جندي أوكراني يتأهب لإطلاق قذيفة على الجيش الروسي الذي يواصل هجماته على دونيتسك (رويترز)

جندي أوكراني يتأهب لإطلاق قذيفة على الجيش الروسي الذي يواصل هجماته على دونيتسك (رويترز)

حذرت الخارجية الروسية من الصدام المباشر مع واشنطن، وقالت إنه لا تفاوض حول الضمانات الأمنية دون الاعتراف بالواقع الذي حددته روسيا في أوكرانيا. في الأثناء، أعلن الجيش الأوكراني مقتل 150 جنديا روسيا في قصف على مطار للروس في كاخوفكا بخيرسون.

فعلى الصعيد السياسي، أكد مدير دائرة أميركا الشمالية بالخارجية الروسية ألكسندر دارتشييف، أنه لن يكون هناك أي تفاوض جدي حول الضمانات الأمنية دون الاعتراف بالواقع على الأرض الذي حددته روسيا.

 

وقال دارتشييف -في تصريح لوكالة تاس الروسية للأنباء- إنه من السابق لأوانه بدء أي مفاوضات جدية حول الضمانات الأمنية في ما يتعلق بأوكرانيا والمنطقة اليورو أطلسية “قبل أن يتوقف ضخ الأسلحة لنظام (فولوديمير) زيلينسكي وسحب عسكريي ومرتزقة ومدربي أميركا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقبل أن يتم الاعتراف بالواقع على الأرض الذي حددته روسيا”.

وأشار دارتشييف إلى أن موسكو قامت قبل عام بما وصفها بمحاولة نزيهة للاتفاق، حيث وضعت على الطاولة مشروعين لوثيقتين ملزمتين قانونيا بشأن الضمانات الأمنية من قبل الولايات المتحدة والناتو.

وأضاف أن العملية العسكرية الخاصة إجراء اضطراري أحبط سيناريو الإبادة للروس على الأراضي الأوكرانية السابقة، على حد تعبيره. وشدد على أنه في هذه الظروف لا توجد لدى موسكو ثقة بالولايات المتحدة والغرب بشكل عام.

وأعرب الدبلوماسي الروسي عن أمل موسكو بأن تصغي واشنطن لصوت العقل، وألا تدفع بالأمور نحو صدام مباشر بين روسيا والولايات المتحدة.

 

واتهم دارتشييف الولايات المتحدة بأنها هي التي أطلقت آلة تدمير العلاقات الثنائية مع روسيا، موضحا أن موسكو لا تعتزم  قطعها بمبادرة منها، لكنها لن تتسامح مع الاستفزازات المتعمدة التي لا تترك لها خيارا آخر، على حد قوله.

بدوره تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحقيق جميع أهداف بلاده في أوكرانيا، وقال إن كل الصراعات تنتهي بالدبلوماسية، متهما واشنطن بالسعي لإطالة أمد الحرب.

وعقب زيارة وصفت بالتاريخية للرئيس الأوكراني إلى الولايات المتحدة، تخللها الإعلان عن مساعدات عسكرية لأوكرانيا بينها منظومات صواريخ باتريوت، أكد بوتين أن المنظومة قديمة وأقلُ كفاءة من المنظومة الروسية إس 300، وتعهد بتدميرها حال نقلها إلى أوكرانيا.

وأكد بوتين أن روسيا تريد إنهاء الحرب وأنها مستعدة للتفاوض، ولكن القيادة الأوكرانية هي التي منعت نفسها من التفاوض، بحسب قوله.

 

حظر النفط

وفي إطار آخر، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء -اليوم الجمعة- عن نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك، قوله إن روسيا قد تقلص إنتاجها من النفط بما يتراوح بين 5 و7% في أوائل عام 2023، فيما ترد على فرض حدود قصوى لأسعار خامها ومنتجاتها النفطية بوقف المبيعات للدول التي تدعم تلك الحدود.

 

كما نقلت الوكالة عن نوفاك قوله إن التخفيضات قد تتراوح بين 500 ألف و700 ألف برميل يوميا، كاشفا لأول مرة تفاصيل عن الردّ الروسي على سقف الأسعار الذي فرضه الغرب على موسكو بسبب الحرب على أوكرانيا.

وفرض الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع وأستراليا حدا أقصى لسعر النفط الروسي يبلغ 60 دولارا للبرميل، وبدأ سريانه في 5 ديسمبر/كانون الأول. وجاء ذلك إضافة إلى الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على واردات الخام الروسي المنقولة بحرا، وتعهدات من الولايات المتحدة وكندا واليابان وبريطانيا باتخاذ إجراء مماثل.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس إنه سيصدر مرسوما خلال الأسبوع المقبل يفصل رد موسكو على سقف الأسعار.

 

مقتل عشرات الجنود الروس

على الصعيد الميداني أعلن الجيش الأوكراني مقتل 150 جنديا روسيا، وإصابة 50 آخرين في قصف قواته على مطار للروس في كاخوفكا بخيرسون.

وأعلن الجيش الأوكراني أمس استعادته السيطرة بشكل كامل على مدينة باخموت شرق البلاد، وقال إن المدينة تتعرض لقصف مكثف بالصواريخ بعد إخراج القوات الروسية.

 

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها صدت هجمات روسية على مواقعها في المدنية، ونجحت في طرد القوات الروسية وقوات فاغنر خارج حدود المنطقة الصناعية.

من جانب آخر، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تواصل التقدم في محور دونيتسك، وإنها قضت على نحو 50 عسكريا أوكرانيا، كما تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مواقع القوات الروسية في منطقة العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا.

وقال رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف -في مؤتمر صحفي أمام الملحقين العسكريين الأجانب في موسكو- إن القوات الروسية أصابت أكثر من 1300 هدف حيوي في أوكرانيا، منذ بداية العملية العسكرية في فبراير/شباط الماضي.

المصدر : وكالات

About Post Author