واجهت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة الرئاسية بانتخابات 2016، هجوما لاذعا بسبب موقفها المؤيد لإسرائيل في حربها على قطاع غزة منذ نحو 5 أشهر.
وأظهر مقطع فيديو -بثه نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي- تعرض كلينتون للمقاطعة نحو 7 مرات خلال حديثها في مؤتمر نظمته مؤسسة “السينما من أجل السلام” في العاصمة الألمانية برلين أول أمس الاثنين.
وخلال إحدى جلسات المؤتمر، وجه منظم الندوة سؤالا إلى كلينتون: “هل أنتِ غير مصدومة من أعداد الضحايا العالية في غزة؟”، فأجابت هيلاري: “بالطبع، أنا غير مصدومة، لأن هذا ما يحدث في الحروب. لكنني مضطربة من هذا الرقم العالي، وإسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها، لكن يجب أيضا أن نتوقع أن إسرائيل ستفعل أي شيء”.
وهنا، قاطعتها إحدى الحاضرات قائلة إن “إسرائيل لا تدافع عن نفسها، بل إنها الإبادة الجماعية التي تمولونها، ومن ثم تتحدثون عن حقوق المرأة؟ هل أنتِ جادة؟ عن أي حقوق للمرأة تتحدثين؟ هناك إبادة جماعية ترتكب من قبل الولايات المتحدة الأميركية، والحكومة التي تقفين في صفها”.
وواصلت السيدة نقدها اللاذع لكلينتون، “الآن تتحدثين عن السينما من أجل السلام، نحن نشاهد سينما الإبادة الجماعية، يجب أن تخجلي من نفسك! أنتِ لستِ امرأة! أنتِ لستِ إنسانة! اخجلي من نفسك! فلسطين حرة! لديكِ دماء على يديك!”.
وفي أثناء اصطحاب الحرس للسيدة إلى خارج القاعة، ارتفع صوت أحد الحاضرين مهاجما كلينتون قائلا، “أنت مسؤولة عن قتل مئات الباكستانيين، أنت دعمت الحروب في أفغانستان وفي العراق وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
وتابع، “أنت مجرمة حرب، أنت منافقة، عار عليكِ، عار عليكم جميعا بسبب أعداد الموتى، هل أعدادهم تكون قليلة كونهم في الشرق. الحرية لفلسطين. أوقفوا إطلاق النار الآن”.
وأكملت كلينتون حديثها قائلة إن “الخسارة الأعظم في الأرواح للشعب اليهودي منذ الهولوكوست”، فقام شخص ثالث وهاجمها قائلا، “كيف تجرئين على الحديث عن حقوق الإنسان، بينما يُقتل الفلسطينيون، كل ما تهتمين به هو حقوق الهيمنة، عار عليك، عار عليك، الحرية لفلسطين”.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هجوما عنيفا بسبب موقفها من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو 5 أشهر.
ففي 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تعرضت لمضايقات وهتافات من مجموعة من الطلاب المتظاهرين المعارضين للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أثناء مغادرتها جامعة كولومبيا في نيويورك.
ووفقا لصحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية، فإن كلينتون التي تدرّس في الجامعة قوبلت بهتافات “عار عليك، عار عليك” خلال مغادرتها أحد المباني، وأظهرت لقطات للطلاب وهم يجلسون أمام لافتة كبيرة تقول “يدا كولومبيا ملطختان بالدماء”، وبينما كانت تمر إلى جوارهم، صرخوا “أنت تدعمين الإبادة الجماعية”.
وأظهرت اللقطات -أيضا- عشرات الطلاب يوجهون الهتافات للمرشحة الرئاسية في انتخابات عام 2016، بينما كانت محاطة بعديد من الأشخاص وتسير في الممر.
وقبلها بأيام احتج طلاب من الجامعة خلال محاضرة كانت تلقيها كلينتون عن مشاركة المرأة في عمليات السلام، حيث وقف نحو 30 طالبا، وجمعوا أجهزة الحاسوب وحقائب الظهر الخاصة بهم، وانضموا إلى عشرات المتظاهرين الآخرين الذين تجمعوا في بهو مبنى الجامعة، احتجاجا على الموقف الأميركي من الحرب في غزة.