فلسطينيون يغادرون بيت حانون شمال قطاع غزة للوصول إلى إسرائيل عبر معبر إيريز بعد إعادة فتحه في 26 أبريل/نيسان 2022 (الفرنسية)

فلسطينيون يغادرون بيت حانون شمال قطاع غزة للوصول إلى إسرائيل عبر معبر إيريز بعد إعادة فتحه في 26 أبريل/نيسان 2022 (الفرنسية)

بعد جولة محاضرات في المملكة المتحدة، يشارك عصام عدوان -صحفي وناشط حقوقي فلسطيني من غزة- روايته عن نشأته المنعزلة وغير المعروفة في المدينة، حيث الجرأة على السفر هي معركة من أجل الأمل. ومن خلال هذه السطور يقول عدوان إن مغادرة قطاع غزة للمرة الثانية في حياته جعله يشعر مرة أخرى بأنه غريب عن العالم الخارجي.

ويحكي في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” (Middle East Eye) البريطاني أن الحروب والموت هما الشيئان الوحيدان اللذان يعرفهما معظم الناس عن حياته. ومع ذلك فإن تجربته في غزة عوّدته على تجاهل معاناته وإعطاء الأولوية لسرد قصص الآخرين على قصصه.

 

وطوال 3 سنوات بصفته مديرا مشاركا لمشروع “لسنا أرقاما” (We Are Not Numbers)، الذي أطلقه “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” (Euro-Med Human Rights Monitor ) في عام 2015، جمع قصص أولئك الأشخاص أصحاب تلك الأرقام في الأخبار، حيث يؤكد المشروع أن الفلسطينيين هم بالفعل أناس وليسوا أرقاما.

وفي حين أن هذا الأمر قد يبدو كأنه نقطة واضحة، إلا أنه كان من الصعب نقله إلى الجماهير الغربية. ومع وضع ذلك في الاعتبار تشارك هو وفريقه حلمهم في جلب أصوات حقيقية من غزة للقيام بجولة في بريطانيا مع شريكهم “أموس ترست” (Amos Trust)، وهي منظمة حقوقية مقرها هناك.

وأشار عدوان إلى أن هذا الحلم بدا مستحيلا بسبب الحصار المفروض على غزة منذ 16 عاما. وأضاف أنه كان يأمل من جولة محاضراته تذكير المجتمعات البريطانية بأن النساء في غزة أكثر عرضة 3 مرات للوفاة بسرطان الثدي من نظرائهن البريطانيات.

وقصته شخصيّة، إلا أنها قصة كل فلسطيني يحاول السفر خارج غزة، حيث تعني القتال من أجل الأمل. وإذا أخفقت المحاولة يتحول الأمر إلى كابوس من الاكتئاب والقلق لفترات طويلة مع تذكير العالم لهم بأنهم أقل من البشر. وعندما طرحت فكرة جولة بريطانيا مرة أخرى لم تعد لديه قوة لخوض هذه المعركة.

 

فقد علم قبل أسابيع قليلة بـ “الحظر الأمني” الذي فرضته السلطات الإسرائيلية على السفر إلى بلده. وقيل له أن يأمل أن يكون مجرد حظر روتيني لمدة 6 أشهر، وهو حظر يواجهه جميع الفلسطينيين من غزة في محاولتهم الأولى للسفر إلى أجزاء أخرى من فلسطين. وتساءل عدوان “لماذا يجب على الفلسطيني تقديم طلب للحصول على تصريح لزيارة فلسطين؟

ومع ذلك قدم طلبا، مع اثنتين من زميلاته، لتمثيل “مشروع لسنا أرقاما” في جولة بالمملكة المتحدة. وبعد 3 أسابيع من الانتظار وموجات من الأمل والقلق تلقى كلمة من إحدى الزميلتين بأن الحكومة البريطانية رفضت تأشيرتهما، وهو رفض معتاد بالنسبة لهم مع الأسف. لكن صدمتهم كانت عندما اكتشفوا أن سبب الرفض هو أن الزميلتين “عازبات”، وبسبب وضعهما لا يمكنهما تقديم “أي ضمانات” للحكومة البريطانية بالعودة إلى غزة.

وبالنسبة له، لم يتلق أي خطاب بالرفض أو الموافقة، ولم يكن لديه أي توقعات أو أمل لأنه كان يشعر بالاكتئاب بالفعل من منعه من دخول بيت لحم. وكان يخشى أن يؤدي رفض آخر إلى انخفاض معنوياته، لذلك لم يضع أي خطط لحضور الجولة. وختم عدوان مقاله بما يقوله دائما “لفهم معاناة الشعب الفلسطيني، يجب أن تراه كشعب أولا”.

المصدر : ميدل إيست آي

About Post Author