رغم مرور أكثر من 10 أشهر منذ بداية الحرب في أوكرانيا لا يبدو أن نهايتها ستكون قريبة (رويترز)

رغم مرور أكثر من 10 أشهر منذ بداية الحرب في أوكرانيا لا يبدو أن نهايتها ستكون قريبة (رويترز)

نشرت مجلة نيوزويك (Newsweek) الأميركية قوائم بالمطالب التي قدمتها كل من روسيا وأوكرانيا لإنهاء الحرب الدائرة بينهما منذ 10 شهور.

وذكرت المجلة في تقرير أن البلدين ناقشا في الآونة الأخيرة كيفية الدخول في مفاوضات سلام بشأن الصراع المحتدم بينهما.

 

فقد أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد الماضي -في مقابلة مع محطة تلفزيونية روسية حكومية- استعداده للتفاوض “بشأن بعض النتائج المقبولة مع جميع المشاركين في هذه العملية”. وأضاف “لسنا نحن من نرفض المحادثات، إنهم هم” من يرفضون ذلك.

من جانبه، تحدث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الاثنين الماضي مع وكالة أسوشيتد برس عن الآمال في عقد “قمة سلام” في فبراير/شباط القادم، بهدف إنهاء الهجمات الروسية المستمرة على بلاده. وقال “كل حرب تنتهي بطريقة دبلوماسية، وكل الحروب تنتهي نتيجة الإجراءات المتخذة في ساحة المعركة وعلى طاولة المفاوضات”.

غير أن المجلة الأميركية ترى أن احتمال انتهاء الحرب لا يبدو قريبا على أية حال، بالنظر إلى تصريحات بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن الشروط اللازمة لقبول اتفاق سلام.

واستعرضت المجلة في تقريرها مطالب كلا البلدين على هذا النحو:

 

المطالب الروسية

تناول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الثلاثاء بمزيد من التفصيل الشروط التي تراها بلاده ضرورية للسلام، قائلا إن أوكرانيا يجب أن تستسلم وإلا فإن الحرب ستستمر.

اجتثاث النازية ونزع السلاح

وكرر لافروف -في حديثه مع وكالة الأنباء الحكومية (تاس)- الادعاء الذي ظلت روسيا تردده منذ بداية غزوها أوكرانيا بأن أحد الأسباب الجوهرية لحربها هو التصدي لانتشار النازية الجديدة في أوكرانيا.

وتطرق مرة أخرى إلى ما وصفته نيوزويك بالشروط الغامضة المتمثلة في “اجتثاث النازية ونزع السلاح”.

التخلي عن الأراضي التي ضمتها روسيا

لعل شرط روسيا الرئيسي لإقرار السلام هو الاحتفاظ بسيطرتها على 4 مناطق في شرق أوكرانيا، هي: خيرسون وزاباروجيا ودونيتسك ولوغانسك، التي كان بوتين ضمها رسميا في سبتمبر/أيلول الماضي.

 

المطالب الأوكرانية

في حديثه مع وكالة أسوشيتد برس حول احتمال عقد قمة للسلام، اقترح وزير الخارجية الأوكراني أن يتوسط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الإجراءات المتعلقة بانعقادها.

 

لكنه اشترط لدعوة روسيا لحضور القمة أن تخضع للمحاكمة على جرائم الحرب التي يزعم أن موسكو ارتكبتها في بلاده، وذلك في محكمة دولية، وهو شرط يجعل من الصعوبة بمكان مشاركة الكرملين في أي قمة من هذا القبيل.

سحب كامل القوات الروسية من أوكرانيا

دعا الرئيس الأوكراني نظيره الروسي لسحب قوات بلاده من أوكرانيا كشرط أساسي للسلام، وقال مخاطبا قادة مجموعة الدول السبع في وقت سابق من هذا الشهر إن السلام سيبدأ عندما يسحب بوتين قواته من أوكرانيا.

ورد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف على ذلك بالقول إن شروط زيلينسكي لن تؤدي إلا إلى “استمرار العمليات القتالية”.

وقال لورنس ريردون أستاذ العلوم السياسية بجامعة نيو هامبشاير -في تصريح لمجلة نيوزويك- إن زيلينسكي ظل يسعى للحصول على مزيد من الدعم المادي والمعنوي من حلف الناتو “لتحقيق هدف أوكرانيا المتمثل في طرد جميع المحتلين الروس من الأراضي الأوكرانية”.

معاقبة روسيا

لطالما دعا الرئيس الأوكراني في العديد من المناسبات إلى ضرورة أن تتعرض روسيا إلى شكل من أشكال الجزاءات بسبب الحرب، عبر فرض مزيد من العقوبات مع تجريد الأمم المتحدة موسكو من العضوية الدائمة في مجلس الأمن.

 

أمن أوكرانيا

وتحدث زيلينسكي أيضا عن توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا كشرط للسلام، وضرورة أن تتضافر الجهود الدولية لمنع روسيا من شن عدوان مسلح على بلاده في المستقبل.

لا تنازل عن الأراضي

قد تكون مطالب الرئيس الأوكراني المتكررة لاستعادة وحدة أراضي بلاده أكبر نقطة شائكة في أي مفاوضات. وبينما يريد بوتين الاحتفاظ بالمناطق التي ضمها، يصر زيلينسكي على أن تظل تلك الأراضي جزءا من أوكرانيا.

وقال مارك كاتز أستاذ الحكومة والسياسة في جامعة جورج ميسون -لمجلة نيوزويك- إنه من غير المرجح أن يوافق بوتين على شروط زيلينسكي.

وأعرب عن اعتقاده أن بوتين غير مستعد لسحب قواته أو التخلي عن ضم الأراضي الأوكرانية “حتى لو خسرها أو لم يكسبها أبدا”. وزعم كاتز أن هدف بوتين الرئيسي في قوله إنه مستعد للتفاوض هو حمل الولايات المتحدة وحلف الناتو على تقليص أو وقف مساعداتهما لأوكرانيا، “وفي هذه المرحلة يأمل الحفاظ على الأراضي التي طالب بها بالفعل على الأقل”.

وأوردت نيوزويك -نقلا عن صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية- أن زيلينسكي تخلى على ما يبدو عن مطلب واحد على الأقل وهو “عزل بوتين من منصبه قبل عقد مفاوضات سلام”.

 
المصدر : نيوزويك

About Post Author