معارك محتدمة في خيرسون وباخموت والناتو يحذر روسيا من مغبة الانزلاق لحرب نووية
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) ينس ستولتنبرغ إن على روسيا أن تدرك أنه ليس هناك طرف منتصر في الحرب النووية، مؤكدا حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها.
يتزامن ذلك مع إعلان السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك، تقدم قواتها على محور بلدة مايورسك الإستراتيجية، وهي إحدى بلدات ما يعرف بالطوق في إقليم دونباس، واشتداد المعارك في كل من مدينتي باخموت وخيرسون.
وقال ستولتنبرغ -في حوار مع وكالة الأناضول على هامش زيارته الرسمية إلى تركيا ولقائه بالرئيس رجب طيب أردوغان- إن “الناتو، وهو أقوى تحالف في التاريخ، قادر على حماية جميع أعضائه والدفاع عنهم ضد أي هجوم نووي”، مؤكدا أن هذه الخطوة تهدف لعرقلة الاشتباكات لا الاستفزاز.
ووصف تهديدات روسيا باستخدام السلاح النووي بأنها “خطاب خطير ومتهور”، مشيرا إلى أنه يجب عدم الانخراط قطعا في مثل هذه الحرب، ومحذرا من أنها “ستخلف نتائج سلبية كبيرة بالنسبة لموسكو”.
وأوضح ستولتنبرغ أنه على الرغم من انخفاض احتمالات استخدام روسيا للسلاح النووي، فإن نتائج هذا التصرف ستكون “كبيرة وهدامة”.
وأردف “لذا علينا أن نأخذ هذه المخاطر على محمل الجد. وهذا هو سبب متابعتنا عن كثب ما تقوم به روسيا”.
استنزاف روسيا
وفي إجابته عن سؤال عما إذا كان حلف الناتو يعتزم نشر قدرات نووية في كل من فنلندا والسويد إذا انضمتا إلى الحلف، قال ستولتنبرغ إنهم لا يخططون حاليا لإجراء تغييرات في مواقف الناتو بخصوص نشر القدرات النووية.
كما نفى أن تكون هناك دول في الحلف ترغب في استمرار حرب أوكرانيا بهدف استنزاف قدرات روسيا، مؤكدا أن جميع أعضاء الحلف يريدون انتهاء الحرب الدائرة.
وأضاف ما يجري في أوكرانيا هو “حرب هجومية. روسيا ورئيسها بوتين يحتلان دولة أخرى، ولأوكرانيا الحق بالطبع في الدفاع عن أراضيها واستعادة السيطرة على الأجزاء المحتلة منها”.
كما أكد أنه “إذا توقف بوتين عن الحرب فسنشعر بالسلام. وإذا تخلى (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي عن الحرب، فإنه لن يكون بعد ذلك دولة مستقلة وذات سيادة مثل أوكرانيا”.
وشدد على ضرورة دعم أوكرانيا وتمكين قبضتها من أجل استمرار بقائها دولة مستقلة وذات سيادة، بحسب تعبيره.
وفي معرض رده على سؤال عما إذا كان الحلف يعتزم تقديم أسلحة ثقيلة في إطار دعمه العسكري لأوكرانيا، قال ستولتنبرغ إن الحلف وأعضاءه يقدمون لكييف مختلف أنواع “الدعم العسكري غير المميت”.
وأضاف أن هذا النوع من الدعم هام جدا، مشددا في الوقت ذاته على أهمية تزويد كييف “بالأسلحة الثقيلة المميتة” أيضا، ومعربا عن ترحيبه بتقديم حلفاء الناتو أسلحة ثقيلة وحديثة ومدرعات ومدافع ومنظومات بعيدة المدى لأوكرانيا.
تقدم روسي
ميدانيا، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك تقدم القوات الروسية شمال مطار المدينة وقرب مدينة غورلوفكا في محور مايورسك.
وقال دينيس بوشيلين زعيم الانفصاليين في دونيتسك إن الجيش الروسي على وشك السيطرة على بلدة مايورسك الإستراتيجية، وهي إحدى “بلدات الطوق” في إقليم دونباس.
وبثت قوات الانفصاليين في دونيتسك صورا لما قالت إنه استهداف مواقع الجيش الأوكراني في المنطقة.
كما أفادت وسائل إعلام روسية بحدوث انفجارات ضخمة في مستودعات للأسلحة والذخائر تابعة للجيش الأوكراني في مدينة بوكروفسك غربي دونيتسك.
وذكرت مصادر عسكرية أوكرانية أن معارك محتدمة مع القوات الروسية تشهدها 9 مناطق على الأقل في دونيتسك، وأن أشدها تدور على محور مدينة باخموت وخيرسون.
كما ذكرت وسائل إعلام روسية أن الدفاعات الجوية أسقطت صاروخين من 4 أطلقتها القوات الأوكرانية على مدينة خيرسون، وأن صاروخين سقطا قرب محطة القطارات التي يتم فيها تنظيم إجلاء المدنيين من المدينة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عبر المتحدث باسمها إيغور كوناشينكوف عن صد عدد من هجمات الجيش الأوكراني في دونباس وفي مقاطعتي خيرسون وخاركيف.
في المقابل، قال الجيش الأوكراني إن دفاعاته الجوية أسقطت مروحيتين للقوات الروسية في خيرسون و6 مسيرات جنوب البلاد، كما دمرت 3 مستودعات ذخيرة روسية في بيريسلاف وخيرسون.
كما أعلن عن تدمير مركب شحن روسي قرب جسر أنتونوف على نهر دنيبرو، وتدمير رتل عسكري بالكامل كانت القوات الروسية تحاول نقله من خيرسون عبر نهر دنيبرو.