أعربت أغلبية واسعة من كبار الخبراء والأكاديميين -ذوي الصلة بالصراع الصيني الأميركي بشأن تايوان- عن عدم موافقتهم على تعهد أميركا علنا ورسميا باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن تايوان إذا غزتها الصين.

أظهر ذلك استطلاع رأي -أجرته مجلة “فورين أفيرز” (Foreign Affairs) الأميركية- بشأن إذا ما كان على أميركا أن تتبنى علنا، كسياسة رسمية، تعهدا باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن تايوان وجميع الأراضي الواقعة تحت سيطرتها المباشرة، في حال حدوث غزو صيني.

 

ونظمت المجلة الاستطلاع لاستكمال ما قالت إنها مقالات نشرتها مؤخرا عن التهديد بغزو صيني لتايوان، وسياسة الولايات المتحدة بشأن الجزيرة، وخطر نشوب صراع أميركي صيني على مضيق تايوان.

وقالت المجلة -في تقرير لها- إنها طلبت من مجموعة واسعة من الخبراء، تتألف من 54 من كبار الأكاديميين والمتخصصين من ذوي الصلة بالموضوع، الإدلاء بآرائهم والإجابة على وجه التحديد إذا كانوا يوافقون أو لا يوافقون على التعهد المذكور.

وأجاب 39 من المستطلعة آراؤهم بعدم الموافقة، بينما أجاب 8 فقط بالموافقة، في حين التزم 7 منهم الحياد.

 

الآراء المتباينة

يقول أحد المعارضين إن ما تم تجاهله مؤخرا في المناقشات هو أن السياسة الأميركية في الغموض الإستراتيجي مبنية على الردع المزدوج لكل من الصين وتايوان، حيث تعمل أميركا قوة معتدلة بين الصين والتايوانيين الساعين لتجاوز الاستقلال الفعلي إلى الاستقلال بحكم القانون.

 

في حين يقول أحد الموافقين من غير المرجح أن يستمر الغموض الإستراتيجي في ردع الصين -متزايدة القدرة والجرأة- عن مهاجمة تايوان. وبعد أن دفع الرئيس الصيني شي جين بينغ ثمنا زهيدا لعسكرة بحر جنوب الصين وسحق الديمقراطية في هونغ كونغ، ربما يكون قد خلص إلى أنه إذا كان سيهاجم تايوان، فسيكون هناك رد ضعيف مماثل.

وقال أحد المحايدين يجب على الولايات المتحدة أن توضح بشكل فعال أنها ستدافع عن تايوان ولكن ليس بشكل علني، ومن مصلحة أميركا أن تدافع عن تايوان، ومع ذلك، “فإن التحدي الرئيسي لهذه المصلحة هو إذا ما كان بإمكاننا القيام بذلك بمستوى معقول من التكلفة والمخاطر. من المحتمل بالفعل أن تقدر الصين أننا سنأتي للدفاع عن تايوان. والسؤال الآن هو إذا ما كان بإمكاننا، بجهود تايوان الخاصة، القيام بذلك بشكل فعال. يجب أن نركز أكثر على شحذ العصا، وبدرجة أقل على الحديث عنها”.

المصدر : فورين أفيرز

About Post Author