يقول تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” (Haaretz) الإسرائيلية إنه في حين أن خطط حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقليص سلطات المحكمة العليا بشكل كبير قد أرسلت مئات الآلاف إلى الشوارع، فإن إسرائيليين آخرين يحذرون من تهديد أكبر؛ وهو جهود الحكومة لإعادة تعريف “اليهودي”.
ونقل التقرير عن بعض قادة المجتمع توضيحهم أن جهود الحكومة الحالية “المتشددة دينيا” لتشديد قانون الهجرة إلى إسرائيل سيجعل من الصعب على العديد من اليهود الناطقين بالروسية الهجرة إليها.
وأشار التقرير إلى أن النائب الصهيوني المتدين سيمشا روثمان، وهو شخصية بارزة في الحكومة الجديدة قد شدد على الحاجة إلى تعديل تشريع أساسي، حدد منذ عام 1950 الأهلية للحصول على الجنسية الإسرائيلية.
وأوضح التقرير أن تعديل قانون العودة كان مطلبا متكررا من قبل شركاء الائتلاف الحكومي الحالي. إنهم مهتمون تحديدا بإلغاء تعديل 1970 الذي يسمح لشخص لديه جد يهودي واحد على الأقل بالحصول على الجنسية الإسرائيلية، وهذا هو ما يسمى بشرط الجد.
وأشار التقرير إلى أن المهاجرين اليهود من روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، غالبا ما استخدموا هذا البند منذ أن صنف الاتحاد السوفياتي آنذاك مواطنيه على أنهم يهود إذا كان الأب يهوديا -وهو تعريف مقبول أيضا من قبل العديد من مجتمعات الإصلاح والمحافظة في أميركا الشمالية- ومع ذلك، يُنظر إلى الناس على أنهم يهود شرعيون إذا كانت الأم يهودية. ولذلك فإن رغبة الحكومة في تغيير التعريف إلى الشريعة اليهودية يمثل مصدر قلق كبير للمهاجرين من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا.
ونقل التقرير عن الحاخام السفاردي الأكبر يتسحاق يوسف قوله في عام 2020 “إن عشرات الآلاف من غير اليهود يأتون إلى إسرائيل من دول الاتحاد السوفياتي السابق. هناك الكثير والكثير من الأغراب هنا، بعضهم شيوعيون، معادون للدين أو كارهون للدين. إنهم ليسوا يهودا على الإطلاق.. ويصوتون للأحزاب التي تحرض على الحريديم (الأصوليين) والدين، إن إسرائيل تجلبهم لكيلا يتم انتخاب الكثير من الحريديم عند إجراء الانتخابات”.
وتحذر أليكس ريف مؤسسة “جمعية 100 مليون لوبي” التي تمثل مصالح 1.5 مليون ناطق بالروسية في إسرائيل من أن تغيير قانون العودة سيكون له عواقب وخيمة على 400 ألف مواطن إسرائيلي ناطق بالروسية لا يُعتبرون، من قبل الشريعة اليهودية، يهودا، مضيفة أن الأمر بالنسبة لهم أشبه بالقول “أنتم لا تنتمون إلى هنا. أنتم غير مرغوب فيكم هنا. البند الذي أتى بكم إلى هنا قد ألغيناه. لقد كان خطأ مؤقتا”.
وأشار التقرير إلى أنه في حين أن حكومة نتنياهو لم تغير هذا البند بعد، لكن يبدو بالفعل أنها تجعل من الصعب على اليهود الناطقين بالروسية الهجرة. ففي الشهر الماضي، على سبيل المثال، ألغت الحكومة عملية الهجرة السريعة للمهاجرين من روسيا وبيلاروسيا، الأمر الذي سيؤدي إلى إجبار المهاجرين من هذه الدول على قضاء أشهر في إسرائيل بدون وضع قانوني، في انتظار الموافقة على طلباتهم.