“ملتهمو أسد البحر”.. أفضل صورة للحياة البحرية عام 2022
أعلن منظمو “مسابقة الصورة الكبرى” (Big Picture Competition) عن الصور الفائزة بالمسابقة لعام 2022. وفازت صورة تظهر العشرات من نجوم البحر الملونة وهي تلتهم أسد بحر ميتا بالمياه الضحلة لخليج مونتيري في كاليفورنيا؛ بجائزة المسابقة في فئة الحياة البحرية.
وجبة رائعة
ويظهر في خلفية الصورة -التي التقطها مصور الحياة البرية ديفيد سلاتر- عددا من أسود البحر سابحة في مياه الخليج الضحلة. ويُعتقد أن أسود البحر التي التقطتها الصورة تنتمي إلى فصيلة “أسد بحر كاليفورنيا” (California sea lions) أو إلى “أسد بحر ستيلر” (Steller sea lions)، وذلك وفقا للنطاق الجغرافي لهذين النوعين.
وعلى الجانب الآخر، فإن الحيوانات الملتهمة لأسد البحر تنتمي إلى “نجم الخفاش” -والمعروفة أيضا باسم “خفاش البحر”- وهي فصيلة من نجوم البحر التي تمتاز بألوانها البديعة والمنوعة. ويلعب نجم الخفاش دورا رئيسا في إعادة تدوير أسد البحر وتحويله إلى طاقة ومغذيات تستفيد منها شبكة الغذاء البحرية.
ويسمى “نجم الخفاش” بهذا الاسم نظرا لوجود شبكة تربط بين أذرعها والتي تشبه أجنحة الخفاش. وعادة ما يكون لنجم البحر 5 أذرع، وأحيانا قد يصل عددها إلى 9. وتنمو هذه الحيوانات حتى يصل طولها إلى 20 سنتيمترا. ووثقت العديد من الألوان لنجم البحر مثل الأحمر والبرتقالي والأصفر والبني والأخضر والأرجواني.
ويمتلك “نجم الخفاش” بقعا عينية حساسة للضوء في نهاية كل ذراع من أذرعه. وتمكنها الخلايا الشمية الموجودة أسفل الذراع من تذوق المواد الكيميائية التي تخلفها اللافقاريات الصغيرة أو الجيف في الماء. وبمجرد أن تجد نجوم الخفاش طعامها، فإنها تدفع بإحدى معدتيها من خلال أفواهها ومن ثم تخرج “إنزيمات” هضمية تعمل على تكسير الوجبة الغذائية قبل تناولها.
علاقة تكافلية
كما أن هناك علاقة تكافلية بين نجوم البحر وأنواع صغيرة من الديدان التي تعيش في الأخاديد الموجودة على الجانب السفلي من أجسام نجوم البحر. وتتغذى هذه الديدان على الفتات الذي يخلفه نجم البحر. ويستطيع فرد واحد من نجم الخفاش أن يستضيف ما يقرب من 20 من هذه الديدان. ومن ثم فإن الصورة الملتقطة قد تحتوي على أكثر من 100 دودة تهضم هي الأخرى أجزاء من أسد البحر.
ووفقا للتقرير الذي نشره موقع “ساينس ألرت” (Science Alert)، فازت هذه اللقطة بجائزة أفضل صورة بفئة “الحياة البحرية” في هذه المسابقة التي تنظمها “أكاديمية كاليفورنيا للعلوم” (California Academy of Science).
وعلق سلاتر على فوزه بهذه الجائزة -على موقع إنستغرام- قائلا “لا تستطيع الكلمات وصف شعوري بالفوز بالمركز الأول في هذه المسابقة المرموقة. إذ تُظهر الصورة أن العثور على الجمال والمغامرة قد يوجدان في أماكن غير متوقعة”.
ولا يعرف السبب وراء موت أسد البحر، فقد تكون طبيعية أو بسبب عوامل بشرية. لكن المطمئن أن أعداد أسد البحر آخذة في التزايد، مما جعلها تصنف ضمن “أقل الأنواع المهددة بالانقراض”.
رقصة النحل
بدورها، التقطت المصورة الصحفية كارين إيغنر صورة فاتنة فازت بالجائزة الكبرى في هذه المسابقة. وتظهر الصورة الملتقطة عددا من النحل تحتشد معا ككرة بهدف التزاوج. إذ يحرص كل ذكر على الفوز بأنثى.
وينتمي النحل المُصوَّر في هذه الصورة إلى نوع “دياداسيا رينكونيس” (Diadasia rinconis)، وهو نوع متفرد من النحل لا يتبنى التسلسل الهرمي المعهود في مملكة النحل. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا النوع ما يزال يلتزم بوظيفته في تلقيح الصبار ومساعدة نباتات الجنوب الغربي الأميركي على التفتح والإزهار.
مجموعة رائعة من لحظات الطبيعة
وقد فازت صورة التقطها المجري بينس ماتي لحيوان القندس -المهدد بالانقراض- وهو واقف بجوار عنكبوت ينسج شباكه على أطراف شجرة مكسورة، بالجائزة في فئة الحياة البرية الأرضية.
كما فازت صورة لخفاش وهو يحلق بشكل مهيب سالكا طريقه نحو شجرة تفاح، بالجائزة في فئة الحياة المجنحة. وقد التقطت هذه الصورة بعدسات مصور الحياة البرية الهندي سيتارام راؤول.
وعن فئة المناظر الطبيعية والمائية والنباتات، فازت بها صورة للمصور توم سانت جورج التي يظهر فيها الجمال الطبيعي الأخاذ لأنظمة الكهوف الموجودة تحت سطح الماء في المكسيك.
وفازت صور للمصور بال هيرمانسن بالجائزة في فئة دهاء الطبيعة. إذ تظهر الصورة نسيجا جميلا ومتنوعا من الحشرات التي قتلت بشكل غير مقصود بعدما جذبتها إضاءة مصباح خارجي. فبينما كان ينظف هيرمانسن المصباح، اكتشف وجود هذا الكنز الطبيعي من الحشرات المتنوعة الميّتة.
وفازت أيضا صورة لبينس ماتي مجددا بالجائزة في فئة الإنسان أو الطبيعة. وتظهر الصورة بقايا الضفادع التي تلقى في الماء مرة أخرى بعد نزع أرجلها بهدف الاستهلاك المحلي في رومانيا.
وفي فئة القصة المصورة، فاز نيان خانولكار من الهند بالجائزة عن صورة تظهر مساكن المواطنين المحليين بالقرب من غابات ماهاراشترا التي يسكنها الفهود. إذ ساعدت إدارة الغابات هناك في تنمية وعي السكان من أجل صياغة نوع فريد من التعايش بينهم وبين الفهود. وعلى الرغم من استمرار وقوع بعض الحوادث، فإن خانولكار يأمل أن ترينا هذه الصورة إمكانية توافر الانسجام والتعايش بين الحيوانات والبشر.