صاروخ أوكراني ينطلق من راجمة هيمارس لضرب موقع للقوات الروسية في جبهات الجنوب (الأوروبية)

صاروخ أوكراني ينطلق من راجمة هيمارس لضرب موقع للقوات الروسية في جبهات الجنوب (الأوروبية)

قالت روسيا إنها دمرت، أمس الثلاثاء، 4 قاذفات هيمارس (Himars) الأميركية وفي الأول من الشهر دمرت أخرى في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا، وهي المنظومة الصاروخية التي استخدمتها كييف لقتل عشرات الجنود الروس في منطقة ماكييفكا بداية الشهر، من ناحية أخرى ذكرت القيادة العسكرية الأوكرانية أن القوات الروسية في موقع دفاعي بكل من مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون جنوبي البلاد.

وذكر الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن قوات بلاده دمرت 4 قاذفات هيمارس، وقتلت 200 عسكري أوكراني خلال قصف على مدينة دروزكوفكا الواقعة في الجزء الخاضع لسيطرة أوكرانيا في مقاطعة دونيتسك.

 

وقال كوناشينكوف إن القوات الروسية تواصل مهاجمة محور دونيتسك، وقضت على أكثر من 40 عسكريًّا أوكرانيًّا في محور كوبيانسك إلى جانب مجموعتي استطلاع أوكرانيتين في مقاطعة خاركيف.

وأضاف “في محور كراسني-ليمان سقط أكثر من 120 عسكريًّا أوكرانيًّا بين قتيل وجريح جراء هجوم للمدفعية الروسية الثقيلة. وأما سلاح الجو فقد قضى على أكثر من 130 من المرتزقة الأجانب في مدينة كراماتورسك”.

وفي جبهة دونيتسك أيضا، قال سيرغي سيفريوكوف نائب الإدارة العسكرية في الجيش الروسي إن قوات بلاده دمرت راجمة صواريخ هيمارس التي أطلقت منها الصواريخ التي دمرت مبنى كان يتمركز فيه جنود روس قرب بلدة ماكييفكا، وخلّف القصف الأوكراني 89 قتيلا في صفوف الجنود.

تحقيقات أولية

وأضاف المسؤول العسكري الروسي أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن استخدام الجنود للهواتف المحمولة -خلافا لأوامر المنع- كان سببا في كشف موقعهم للقوات الأوكرانية.

وقد وقع هجوم ماكييفكا في ليلة رأس السنة الجديدة، وهو من المرات النادرة التي تعترف فيها روسيا بمقتل عدد كبير من قواتها في ضربة صاروخية أوكرانية منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط 2022، وتعيش روسيا حالة من الغضب والحداد بعد الضربة التي تعرضت لها القوات الروسية في ماكييفكا.

ودعا مشرعون روس ومدونون إلى محاسبة المسؤولين عن أكبر خسائر معلنة للقوات الروسية في يوم واحد، في وقت واجهت فيه القيادة العسكرية الروسية انتقادات شديدة بسبب ما حدث في مدينة ماكييفكا.

وأصبح لراجمات هيمارس الأميركية دور متزايد في معارك جبهات القتال شرقي البلاد، وتتميز الراجمات بكونها وحدة سلاح متنقلة يمكنها إطلاق صواريخ عدة في وقت متزامن، وتحمل الواحدة منها 6 صواريخ من عيار 227 مليمترا بمدى يقدر بنحو 80 كيلومترا.

وفي 23 يونيو/حزيران 2022، وصلت أول دفعة من صواريخ هيمارس إلى أوكرانيا لاستخدامها في جبهة إقليم دونباس الأوكراني الذي تسيطر القوات الروسية وقوات الانفصاليين الموالية لموسكو على أغلبية أراضيه.

جبهة باخموت

قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الجيش الروسي ركّز هجماته باتجاه مدينة باخموت الإستراتيجية، وقصف أكثر من 15 تجمعا سكنيا فيها، وإنه يسعى لدعم مواقعه التكتيكية في محاور ليمان-كوبيانسك.

وكان رئيس مجموعة “فاغنر” للمرتزقة الروس يفغيني بريغوجين أقر بصعوبة المعارك في مدينة باخموت، وقال إن الأوكرانيين حوّلوا “كل منزل إلى حصن”.

وقال بريغوجين -الذي يوصف بأنه مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي” نشرت أمس الثلاثاء؛ إن رجاله يقاتلون أحيانا “أسابيع للاستيلاء على منزل”.

وتقاتل قوات “فاغنر” في الصفوف الأمامية إلى جانب القوات الروسية التي تحاول منذ أشهر السيطرة على باخموت، ولكن من دون جدوى.

 

ومؤخرا، انتقل القتال إلى ضواحي المدينة، التي كان يسكنها نحو 80 ألفا قبل الحرب، ولكن القوات الأوكرانية قالت إنها أجبرت القوات المهاجمة على التراجع.

موقف دفاعي

قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تدافع عن نفسها في مقاطعتي زاباروجيا وخيرسون (جنوب) على وجه الخصوص. وأضافت الهيئة أن نحو 260 جنديًّا روسيًّا قتلوا وجرحوا في مناطق ميليتوبل وتوكماك وبيرديانسك في مقاطعة زاباروجيا.

وقالت إن قصف قواتها لتلك المناطق في اليوم الثاني من العام الجديد أسفر أيضا عن تدمير 10 وحدات من المعدات العسكرية ومستودعين للذخيرة ونقاط انتشار أخرى للقوات الروسية.

وأشارت هيئة الأركان إلى أن الطيران الأوكراني شن خلال الساعات الماضية 13 غارة على مواقع تمركز القوات الروسية وموقع آخر لأنظمتهم الصاروخية، إضافة إلى تدمير نقطتي تحكم، ونقطة مراقبة للطائرات من دون طيار.

وذكر مراسل الجزيرة نقلا عن الإدارة العسكرية الأوكرانية في مقاطعة زاباروجيا أن القوات الروسية واصلت خلال يوم أمس قصف البنية التحتية في 18 منطقة وبلدة من بلدات المقاطعة الجنوبية.

وقال قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني إن قوات بلاده تحتفظ بخطوط دفاعية وصفها بالموثوقة باتجاه مقاطعة زاباروجيا، وإنها تبذل جهودا حثيثة لحماية مقاطعة خيرسون من القصف الروسي المتواصل، لا سيما ما يتعلق بالسكان والبنية التحتية المدنية.

 

كما قال قائد الجيش الأوكراني إنه بحث مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي في اتصال هاتفي، احتياجات بلاده من أجل مواصلة القتال ضد روسيا، معتبرا أن زيادة قدرات الجيش الأوكراني من شأنها أن تضمن الأمن في جميع أنحاء أوروبا.

وفي شبه جزيرة القرم جنوبي أوكرانيا، أفادت مواقع أوكرانية محلية بسماع دوي انفجارات فجر اليوم الأربعاء في شبه الجزيرة، وقال حاكم سيفاستبول الذي عيّنته روسيا إنه تم إسقاط طائرتين مسيّرتين أوكرانيتين فوق البحر الأسود قبالة سواحل مدينة سيفاستوبول (كبرى مدن القرم)، مضيفا أن أصوات الانفجارات ناجمة عن عمل المضادات الجوية.

وفي مقاطعة روستوف الروسية المحاذية لمقاطعة دونيتسك الأوكرانية، قالت وسائل إعلام روسية إن الدفاعات الجوية أسقطت الليلة الماضية مسيرتين حلقتا في أجواء روستوف.

اتصالات مرتقبة

نقلت وسائل إعلام تركية عن المتحدث باسم الرئاسة أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيجري اليوم اتصالين هاتفيين مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبحث مستجدات الحرب.

وكان الرئيس الأوكراني صرح في وقت سابق بأن روسيا ستحشد كل إمكانياتها من أجل تغيير دفة الحرب وتأخير هزيمتها، وتعهد بالعمل على إفشال المخطط الروسي.

وقال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني إنه سيتضح للقوات الأوكرانية في المرحلة المقبلة أين ومتى سيستخدم الجيش الروسي قواته الاحتياطية.

وأضاف مستشار الرئيس الأوكراني أن جيش بلاده سيعمل على استنزاف تلك القوات في غضون شهرين إلى 3 أشهر.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author