في مقال نشره موقع ناشونال إنترست الأميركي، ورد أنه مع دخول حرب أوكرانيا عامها الثاني اليوم، تواجه الدول الأعضاء في حلف الناتو وسكانها خلافات حول المدى الذي ينبغي عليهم فيه المخاطرة وتقديم التضحيات لتحقيق التحرير الكامل للأراضي الأوكرانية.
حاول المقال، الذي كتبه جيورجيو كافيرو المدير التنفيذي لمركز غلف إستيت أناليتيكس بواشنطن (GSA)، وأليسا بافيا المديرة المشاركة لبرنامج شمال أفريقيا في مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي الأميركي، الإجابة على السؤال: هل تدوم وحدة الناتو ضد روسيا؟
ونسب الكاتبان إلى باولا دوبريانسكي الدبلوماسية الأميركية السابقة وخبيرة الأمن القومي قولها إنه بعد عام واحد من الهجوم الروسي على أوكرانيا يبقى الناتو متحدا بشأن عدد من القضايا الرئيسية، وهناك إجماع أساسي بين الأعضاء حول خطورة التهديد الصادر من موسكو، بالإضافة إلى الاعتقاد بأنه إذا لم تنتصر أوكرانيا بشكل حاسم، فإن الأمن الأوروبي والعالمي سيتضرر بشكل كبير.
وقال الكاتبان إن الناتو أظهر بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا عزما على الوصول إلى أعلى المستويات من التماسك في فترة ما بعد الحرب الباردة. وقد تجلى ذلك في تلبية الحلف معظم مطالب كييف من الأسلحة، وفي العقوبات غير المسبوقة ضد روسيا، وفي التغيير الكبير لسياسة الدفاع والطاقة في ألمانيا، وانفصال إيطاليا عن روسيا، وتسليم تركيا مسيرات إلى أوكرانيا.
ومع ذلك، يقول الكاتبان، فإن وحدة الناتو ليست محكمة الإغلاق. فالمجر، على سبيل المثال، اتُهمت بعرقلة وحدة التحالف لخدمة مصالحها بالحفاظ على علاقات ثنائية إيجابية مع روسيا. وقرار تركيا بعدم فرض عقوبات على موسكو مع زيادة تجارتها الثنائية بشكل كبير معها يوضح أن أعضاء الناتو ليسوا جميعهم على قلب رجل واحد مع أوكرانيا.
ثم هناك الجدل حول انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، الأمر الذي أثار توترا كبيرا بين أنقرة ومختلف العواصم الغربية.
وأوضح الكاتبان أن النشطاء في أميركا وبريطانيا وجمهورية التشيك ودول أخرى بالحلف قاموا بمظاهرات واسعة تدعو إلى وقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، خشية إثارة حرب نووية.
ونقل جيورجيو وأليسا عن أناتول ليفين مدير برنامج أوراسيا في معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول، أن احتمالات استمرار وحدة الناتو ضد العدوان الروسي ستعتمد على 4 عوامل: حالة الاقتصاد الأوروبي، مخاطر التصعيد إلى حرب نووية، احتمال فقدان الثقة بالنصر الأوكراني في نهاية المطاف، وإذا عرضت روسيا نفسها وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن أيا من هذه الأمور أو كلها يمكن أن يزيد الضغط من أجل التوصل إلى تسوية سلمية.
وقالا إن السياسة الداخلية للولايات المتحدة قد تحدد في النهاية وحدة الناتو. ونسبا إلى أندرو أ. ميتشتا عميد كلية الدراسات الدولية والأمنية في مركز جورج سي مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية قوله “إذا قطعت الولايات المتحدة مساعداتها عن أوكرانيا، فإن كييف لن تستطيع الدفاع عن نفسها ضد روسيا لفترة طويلة، بغض النظر عما سيفعله أعضاء الناتو الأوروبيون وغيرهم من مؤيدي أوكرانيا، وإذا فاز الجمهوريون -وخاصة دونالد ترامب- في انتخابات 2024 الرئاسية، فقد يؤدي ذلك إلى إضعاف الروابط عبر المحيط الأطلسي والمزيد من العمل المستقل من قبل فرنسا وألمانيا.
وأضاف أن تردد ألمانيا وإيطاليا في دعم أوكرانيا قد يكون في بعض الأحيان ضارا جدا بوحدة الناتو إذا احتدم الصراع في أوكرانيا وتحوّل لحرب استنزاف طويلة، خاصة أن روسيا لديها تاريخ طويل وناجح في التدخل في الشؤون الداخلية وفي انتخابات الدول التي ترغب في رؤيتها في دائرة نفوذها.
وختم الكاتبان مقالهما بالقول إن احتمالات حفاظ الناتو على وحدته الشاملة ضد روسيا مع احتدام الصراع الأوكراني عالية، ومع ذلك، فإن الانقسامات داخل التحالف عبر الأطلسي واضحة، ومن غير المرجح أن يقوم الأعضاء الثلاثين بحل كل خلاف بينهم حول حرب أوكرانيا، ومع استمرار الحرب في عامها الثاني، ستعطي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأولوية للجهود الرامية إلى منع الدول الأعضاء من التراخي والعمل معهم للحفاظ على دعم قوي لأوكرانيا.