مقتل العشرات من الطرفين.. زيلينسكي يحذر من هجمات روسية في الأعياد وبوتين يتفقد مصانع الأسلحة
اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة أن زيارته لواشنطن حققت نتائج جيدة، كما حذر من هجمات روسية محتملة خلال موسم العطلات القادمة، وقال الكرملين إنه أحرز تقدما كبيرا نحو “نزع سلاح” أوكرانيا، كما أكدت قوات البلدين مقتل عشرات الجنود من الطرفين.
وخلال لقاء مع سفراء أوكرانيا في الخارج قال زيلينسكي “عائدون من واشنطن بنتائج جيدة، بنتائج سوف تساعد حقا، هناك دعم مالي، وهناك اتفاقيات أخرى سنقول المزيد عنها لاحقا”.
وقدّم الرئيس الأوكراني شكره للرئيس الأميركي جو بايدن “على مساعدته وعلى تصميمه على النصر”، وكذلك للكونغرس بمجلسيه، وللحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وأضاف زيلينسكي في الكلمة التي ألقاها بعد عودته من الولايات المتحدة “مهامنا لم تتغير، تحرير أرضنا وحماية شعبنا واستعادة بلادنا بعد الضربات الروسية هذه هي خطوات الانتصار الأوكراني الذي نقترب منه خطوة خطوة”.
وفي خطابه اليومي المصور الذي يبثه عبر مواقع التواصل، قال الرئيس الأوكراني مساء أمس الجمعة “مع اقتراب موسم العطلات يمكن أن ينشط الإرهابيون الروس مرة أخرى، إنهم يحتقرون القيم المسيحية وأي قيم على وجه العموم”.
ودعا زيلينسكي الأوكرانيين إلى توخي الحذر في الأيام المقبلة، والانتباه إلى إشارات الإنذار عن الغارات الجوية.
وفي الوقت ذاته، وجه زيلينسكي تحذيرا حادا بقوله “ينبغي على مواطني روسيا أن يفهموا بوضوح أن الإرهاب لا يمر أبدا دون رد”.
من جانب آخر، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم الخارجية الأميركية قوله “نطلب من بوتين الاعتراف بالواقع بعد وصفه ما يحدث في أوكرانيا بالحرب، ونحثه على إنهاء الحرب في أوكرانيا في خطوة تالية للاعتراف بالواقع”.
وأطلقت روسيا رسميا على الحرب تسمية “عملية عسكرية خاصة”، كما فرضت قانونا يجرم ما تعتبرها السلطات “مصطلحات مضللة” متعلقة بهذه العملية، لكن بوتين استخدم مصطلح “حرب” في مؤتمر صحفي أول أمس الخميس حين أعرب عن أمله بأن تنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية “منذ 24 فبراير (شباط) أدركت الولايات المتحدة وبقية العالم أن العملية العسكرية الخاصة لبوتين كانت حربا عدوانية وغير مبررة ضد أوكرانيا، أخيرا بعد 300 يوم وصف بوتين الحرب كما هي”.
مجموعة فاغنر
من جهة أخرى، قال مدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف إن هناك تحالفا بين مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة وقائد القوات الروسية في أوكرانيا تم بموجبه نقل أسلحة ثقيلة من القوات الروسية إلى مقاتلي فاغنر.
وفي مقابلة مع “نيويورك تايمز” (The New York Times) أضاف بودانوف أن هذا الاتفاق أدى إلى توسيع دور المجموعة في الحرب، وأن مقاتلي فاغنر يشكلون القوة الرئيسية في جبهة باخموت.
وقال إنه من غير المستبعد أن تشن روسيا هجوما انطلاقا من الأراضي البيلاروسية، لكن ذلك يبقى احتمالا ضعيفا، على حد قوله.
وفي سياق آخر، قال بودانوف إن إيران لن تتسرع وتقدم الصواريخ الباليستية لروسيا، وأكد أن موسكو تسلمت من طهران 1700 مسيّرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد” واستخدمت منها حتى الآن 540 مسيّرة.
وعرضت وكالة الأنباء الروسية “رابتلي” صورا أظهرت جنود مجموعة فاغنر خلال تدريبات علنية، حيث كانوا يتدربون على نزع سلاح الدبابات وتنفيذ هجمات كمائن عليها، بالإضافة إلى إطلاق نيران المدفعية.
من ناحيته، قال حاكم مقاطعة دونيتسك الأوكراني إن 4 مدنيين قتلوا في قصف روسي على مناطق سيطرة الجيش الأوكراني في المقاطعة.
وفي وقت سابق، قالت الاستخبارات الأوكرانية إن روسيا تستقدم تعزيزات من القوات إلى خطوط الجبهة في شرق أوكرانيا وجنوبها.
كما أعلنت هيئة الأركان العامة في كييف أن “العدو زاد حجم نقل القوات والمعدات والذخيرة إلى مناطق القتال عبر السكك الحديدية”، في إشارة إلى محيط مدينة باخموت وبلدات أفدييفكا وكوبيانسك وليمانسك في إقليم دونباس.
وأضافت الهيئة أنه تم رصد تعزيزات على الجانب الروسي في جنوب البلاد، غير أن الوحدات الجديدة في منطقة خيرسون سيتم نشرها فقط لتعزيز الخطوط الدفاعية.
كما قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها أفشلت محاولات تسلل لقوات فاغنر إلى مدينة باخموت.
وأشارت قيادة الجيش الأوكراني أيضا إلى أن وحدة بحرية روسية كانت تجوب البحر الأسود ومعها سفينة حربية مجهزة بصواريخ كروز.
كما أعلن الجيش الأوكراني مقتل نحو 150 جنديا روسيا في قصف على مطار في كاخوفكا في مقاطعة خيرسون جنوبي البلاد، فيما قالت الإدارة العسكرية الأوكرانية في خيرسون إن شخصا على الأقل قتل وأصيب آخرون في قصف روسي على مدينة خيرسون، مضيفة أن القوات الروسية استهدفت منطقة السفن في المدينة.
نزع سلاح أوكرانيا
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الجمعة مقتل 30 جنديا أوكرانيا في جبهات خاركوف بالشمال الشرقي لأوكرانيا.
وأضافت الوزارة أنها استهدفت بغارات جوية مناطق في لوغانسك، دون الإشارة إلى حصيلة الغارات.
بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن “هناك تقدما كبيرا نحو نزع السلاح” في أوكرانيا، وهو أحد الأهداف التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما أطلق الحرب قبل 10 أشهر.
وأضاف بيسكوف أنه لا علم لدى روسيا بخطة سلام أوكرانية، وذلك بعدما أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) إلى أن كييف تستعد لطرحها في فبراير/شباط المقبل.
واتهم بيسكوف الرئيس الأوكراني بأنه يتجاهل حتى الآن “حقائق” الوضع، في إشارة إلى إعلان روسيا ضم 4 مناطق أوكرانية تحتلها بشكل جزئي، وهي خطوة لا تعترف بها كييف والغرب.
وبثت وزارة الدفاع الروسية مشاهد قالت إنها من تدريبات قتالية مشتركة أجرتها قوات روسية وبيلاروسية في بيلاروسيا.
تصنيع الأسلحة
من ناحية أخرى، طلب بوتين من رؤساء شركات تصنيع الأسلحة بذل قصارى جهدهم لضمان حصول الجيش الروسي على جميع الأسلحة والمعدات العسكرية التي يحتاجها للقتال في أوكرانيا.
وقال بوتين خلال زيارة مصنع لإنتاج الأسلحة في منطقة تولا الروسية إن الحرب الروسية في أوكرانيا تأتي في إطار جهد تاريخي لمواجهة ما سماه التأثير الزائد على الحد للقوى الغربية في الشؤون العالمية.
وتأتي زيارة بوتين في أعقاب خطاب ألقاه أمام قادة الدفاع في موسكو تعهد فيه بمنح القوات المسلحة كل ما تحتاجه لتحقيق أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا، حسب تعبيره.
من ناحيته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن وزارته ستزيد خلال العام المقبل حجم الطلبات على الأسلحة من مجمع كلاشنيكوف للصناعات العسكرية.
وأكد شويغو خلال جولة تفقدية في المجمع بمدينة إيجيفسك الروسية أن مجمع كلاشنيكوف لبى جميع طلبات وزارة الدفاع الروسية للعام الجاري من الأسلحة والذخائر.
وفي سياق آخر، تتوالى تصريحات التنديد الروسية بعدما قررت واشنطن تزويد أوكرانيا بمنظومة صواريخ باتريوت، حيث وصف السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف العلاقات بين البلدين بأنها في “عصر جليدي”.
وقال أنتونوف إن احتمالات الصدام باتت مرتفعة، وفقا لما نقلته عنه وكالة تاس الروسية الرسمية.
وصرح بأنه يصعب القول متى يمكن استئناف المحادثات في سياق حوار إستراتيجي بين الجانبين، لكنه أشار إلى أن المحادثات بشأن تبادل السجناء “فعالة” وستستمر.