نتنياهو في مقر حملته الانتخابية محتفلا بفوزه (غيتي)

نتنياهو في مقر حملته الانتخابية محتفلا بفوزه (غيتي)

استحوذت انتخابات الكنيست الإسرائيلي على اهتمامات رواد مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين والعالم العربي، وسط تأكيد أنه لا فرق بين أي حكومة إسرائيلية، فكل الحكومات تعمل ضد الفلسطينيين، وسط مخاوف من تشكيل حكومة يمينية متطرفة.

وفجر اليوم الأربعاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في مقر الحملة الانتخابية لحزبه الليكود “نحن على وشك تحقيق نصر كبير للغاية”، وذلك بعد أن أظهرت نتائج استطلاع لآراء الناخبين أن كتلته تتجه نحو تحقيق أغلبية في البرلمان.

 

وبينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد إنه سينتظر النتائج النهائية للانتخابات غير مقر بالهزيمة بدأ المختصون في الشأن الفلسطيني والنشطاء التعبير عن مواقفهم، إذ اعتبر عدد منهم أن عودة نتنياهو إلى السلطة “أخبار مدمرة لفلسطين”، وأنه “الأسوأ”.

 

نتائج وأغلبية

وأظهرت نتائج الفرز الأولية في الانتخابات الإسرائيلية اليوم الأربعاء حصول معسكر نتنياهو على أغلبية واضحة في الكنيست (البرلمان) بـ67 مقعدا.

وبحسب نتائج نشرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بعد فرز 71.3% من الأصوات، حصل معسكر نتنياهو على 67 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.

وأوضحت الصحيفة أنه وفقا للنتائج حصل حزب “الليكود” بقيادة نتنياهو على 32 مقعدا، و”الصهيونية الدينية” برئاسة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير على 14 مقعدا، وحزب “شاس” على 12 مقعدا، وحزب “يهودوت هتوراه” على 9 مقاعد.

 

وعن هذا الأمر، قال النائب في الكنيست الإسرائيلي أسامة السعدي للشبكة الفلسطينية الإخبارية “الجرمق الإخباري” إن “اجتياز التجمع نسبة الحسم سيغير الخارطة السياسية، وإذا حصل نتنياهو على 61 مقعدا فإن ذلك سيشكل خطرا كبيرا على القضية الفلسطينية”.

 

من جهته، قال حساب على تويتر باسم “مقداد” إن كتلة نتنياهو حصلت حتى الآن على 67 مقعدا في إسرائيل، الطريق إلى حكومة يمينية كاملة بدون تحالفات أخرى مع أي أطراف، وهذا ما لم يحدث منذ سنوات.

تعليقات وتوقعات

بدوره، علق الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي بالقول إن الانتخابات الإسرائيلية التي ستظهر نتائجها بعد ساعات قد تكون أخطر من نتائج الانتخابات الألمانية في 1933 التي قادت إلى حكم النازية، إذ أسفرت عن فوز الكاهانية والليكود والحريديم، كما هو مرجح فإن هذا سيفسح المجال أمام تشكيل حكومة جنون تتبنى أجندة خلاصية ستحرق الأخضر واليابس.

وبالرقص والهتاف ضد المعارضين احتفل أنصار الأحزاب المؤيدة لنتنياهو بـ”النصر” في الانتخابات قبل ظهور النتائج النهائية، وفي احتفال حزب “القوة اليهودية” الذي تحدث فيه رئيس الحزب إيتمار بن غفير هتف أنصاره “الموت للعرب”.

وفي تعليقها على هذا الأمر قالت الصحفية منى حوا إن النتائج الأولية تقول إن نتنياهو يفوز بأغلبية داخل الكنيست، وهو ما يمكنه إذن من تشكيل حكومة يمينية بالكامل، وحركة بن غفير -التي تتوعد بطرد العرب وتطالب بتهويد الأقصى وتطبيق التوراة في الدولة اليهودية- ستكون ثاني أكبر حزب في الائتلاف الحاكم والأقوى في التأثير بقرارات حكومة نتنياهو.

 

 

 

وكانت الحركة الكاهانية برئاسة بن غفير قد أعلنت أن أي حكومة ستشارك فيها بعد الانتخابات الإسرائيلية القادمة ستسن قانونا يشرع تنفيذ حكم الإعدام ضد عناصر المقاومة الفلسطينية وطرد “كل من يعمل ضد إسرائيل”.

تجربة وتداعيات

من جهته، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي أيمن الحنيطي إن لبيد الفاشل صاحب التجربة السياسية الضحلة دمر اليسار والوسط لزيادة حجم حزبه أمام الليكود، والنتيجة حكومة بن غفير الأولى وعودة نتنياهو بائتلاف أشد عنصرية وتشددا تجاه الفلسطينيين والمجتمع الإسرائيلي ووضعه الراهن.

وتحت وسم (هاشتاغ) الانتخابات الإسرائيلية، قال حساب شكيب متولي إنه لا فرق بين رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد ونتنياهو، وإن الكرة الآن في ملعبنا نحن كعرب وكمسلمين وموقفنا من دعم الأهل الصامدين ودعم انتفاضتهم، فهذا المجتمع المتطرف لا يعرف إلا لغة القوة.

وفي قراءة لعلاقة نتائج الانتخابات الإسرائيلية بالسلطة الفلسطينية، قال الكاتب والباحث الفلسطيني أسامة أبو رشيد إن من كوارث “اتفاق” أوسلو أن السلطة الفلسطينية تظن أنها رهينة من يقود الدولة العبرية، في حين أنها رهينة مؤسسة الاحتلال وفي خدمتها، ولا يفرق حزب صهيوني “معتدل” يقود الحكومة عن حزب “متطرف”، كلهم إرهابيون محتلون.

وأضاف أن محمود عباس وملأه سيندبون حظ “السلام” العاثر فرقا على لبيد ومجيء نتنياهو.

 

وفي هذا السياق، قال الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة إنه لا شيء عند الصهاينة في ما يخص شعبنا سوى “السلام الاقتصادي” سواء فاز نتنياهو أم لبيد، كلام الأخير عن حل الدولتين هو بيع للوهم تتبناه المؤسسة الأمنية والعسكرية كإبر تخدير لتسريع التطبيع العربي وتحسين وضع السلطة كي تلجم الشعب، ومن ثم جعل المؤقت دائما، نتنياهو يتميز بوقاحة مفيدة.

يشار إلى أن خامس انتخابات تُجرى في إسرائيل خلال أقل من 4 سنوات في ظل استقطاب حاد وعدم استقرار سياسي.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع التواصل الاجتماعي

About Post Author