ناسا تعرض صورا مبهرة غير مسبوقة للكون من تلسكوب ويب الجديد
يوم الثلاثاء 12 يوليو/تموز المقبل وفي تمام 5:40 مساء بتوقيت مكة المكرمة تبدأ وكالات ناسا الفضائية والفضاء الأوروبية والفضاء الكندية في بث مباشر عبر مواقعها، وفي مواقع التواصل، نشر أولى الصور الملونة فائقة الوضوح والدقة التي التقطها تلسكوب “جيمس ويب” الفضائي بعد 6 شهور من إطلاقه ليشاهدها سكان الأرض كافة، وقد أضيفت ساعة للعد التنازلي لإذاعة الصور على صفحة التلسكوب بموقع ناسا.
أضخم تلسكوب
تلسكوب “جيمس ويب” الذي يبعد عن الأرض 1.5 مليون كيلومتر هو أضخم تلسكوب يطلقه البشر في الفضاء وأكثرها تعقيدا وتكلفة بفاتورة تصنيع بلغت 10 مليارات دولار، وهو ثمرة التعاون المشترك بين وكالات ناسا والأوروبية والكندية.
ويأتي هذا البث المباشر بعد 6 شهور من إطلاق التليسكوب في ديسمبر/كانون الأول الماضي ليتوج جهود آلاف المهندسين ومئات العلماء و300 جامعة ومؤسسة وشركة من 29 ولاية أميركية و14 دولة حول العالم، ومن المرتقب أن يقود مرصد “جيمس ويب” العالم إلى عصر جديد من الاستكشافات الفضائية.
وتعتزم الوكالات الثلاث بث الصور الواحدة تلو الأخرى، بهدف بدء عمليات التشغيل الفعلي لأكبر وأقوى تلسكوب صنعه الإنسان على الإطلاق. ولن تكون الصور متاحة لأي جهة قبل البث المباشر، ولكي يستمتع العالم بانفراد وسبق مشاهدة الصور الفائقة الوضوح لنجوم ومجرات الكون.
وسوف يذاع البث المباشر للصور عبر تلفزيون ناسا وصفحة البث المباشر على الموقع الإلكتروني لوكالة وتطبيق ناسا لكل من أجهزة أندرويد وآبل، بالإضافة لصفحات ناسا على مواقع التواصل: فيسبوك وتويتر ويوتيوب وتويتش وديلي موشن.
اليوم التالي لإذاعة الصور الأولى، أي الأربعاء 13 يوليو/تموز المقبل، سيجيب خبراء ناسا على أسئلة الجمهور حول الصور الأولى في بث مباشر لبرنامج ناسا ساينس لايف وكذلك على يوتيوب وفيسبوك وتويتر.
يقول إريك سميث، العالم في برنامج تلسكوب “جيمس ويب” في مقر وكالة ناسا “يشير بث هذه الصور التجريبية بالألوان الكاملة إلى انتهاء المرحلة التحضيرية للتلسكوب وبدء جاهزيته لتنفيذ المهام العلمية. ستقدم هذه الصور لحظة فريدة للإنسانية لمشاهدة آفاق الكون كما لم تشاهده من قبل، كما ستتوج عقودا طويلة من المثابرة والابتكار والأحلام، وهي ليست نهاية المطاف، بل البداية لرحلة رائعة من استكشاف الكون.
تفاصيل الصور الأولى
لم تكشف ناسا عن موضوع أو تفاصيل الصور الأولى الملونة التي سيتم بثها، لكنها قالت إن اختيار هذه الصور كان مشروعا عكف عليه فريق من الباحثين لأكثر من 5 سنوات. وبحسب عالم فلك آخر بمشروع تلسكوب “جيمس ويب” وهو كلاوس بونتوبيدان، فإن أهداف ناسا من الصور الأولى هي استعراض أدوات التلسكوب فائقة التطور، وتقديم مؤشرات أو نماذج للإنجازات العلمية المتوقعة منه. وقال إنه ليس هناك شك في أن وكالة ناسا ستقدم صورا مبهرة تخلب عقول وقلوب علماء الفلك أنفسهم قبل الجماهير العامة.
ورغم أن هناك صورا متوقعة يأمل الجميع رؤيتها، كما يقول جوزيف دي باسكال مطور المواد البصرية العلمية بمعهد علوم التلسكوبات الفضائية المسؤول عن تشغيل تلسكوبي “هابل” و”جيمس ويب” فإنه في ضوء اللحظة الفريدة المتمثلة في إطلاق تلسكوب جديد مزود بقدرة فائقة على رصد ومضات المجرات بالأشعة تحت الحمراء بدقة فائقة، ستقدم ناسا بالتأكيد مفاجآت غير متوقعة.
جدير بالذكر أن ناسا كانت قد نشرت في مارس/آذار الماضي بعض الصور التي التقطها تلسكوب “جيمس ويب” لبعض الأهداف في الكون لتبين الإمكانيات الفائقة لكاميرات التلسكوب المتطور مقارنة بصور الأهداف نفسها من تلسكوبي “هابل” و”سبيتزر” الفضائيين.
وبعد نشر الصور الأولى في 12 يوليو/تموز القادم سيدخل تلسكوب “جيمس ويب” مرحلة التشغيل الرسمي، وسينتقل إلى إجراء عمليات الرصد الفلكية ضمن هدفه الأساسي وهو النظر إلى أقدم نقطة ممكنة في تاريخ الكون.