نشرت مجلة نيوزويك (Newsweek) الأميركية مقالا للخبير في الشؤون الدولية بجامعة كولومبيا أسعد حنا، كتب فيه أن اتجاه الانتخابات الرئاسية التركية إلى جولة إعادة بعد أن فشل كل من الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كليجدار أوغلو في الحصول على الأغلبية؛ يعني أن الديمقراطية التركية لا تزال بخير.
ولفت حنا إلى أن جولة الإعادة تعكس التآكل المستمر لدعم أردوغان في السنوات الأخيرة، بسبب أزمات التضخم والزلزال المروع الذي لم يكن مستعدا له.
وأضاف أن تآكل الدعم ينعكس في استطلاعات الرأي، كما يتوقع المرء في بلد به انتخابات ديمقراطية وزعيم منتخب ديمقراطيا.
لكن هذا -وفقا للخبير- لم يمنع وسائل الإعلام والسياسيين الغربيين من وصمه مرارا وتكرارا بأنه زعيم مستبد، كما بدا واضحا في العناوين الرئيسية لكبريات الصحف والمجلات في الدول الغربية.
وأبرز الكاتب أن تركيا ليست ديمقراطية غربية، ولكنها ديمقراطية شرق أوسطية. وأردوغان رئيس منتخب ديمقراطيا في منطقة لا تميل إلى إجراء انتخابات على الإطلاق.
وقال إن جيرانه هم الذين يميلون إلى الفوز بنسبة 80 أو 90% من الأصوات، ووصف تلك الانتخابات بالمزورة، وعلق بأن من الواضح أن الشخص الذي يذهب إلى جولة الإعادة ليس مزورا.
وأشار إلى أن أردوغان يحتاج إلى 1% إضافية من الأصوات للفوز في جولة الإعادة، وتحتاج المعارضة لأكثر من 5% للفوز، وقال إن بإمكان المعارضة النجاح في ذلك إذا ما اتحدت لدعم كليجدار بالرغم من اختلاف الأيديولوجيات.
لكن إذا لم يفعلوا ذلك، فمن الواضح أن الحكومات الغربية ووسائل إعلامها ستستمر في اتهام الانتخابات التركية بـ”التزوير”، حتى تتولى المعارضة التركية السلطة، رغم أن ذلك يعارض إرادة الشعب التركي.
ووصف حنا الأمر بأنه ادعاء زائف، بحكم مكوثه معظم حياته في الشرق الأوسط وكونه كان شاهدا على ما تعنيه الانتخابات المزورة حقيقة، وكيف أن الناس الذين يعيشون هناك لا يهتمون مطلقا بالنتائج لأنهم يعرفونها سلفا.
وفي المقابل، يقول الخبير إنه لاحظ خلال السنوات العديدة التي عاشها في تركيا كيف يقوم شعبها بحملة جادة لمرشحيه، وكيف يقضون أياما وليالي في التحضير ليوم الانتخابات ويتجمعون في الساحات والشوارع الرئيسية في انتظار النتائج بفارغ الصبر. وعلق قائلا “الناس لا تنتظر بفارغ الصبر نتائج انتخابات في بلد دكتاتوري”.
وختم المقال بأن تنديد وسائل الإعلام الغربية بالانتخابات التركية، ووصفها بأنها “مزورة”، ووصم أردوغان بالدكتاتور، لن يؤدي إلا إلى الإضرار بالعملية الانتخابية في المستقبل، والترويج لمؤامرة ستؤدي إلى تقليص الثقة في النظام الانتخابي التركي.
ويبدو أن وسائل الإعلام الأميركية ترغب في تصدير مشاكلها الخاصة، وربما تكون هذه أفضل إشارة إلى أن الديمقراطية ما زالت حية وبخير في تركيا.