نشرت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) الأميركية تقريرا تناول إعاقة نظام الرئيس بشار الأسد دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير/شباط الجاري.

وأبرز تقرير الصحيفة أنه في حين تركز الجهات المعنية على الوضع الإنساني الكارثي جراء الزلزال، فإن نظام الأسد يضغط من أجل تحقيق مصالحه الضيقة.

 

وقال محرر الشؤون الخارجية “بواشنطن بوست” إسهان ثارور -الذي أعد التقرير- إن نظام الأسد يستخدم الكارثة التي خلفها الزلزال للمطالبة برفع العقوبات التي يفرضها الغرب على دمشق، مشيرا إلى أن تلك العقوبات تعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

وأشار إلى أن جهات سورية معارضة للنظام تشكك في هذا الادعاء، وتؤكد أن الاستثناءات الرامية إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية كانت سارية منذ مدة طويلة. كما تؤكد تلك الجهات أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ضمنت -منذ وقوع الزلزال- عدم إعاقة جميع المعاملات المالية السورية المتعلقة بأعمال الإغاثة الإنسانية التي قد تسبب العقوبات عرقلتها، وذلك لمدة 180 يومًا.

ونقلت واشنطن بوست عن مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “تشاتام هاوس” لينا الخطيب قولها إن الأسد يحاول استغلال الزلازل للخروج من العزلة الدولية، وإن دعوة نظامه لرفع العقوبات محاولة للتطبيع الفعلي مع المجتمع الدولي.

كما نقلت عن ويل تودمان -الزميل في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية- قوله إن الأسد “يحاول تحسين صورته من خلال إظهار رغبته في تقديم تنازلات عبر المفاوضات مع الجهات الدولية المعنية (بالوضع الإنساني في سوريا)، وهي تنازلات طفيفة، لكن الأسد يأمل أن تكون كافية لإقناع العواصم الأوروبية وغيرها بأن التعامل مع النظام السوري سيكون أمرا مثمرا لتحسين ظروف السوريين الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة.

 

وأبرزت الصحيفة إلى أن الأسد استفاد من تدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا بعد الزلزال المدمر، وأن هناك قلقا متناميا بشأن ما سيصل من تلك المساعدات للمتضررين الذين هم في أمس الحاجة إليها.

كما أشارت إلى أن التعاطف الطبيعي مع سوريا خلال المحنة التي تمر بها قد يسهم في فك العزلة عن النظام الذي كان منبوذا من قبل جزء كبير من المجتمع الدولي.

المصدر : واشنطن بوست

About Post Author