موسكو: قصفنا أوكرانيا بأسلحة بالغة الدقة.. وواشنطن تقر حزمة مساعدات جديدة لكييف
تواصلت الضربات الصاروخية الروسية المكثفة على مناطق واسعة من أوكرانيا، وبينما أعلنت واشنطن عن إقرار حزمة جديدة من المساعدات لكييف بدت المواقف الغربية متناقضة بشأن ضرب أهداف عسكرية روسية.
وأكدت السلطات الأوكرانية أن العاصمة كييف ومدينة أوديسا هما الأكثر تضررا في القصف الروسي، ودعت السلطات السكان للتوجه إلى الملاجئ.
وأعلن حاكم مقاطعة كييف أوليكسي كوليبا أن المنطقة تتعرض لهجوم جديد بالطائرات المسيرة، إذ انطلقت صفارات الإنذار في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة.
جاء هذا بعد قصف روسي على المدن الأوكرانية أمس الخميس وصف بأنه من أكبر الهجمات الصاروخية منذ بدء الحرب في فبراير/شباط الماضي.
أسلحة عالية الدقة
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الروسية استهدفت أمس مواقع للقيادة الأوكرانية ومنشآت للطاقة تعمل على تشغيل مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف أن القصف حقق جميع الأهداف المرجوة.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها نفذت أمس الخميس ضربات مكثفة على مواقع التحكم العسكري الأوكراني بأسلحة عالية الدقة.
وفي تطور لاحق، أعلنت لجنة التحقيقات الروسية عن مقتل نائب رئيس قسم التحقيقات العسكرية في قصف أوكراني على دونيتسك.
تباين مواقف
سياسيا، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) ينس ستولتنبرغ إن هجمات أوكرانيا الأخيرة على أهداف عسكرية في روسيا مشروعة تماما، فيما يبدو تناقضا مع الموقف الأميركي المعلن بهذا الشأن.
وأضاف ستولتنبرغ أن “لكل دولة الحق في الدفاع عن نفسها، وكذلك أوكرانيا”، مؤكدا أن الهجمات الأوكرانية يجب أن ينظر إليها في سياقها.
وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الألمانية أن الدعم العسكري لأوكرانيا هو أسرع طريق لتحقيق السلام.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أكد في وقت سابق أن واشنطن لا تشجع أوكرانيا على تنفيذ ضربات في روسيا.
كما سبق أن شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على أنه لا يؤيد تزويد أوكرانيا بقدرات صاروخية بعيدة المدى، خشية حدوث تصعيد قد يقحم الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع روسيا.
وكانت روسيا أعلنت أمس الخميس اعتراض طائرة مسيرة أوكرانية قرب قاعدة إنغلز الجوية الروسية التي تقع بالقرب من مدينة ساراتوف على بعد 730 كيلومترا جنوب شرق موسكو.
وتعد هذه ثالث حادثة من نوعها خلال شهر واحد في محيط هذه القاعدة الروسية المعروفة بأنها تضم قاذفات إستراتيجية وأجهزة مصممة لضرب أهداف عالية الأهمية.
السيادة على القرم
وفي سياق متصل، قال أندريه يرماك مستشار الرئيس الأوكراني إن بلاده لن تقدم أي تنازلات بشأن استقلال ووحدة أراضيها وسيادتها الكاملة، بما في ذلك السيادة على شبه جزيرة القرم.
وأضاف يرماك في مقابلة تلفزيونية أن هناك تفاهما أوكرانيا مع الولايات المتحدة في مختلف القضايا.
وقال رئيس الاستخبارات في وزارة الدفاع الأوكرانية إن القتال بين الجيشين الروسي والأوكراني في ديسمبر/كانون الأول الجاري وصل إلى ما سماه طريقا مسدودا.
صاروخ بيلاروسيا
في الأثناء، أعربت الرئاسة الروسية عن قلقها الشديد إزاء حادثة سقوط الصاروخ الأوكراني في بيلاروسيا.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريحات صحفية إن قوات البلدين على اتصال دائم، ويتم التنسيق بينهما باستمرار، مما يتيح إمكانية التبادل السريع للمعلومات الأكثر حساسية.
وأضاف بيسكوف أن بيلاروسيا اتخذت عددا من الإجراءات بهذا الشأن تجاه الجانب الأوكراني.
من جهته، لم يستبعد قائد قوات الصواريخ المضادة للطائرات في وزراه الدفاع البيلاروسية كيريل كازانتسيف أن يكون حادث سقوط الصاروخ الأوكراني التابع لمنظومة “إس-300” (S-300) على أراضيها استفزازا من القوات الأوكرانية.
وأوضح كازانتسيف في تصريح صحفي أن الوزارة تدرس فرضيتين، إحداهما إطلاق غير مقصود لصاروخ موجه مضاد للطائرات بسبب سوء تدريب الطاقم، أو خلل في الصاروخ، أما الفرضية الأخرى فترجح أن ما حدث هو عمل استفزازي متعمد من طرف القوات المسلحة الأوكرانية.
مساعدات أميركية
وفي واشنطن، وقع الرئيس جو بايدن قانون الموازنة الجديد الذي يتضمن مليارات إضافية كمساعدات لأوكرانيا.
ويبلغ إجمالي الموازنة التي وافق عليها مجلسا النواب والشيوخ 1.7 تريليون دولار، وتم تخصيص 45 مليار دولار مخصصة لمساعدة أوكرانيا، منها 9 مليارات دولار للدعم العسكري.
وتتضمن الموازنة دعما أكثر بقليل لأوكرانيا من الذي طلبه الرئيس في الأساس من مجلسي النواب والشيوخ.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد توجه بكلمة حماسية للكونغرس الأميركي لطلب المزيد من الدعم لبلاده.