مع نهاية عام 2021 عُرض الموسم الأول من مسلسل “موضوع عائلي” عبر منصة “شاهد”، ورغم المنافسة المحتدمة في ذاك الوقت بينه وبين العديد من المسلسلات العربية الأصلية الأخرى، فإنه قد تربّع على عرش الدراما المفضلة. ولهذا توقّع الجمهور حدوث المثل فور الإعلان عن الشروع في عرض الموسم الجديد من المسلسل نفسه، فهل صدق حدسه؟

 

 

حفاوة جماهيرية

بالنظر إلى مُعدّل المشاهدة، يمكن القول إن الموسم الثاني من مسلسل “موضوع عائلي” حقّق النجاح نفسه، إذ يحتل حاليا المرتبة الأولى للأعمال الأعلى متابعة على “شاهد”، كذلك يحتفي الجمهور بحلقاته أسبوعيا على منصات التواصل الاجتماعي.

وقد أجمع المشاهدون على نقطتين إيجابيتين، الأولى هي الحالة الكوميدية الخاصة بالعمل، بل تزداد خصوصيتها مع كل بطل على حدة، فلكل منهم طريقته لإلقاء “الإفيه” (الطرفة) أو الإضحاك، دون أن يُشبه أحد الآخر.

 

محمد رضوان

في مقدمة النجوم، ويفصله عن الآخرين مسافة شاسعة، جاء الممثل محمد رضوان، الذي يؤدي شخصية “رمضان حريقة”، ويبدو أن تعلّق الجمهور به في الموسم الأول جعل صانعي المسلسل يُفسحون له مجالا أوسع هذه المرة، يستعرض فيه براعته وقدرته على الإضحاك.

وهو الأمر المثير للتأمل خاصة وأنه عُرف عنه الأدوار الجادة، والأكثر إدهاشا أنه يعمل بالتمثيل لمدة تجاوزت 30 عاما، قدم خلالها أكثر من 100 عمل بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات بداية من عام 1989، بالإضافة إلى فيلم “كتيبة الإعدام”.

لم ينل محمد رضوان حظه من الشهرة إلا الآن، رغم أن “موضوع عائلي” ليس بالضرورة أفضل أعماله، لكنه دون شك الأكثر كوميديا، الأمر الذي يُبشّر باحتمال حصوله على فرص أفضل وأكبر في المستقبل القريب.

 

يليه من النجوم الذين نالوا إعجاب الجمهور سماء إبراهيم، التي تؤدي دور “زينب” زوجة “رمضان”، فهي إلى جانب خفة الظل، نجحت في تحسين الأداء وتجاوز أخطاء الموسم الماضي من مبالغة وتعامل سطحي مع الشخصية.

 

أما نور اللبنانية، الدخيلة على المسلسل، حيث تلعب شخصية الطبيبة “مريم” التي اُستحدثت هذا الموسم، فهي إضافة موفّقة لفريق العمل، وجاء وجودها خفيفا ومناسبا لروح المسلسل، إذ قدمته بخفة وتلقائية ملحوظة، في حين تراجع أداء رنا رئيس، ولم يُضف طه دسوقي أي جديد لشخصيته.

الحنين للماضي

النقطة الإيجابية الثانية، التي رسّخ لها العمل، هي أهمية العائلة والأنس والتفاف الجميع على طاولة غذاء واحدة يوميا، والأهم قضاء وقت سويا بعيدا عن الشاشات ومنصات التواصل التي التهمت حياة الجيل المعاصر.

لم يخل الأمر من الإشارة إلى “أيام زمان” حيث ذكريات الرحلات العائلية والإجازات الصيفية، والبركة التي عاش في كنفها الجميع سواء في ما يخص الوقت أو المال أو حتى السعادة الصافية.

 

حالة جمعت بين الضحك والحنين، نجحت في استقطاب المشاهدين واستمالتهم للاستمرار في المتابعة، يُضاف إلى عاملي الجذب السابقين عامل ثالث، وهو تقديم حالة اجتماعية دافئة وحميمية تُشبه الكثير من بيوتنا العربية الأصيلة، بعيدا عن الجريمة والعنف اللذين صبغا غالبية الأعمال الدرامية المُقدّمة في الفترة الأخيرة.

 

كل هذه الأمور صبت في صالح المسلسل وزادت من شعبيته، خاصة أننا إذا حاولنا تقييمه دراميا سنجده متواضع المستوى أو أقل من ذلك حتى بالمقارنة بالموسم الأول، الذي بدا أكثر تماسكا ويمكن النظر له كوحدة واحدة، على عكس الموسم الثاني الذي يضم خطوطا درامية متعددة، نجح بعضها وأخفق الآخر، لكن يظل عيبها الأكثر وضوحا أنها لا تتقاطع معا ولا أهمية لها دراميا، أبرزها على سبيل المثال خط شخصية “أم ليث” التي تؤديها ياسمين وافي.

 

مسلسل مضاد للاكتئاب

“موضوع عائلي” مسلسل درامي كوميدي، عُرض منه حتى الآن 8 حلقات من أصل 12 هي عدد حلقات الموسم الثاني، من إخراج أحمد الجندي وتأليفه بالمشاركة مع كريم يوسف.

والمسلسل بطولة ماجد الكدواني ومحمد رضوان وسماء إبراهيم ومحمد شاهين ورنا رئيس وطه دسوقي، وانضمت لهم حديثا الفنانة اللبنانية نور والمصرية ياسمين وافي، أما ضيوف الشرف فمن بينهم نيللي كريم وبيومي فؤاد وأشرف زكي.

تبدأ أحداث الموسم الثاني بعد مرور عامين على نهاية الموسم الأول، حين يتقدم حسن (طه دسوقي) لخطبة سارة (رنا رئيس)، وبالتزامن مع ذلك يكتشف إبراهيم (ماجد الكدواني) إصابته بورم في المخ يتسبب له في النسيان المستمر، مما يُهدد ذكرياته ووجوده بين أسرته، ودوره في تحديد ملامح مستقبل ابنته.

المصدر : الجزيرة

About Post Author