حتى وقت قريب جدا كان حزب المحافظين البريطاني قادرا على الادعاء، بقدر كبير من المصداقية، أنه كان الحزب السياسي الأكثر نجاحا في العالم الغربي. فقد كان “المحافظون” في معظم القرنين الماضيين مرادفين للحس السليم والرصانة المالية والبراغماتية الحذرة، لكن ليس بعد الآن.
فاليوم أصبح المحافظون مرادفون للفوضى، كما كتب بيتر أوبورن في مقاله بصحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times)، وأنه يجب أن تتحمل نصيبها من اللوم ليز تراس، أحدث رئيسة وزراء لحزب المحافظين سقطت واحترقت بهذه السرعة.
ويرى أوبورن أن هناك أسبابا وجيهة وراء إجبارها على الاستقالة بعد 44 يوما فقط في منصبها، وهي أقصر مدة في التاريخ. فقد كانت فكرة حمقاء افتراض أن باستطاعتها إقالة أكبر مسؤول في وزارة الخزانة، وإعادة اختراع قوانين الإدارة الاقتصادية، وتحدّي الحكمة الجماعية للأسواق المالية، ومن ثم كانت ستكون هناك نتيجة واحدة فقط.
وأردف الكاتب أن الحقيقة الأكبر هي أن تراس “التعيسة”، كما وصفها، هي أحد أعراض أزمة الحكم المزمنة في بريطانيا وليست سببا لها، والتي حوّلت البلاد إلى أضحوكة عالمية.
وأضاف أن حزب المحافظين اختارها على الرغم من أنه كان من الواضح أنها لم تكن على مستوى الوظيفة. وبسبب هذا الفشل الذريع لرئاستها للوزارة والحالة الكارثية للبلاد، يجب أن يتحمل حزب المحافظين المسؤولية بشكل جماعي.
وانتقد أوبورن المحافظين بأنهم مثل الجمهوريين في الولايات المتحدة منفصلون عن الواقع، وأنهم خلال جيل واحد أصبحوا حزبا من أحاديي الهوس وغير الأكفاء والأيديولوجيين، ولم يستبعد احتمال نهايتهم نهائيا.
وختم مقاله بأن المحافظين اليوم يتشبثون بالسلطة من أجل السلطة، وإلى جانب إلحاق مزيد من الضرر بسمعة حزبهم على المدى الطويل، فإن عنادهم يضمن خراب بريطانيا.