نشر موقع “ريتم أوراسيا” (ritmeurasia) الروسي تقريرا يشرح فيه الكيفية التي تحول بها بحر البلطيق إلى سيطرة حلف الناتو، رابطا ذلك بانضمام فنلندا للحلف مؤخرا، وانضمام السويد المنتظر بعد تقديمها طلبا.
وقال التقرير الذي كتبه الباحث الروسي فلاديسلاف ماكروف إن جزر البلطيق في السويد (أولاند، وجوتلاند)، وفي الدانمارك (بورنهولم)، كانت منزوعة السلاح منذ عام 1856 عقب اتفاق توصلت إليه روسيا والقوى الأوروبية الرئيسية.
وفي عام 1946 أبرم الاتحاد السوفياتي السابق والدانمارك اتفاقية نصت على تولّي القوات الروسية تحرير بورنهولم من قبضة النازيين وإعادتها إلى الجانب الدانماركي بشرط ضمان عدم تمركز القوات الأجنبية عليها.
وبعد انضمام فنلندا مؤخرا إلى حلف الناتو بدأت هي والسويد وكذلك الدانمارك إجراءات لعسكرة هذه الجزر بحجج مختلفة، ومنها أن جزيرة بورنهولم كانت عام 1946 تحت الاحتلال السوفياتي وأن الاتفاقيات الموقعة تحت ضغط من سلطات الاحتلال ملغاة وباطلة، ومنها أيضا تفاقم الوضع في بحر البلطيق بسبب الإجراءات العسكرية الروسية.
وقال الكاتب إن الستار رُفع عن فكرة تحويل بحر البلطيق إلى بحر داخلي لحلف شمال الأطلسي في الغرب في عام 2018، ومنذ ذلك الحين، تشارك بريطانيا والدانمارك والنرويج في برنامج لتزويد أساطيلها البحرية الوطنية بنظام “إيجيس” (Aegis) للمعلومات القتالية والتحكم الأميركي.
وتشارك النرويج والدانمارك والولايات المتحدة في برنامج للمراقبة الأرضية يسمح باستخدام 5 طائرات دون طيار من طراز “آر كيو 4 غلوبال هوك” بمراقبة الأهداف الأرضية الواقعة على مسافة تبعد 16 ألف كيلومتر عن موقع الإطلاق.
وفي الوقت نفسه، كثّفت الاتصالات العسكرية بين النرويج والسويد وفنلندا. وبناء على ذلك، يرجح المعهد النرويجي للشؤون الدولية تحول التحالف الثلاثي إلى تحالف عسكري سياسي، يعطي فيه الأعضاء الإسكندنافيون أولوية لجمع المعلومات الاستخباراتية حول تصرفات روسيا في منطقة البلطيق والشمال الأقصى واعتماد إجراءات الرد المناسبة.
ورفض الكاتب زعم هلسنكي، الذي يعزو تحويل هذه الجزر إلى موطئ قدم عسكري للناتو إلى تفاقم الوضع في بحر البلطيق جراء الإجراءات الروسية، قائلا إن الواقع يثبت أن الوضع المضطرب هناك ناتج عن السياسة الهجومية لحلف شمال الأطلسي.
ونقل عن الصحفي الأميركي سيمور هيرش قوله إن النرويج المتاخمة حدودها لفنلندا والتي تحولت إلى مختبر تجسس بريطاني، تدعم السويد، وبهذه الطريقة، يشدد الناتو قبضته على المخارج المؤدية إلى الحدود الشمالية لروسيا بعد حصوله على موطئ قدم لاختراق بحر بارنتس والمنطقة القطبية الشمالية، أي القاعدة الرئيسية للأسطول الشمالي الروسي.
ونسب التقرير إلى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف قوله إن البنية التحتية العسكرية التي أنشأها الناتو في أوروبا تسمح بنقل الأفراد المدربين من قاعدة رامشتاين العسكرية الأميركية بجنوب غرب ألمانيا إلى الحدود الروسية في غضون ساعتين فقط.