تحاول بعض الشركات ومواقع الويب التأثير على قرار المستهلك من خلال الحيل النفسية أو عناصر التصميم، التي يتم التلاعب بها أو تزييفها فيما يعرف بالأنماط المظلمة (Dark Patterns).

وأوضحت مستشارة القوانين الرقمية وقانون المستهلك جينيفر كايزر أن الأنماط المظلمة هي عناصر تصميم المنتج التي تم إنشاؤها لجعل المستخدم يقوم بأشياء لا يرغب فيها، وغالبا تكون إجراءات تفيد الشركة وليس المستخدم، فمثلا قد يتم الترويج لكتاب إلكتروني يحتوي على نصائح حول الأنظمة الغذائية أو تربية الحيوانات الأليفة نظير دولار أميركي واحد، بالإضافة إلى تكاليف الشحن، ولكن بعد شراء هذا الكتاب يتفاجأ المستخدم بوجود خطأ في الفاتورة.

 

فخ الاشتراكات المدفوعة

وأضافت المتخصصة الألمانية في حماية المستهلك أن هذا الخطأ يرجع إلى إدراج الاشتراك الشهري في الفاتورة، وهو اشتراك لم يرغب فيه المستخدم على الإطلاق، ولكن تم تنفيذه دون علمه أثناء شرائه الكتاب الإلكتروني، وفي مثل هذه الحالات يقع المستخدم في فخ الاشتراكات المدفوعة عن طريق البنود المطبوعة بحروف صغيرة على الموقع الإلكتروني، والتي تكون مخفية بين المساحات الكبيرة والأسطح والأزرار الملونة، التي تعمل على تشتيت انتباه المستخدم.

وأردفت كايزر “لقد بدأت الأنماط المظلمة مع لافتات ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز)، إذ اشتكى المستخدمون كثيرا من النوافذ المتطفلة والمربكة، التي تتطلب ضبط إعدادات الخصوصية عند زيارة موقع إنترنت جديد”.

 

ومن جانبه أوضح محامي تكنولوجيا المعلومات وحماية البيانات بيتر هينس أن “نصف اللافتات الخاصة بملفات تعريف الارتباط تحتوي على أنماط مظلمة”.

حيل وألاعيب

ويعتمد مشغلو مواقع الإنترنت على حيل وألاعيب معينة لدفع العملاء إلى تصرفات معينة، ومنها على سبيل المثال اللافتات الخاصة بملفات تعريف الارتباط. وأوضح البروفيسور فرانك كاراجل، من جامعة أولم الألمانية، أنه “يتم وضع البديل الأكثر مناسبة للخصوصية وحماية البيانات على الهوامش أو في مكان لا يمكن رؤيته بسهولة”.

وإذا رغب المستخدم في عدم مشاركة بيانات الاستخدام الخاصة به أثناء تصفح الويب على أحد المواقع، فإنه يتعين عليه تصفح الكثير من خانات الاختيار والصفحات الفرعية، لكي يتم تحديد جميع الخيارات يدويا.

التسوق الالكتروني يزدهر في زمن الكورونا بمصر- مواقع التواصل
من الحيل الشائعة ظهور منتج لم يختره المستخدم في عربة التسوق قبل عملية الدفع مباشرة (مواقع التواصل الاجتماعي)

 

 

وغالبا ما تدفع الإجراءات الكثيرة المستخدم إلى قبول جميع ملفات تعريف الارتباط المزعجة، علاوة على أنه تم تصميم اللافتات الخاصة بملفات تعريف الارتباط بحيث يضطر المستخدم إلى الموافقة عليها بشكل تلقائي، فإذا رغب المستخدم في الوصول إلى موقع ويب معين بسرعة، فمن المرجح أنه سيقوم بالنقر على الخيار المحدد مسبقا في مربع الحوار، حتى لا يتم إيقاف المستخدم أثناء عملية التصفح.

ومن الحيل الشائعة أيضا ظهور أحد المنتجات، التي لم يخترها المستخدم، فجأة في عربة التسوق قبل الدفع مباشرة، أو تحديد خيارات معينة مثل الحصول على تأمين السفر عند حجز رحلة طيران، والتي تكون محددة مسبقا.

ومن ضمن الأمثلة الأخرى على الأنماط المظلمة قيام الشركات والتجار بإخفاء معلومات الاتصال بخدمة العملاء، أو ذكر المعلومات الخاصة بإلغاء عمليات الشراء في مواضع غير واضحة في القوائم.

وأضافت البروفيسورة كاراجل “في بعض الأحيان يكون هناك إلحاح على المستخدم مثلا من خلال ظهور العد التنازلي أو الإشارة إلى وجود غرفة واحدة شاغرة على بوابة حجز الفنادق مثلا، والتي تكون مكتوبة باللون الأحمر (متبقي غرفة واحدة فقط)”. كما قد يشعر المستخدم بالذنب عند ظهور رسائل مثل “إذا لم يتم استكمال ملء جميع البيانات قد لا تظهر خدمتنا أفضل نتيجة ممكنة”.

 

وأوضحت كايزر أن المشكلة تكمن في أن هذه الممارسات تعتبر قانونية، فإذا أشارت بوابة حجز رحلات الطيران إلى وجود عدد قليل فقط من الرحلات الجوية أو عدد محدود للغاية من العروض، فإن ذلك يعتبر من “الوسائل التسويقية” ومسموحا به من الناحية القانونية، ولم يتدخل المشرعون إلا على نطاق محدود للغاية في هذا الأمر.

سبل الحماية

ولكي يتمكن المستخدم من حماية نفسه من الأنماط المظلمة وعدم الوقوع في فخ هذه الحيل، فإنه يتعين عليه البحث عن هذه الأنماط المظلمة عن طريق محركات البحث، التي يمكن التعرف عليها من خلال مجموعات الويب ودراسات الحالة ومراكز حماية المستهلك.

وشدد الخبراء الألمان على ضرورة توخي الحرص والحذر في المقام الأول عند النقر على الأزرار الظاهرة بسرعة، والتحقق من صياغة النصوص، التي تظهر عند شراء المنتجات عبر الإنترنت والتأكد من المبلغ المطلوب دفعه قبل شراء المنتجات.

المصدر : الألمانية

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *