قالت صحيفة الغارديان البريطانية (the Guardian) إن موافقة وزراء في حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الحاكم على الإفراج المبكر عن 11 شخصا أدينوا باغتصاب وقتل نساء وأطفال مسلمين في الهند خلال أعمال شغب، هو بمثابة إشارة لإطلاق يد العصابات الهندوسية لتفعل ما يحلو لها.
وأشارت الصحيفة في افتتاحية لها إلى أن القمع والترهيب الذي يتعرض له مسلمو الهند -البالغ عددهم 200 مليون نسمة- من قبل حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي جلي للعيان.
وحذرت الغارديان مما وصفته بمساعي الحكومة الهندية لتصدير “الفاشية الهندوسية” إلى دول أخرى، مؤكدة أن ذلك من شأنه إثارة قلق الجميع.
وقالت إن هناك مؤشرات مقلقة تشير إلى أن الاشتباكات الطائفية التي شهدتها الهند يجري نسخها في أماكن أخرى، مثلما حدث في مدينة ليستر البريطانية، التي يعيش فيها العديد من مسلمي جنوب آسيا ومن الهندوس جميعهم من أصول هندية.
وعندما اندلعت أعمال عنف بين المسلمين والهندوس في ليستر في سبتمبر/أيلول الماضي، وتصاعدت حدتها لتشمل هجمات على المساجد والمعابد، سارعت المفوضية الهندية العليا في لندن إلى إدانة “العنف المرتكب ضد الجالية الهندية في ليستر وتخريب مباني ورموز الديانة الهندوسية”، متجاهلة العنف الذي تعرض له المسلمون على يد الهندوس في المدينة وفق الصحيفة.
وذكّرت الغارديان بأن السلطات الأميركية سبق أن حظرت على مودي دخول أراضيها قبل توليه رئاسة وزراء الهند، وذلك لفشله في منع أعمال شغب استهدفت المسلمين في عام 2002 وقتل خلالها مئات منهم في ولاية غوجارات عندما كان مودي رئيس وزراء للولاية.
وعاشت مدينة ليستر -وسط بريطانيا- حالة من الغليان غير المسبوق في سبتمبر/أيلول الماضي نتيجة مواجهات اندلعت بين شباب من الهندوس المتطرفين، وشباب من المسلمين هبّوا للدفاع عن أماكن عبادتهم في المدينة.
وعرفت المدينة حالة من الاستنفار الأمني طيلة أسبوع كامل، بعد أن كادت الأوضاع تخرج عن السيطرة، وتتحول لحرب شوارع تغذيها العنصرية والتطرف العرقي.
وسارع ممثلو الطائفتين المسلمة والهندوسية في المدينة لإخماد الفتنة التي يقولون إنها غريبة عنهم، موجهين أصابع الاتهام لمن يتبنى خطاب رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، وهو خطاب قومي متطرف ضد المسلمين، إضافة لشباب قدموا من خارج المدينة بذريعة حماية المسلمين.