسيا خلال بضعة أشهر، في حين كثفت روسيا هجماتها في الشرق والجنوب، وقالت إنها حققت تقدما جديدا في إقليم دونباس.
بينما نقلت رويترز عن شركة “راينميتال” الدفاعية الألمانية قولها إنها قد تسلم 139 دبابة ليوبارد إلى أوكرانيا “إذا لزم الأمر”.
وقالت الاستخبارات الأوكرانية -في بيان لها أمس الاثنين- إن شرق البلاد يشهد معارك صعبة وحاسمة، وإن روسيا تعيد تجميع صفوفها، وأكدت أن الهجمات الروسية في الجنوب هدفها حماية شبه جزيرة القرم.
وأضافت أن النشاط الرئيسي للجيش الروسي هو في محوري دونيتسك ولوغانسك، وهما منطقتان تشكلان إقليم دونباس، وتسيطر القوات الروسية والانفصاليون الموالون لها على أجزاء منهما.
وذكرت الاستخبارات الأوكرانية أن الحرب المستمرة منذ 24 فبراير/شباط 2022 ستدخل مرحلة حاسمة في الربيع وبداية الصيف المقبل.
وقبل أسبوع، قالت الاستخبارات الأوكرانية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب خلال اجتماعه مع القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا الجنرال فاليري غيراسيموف السيطرة على دونباس قبل الربيع المقبل.
سير المعارك
وفي الميدان، قالت قيادة عمليات الاستطلاع الأوكرانية في جبهتي باخموت وسوليدار بمنطقة دونيتسك إن القوات الأوكرانية خاضت ما سمتها معارك حساسة في بلدة “أوبتنه” جنوب شرق باخموت، وبثت صورا تُظهر استهداف قوات روسية في تلك الجبهات.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على بلدة جديدة في محور مدينة سوليدار، كما أعلنت القوات الموالية لروسيا في دونيتسك سيطرة الجيش الروسي على بلدتي دفوريتشي وكراسنوبولييفكا شمال سوليدار على محور باخموت.
وقال مركز الدفاع الإقليمي الموالي لروسيا في دونيتسك إن القوات الروسية تواصل التقدم في محور باخموت سوليدار، وتحدث عن قصف أوكراني استهدف مناطق سكنية.
ووسط المعارك المتصاعدة في محور باخموت، ظهر قائد القوات الموالية لروسيا بمنطقة دونيتسك دينيس بوشلين في مدينة سوليدار، التي أكدت موسكو أن قواتها سيطرت عليها قبل أسبوع، وهو ما تنفيه كييف حتى الآن.
وفي تصريحات للتلفزيون الروسي أمس الاثنين بعد زيارته سوليدار، قال بوشلين إن المدينة الصغيرة، التي تضم مناجم للملح وكان يسكنها نحو 10 آلاف شخص قبل الحرب، لم يتبق فيها تقريبا أي مبنى قائم.
كما تحتدم المعارك حول مدينة باخموت، وتحدث بوشلين عن تقدم القوات الروسية في هذا المحور، مشيرا إلى أن وحدات من مجموعة فاغنر الموالية لروسيا باتت تسيطر على المرتفعات الإستراتيجية المجاورة.
وفي تطورات متزامنة، قال الجيش الأوكراني إنه استعاد المواقع التي خسرها خلال الأيام القليلة الماضية بمقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق)، وأضاف أن القوات الروسية كثفت هجماتها في زاباروجيا وفي خيرسون التي تقع بدورها في الجنوب.
معركة مستمرة
وفي السياق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي مساء أمس الاثنين إن القوات الروسية تقصف على مدار الساعة مواقع الجيش الأوكراني على خطوط الجبهات.
وأضاف زيلينسكي أن المعركة في دونباس وفي الجنوب مستمرة، وقال إن روسيا تحشد قواتها، وأن بلاده تعرف كيف ترد على ذلك.
كما قال الرئيس الأوكراني إن التغييرات في المناصب العليا في الحكومة وفي الأقاليم ستتم خلال يوم.
وأوضح زيلينسكي في خطابه “هناك بالفعل قرارات تتعلق بالمناصب.. بعضها اليوم والبعض الآخر غدا.. فيما يتعلق بالمسؤولين على مختلف المستويات في الوزارات والهياكل الحكومية المركزية الأخرى، وكذلك في الأقاليم وفي منظومة إنفاذ القانون”.
وكان الرئيس الأوكراني قد تعهد في السابق بمكافحة الفساد على جميع المستويات وسط سلسلة من المزاعم بتلقي رشى وممارسات مشبوهة.
إعلان مهم
وفي ملف تطورات تزويد أوكرانيا بالدبابات التي تطلبها منذ أشهر، قال متحدث باسم شركة راينميتال الدفاعية الألمانية لمجموعة “آر إن دي” الإعلامية إن الشركة قد تسلم 139 دبابة ليوبارد (Leopard) القتالية إلى أوكرانيا إذا لزم الأمر.
وتتعرض ألمانيا لضغوط شديدة من أوكرانيا وأعضاء من حلف شمال الأطلسي، مثل بولندا، للسماح بتزويد كييف بدبابات ليوبارد 2 الألمانية الصنع لتعزيز دفاعها في مواجهة الهجوم الروسي.
ويمتنع المستشار الألماني أولاف شولتز حتى الآن عن تقديم الدبابات أو السماح لدول الحلف الأخرى بفعل ذلك.
ونقلت المجموعة الإعلامية عن المتحدث قوله إن راينميتال يمكنها تسليم 29 دبابة “ليوبارد 2 إيه4” بحلول أبريل/ نيسان إلى مايو/ أيار و22 دبابة أخرى من الطراز نفسه في نهاية عام 2023 أو أوائل عام 2024.
وقال المتحدث إن بإمكان الشركة أيضا تسليم 88 دبابة “ليوبارد 1” الأقدم، دون إعطاء إطار زمني محتمل.
وكانت بولندا أعلنت أمس الاثنين أنها مستعدة لإرسال دبابات “ليوبارد” ألمانية الصنع إلى أوكرانيا دون موافقة برلين.
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيسكي إن بلاده ستطلب موافقة ألمانيا على تسليم الدبابات، لكنه أشار إلى أنها قد تضطر لإرسالها في إطار تحالف من الدول.
وبالتزامن، انطلقت قافلة للجيش الألماني تحمل أول دفعتين من دفعات صواريخ “باتريوت” الثلاث التي وعدت ألمانيا بتقديمها إلى بولندا من منطقة رستوك الألمانية على بحر البلطيق، وسيجري نشر الصواريخ في محيط مدينة “زاموسك” جنوبي شرقي بولندا على مقربة من الحدود مع أوكرانيا.
مساعدات جديدة
وفي بروكسل، قال مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس الاثنين إنه جرى التوصل إلى اتفاق سياسي على تقديم حزمة سابعة من الدعم العسكري لأوكرانيا.
وأضاف بوريل عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، ناقش أيضا استخدام أصول روسية مصادرة لإعادة إعمار أوكرانيا، أن الاتحاد سيواصل دعم كييف لأنها يجب أن تنتصر في الحرب، بحسب تعبيره.
وذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” (Financial Times) البريطانية أن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال حث قادة الدول الأعضاء على المضي قدما في محادثات بشأن استخدام ما يبلغ 300 مليار دولار من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة لإعادة إعمار أوكرانيا.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب، في مقابلة مع الجزيرة، إن بلادها جمدت أصولا روسية ضخمة، وأضافت أن استخدام هذه الأصول يحتاج لإطار قانوني، وهو ما لا يتوفر حتى الآن.