تشيد الحكومات الغربية بأنفسها لمساعدة أوكرانيا في مقاومة الغزو الروسي، ومن المؤكد أنها تستحق بعض الفضل في هذا. ولكن مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب، تلوح في الأفق أيضا لحظة قرار جديدة وهي: هل ستدع الولايات المتحدة وأوروبا الحرب تستمر في مأزق مخيف؟ أم ستقدمان مساعدة عسكرية كافية تعين أوكرانيا على استعادة أراضيها وكسب الحرب؟
في هذا السياق، كتبت “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) أن هذا هو الخيار الإستراتيجي، غير المعلن ولكنه يلوح في الأفق، حيث يلتقي حلفاء أوكرانيا يوم الجمعة في ألمانيا لتحدد قراراتهم شروط الحرب من الجانب الأوكراني لبقية الشتاء وما بعده.
وأشارت الصحيفة إلى حقيقة أن فلاديمير بوتين لا يظهر أي علامة على الاستسلام على الرغم من نكساته المهينة، ويعتقد أنه مع استمرار الحرب يمكنه التفوق على الدعم الغربي لكييف، حيث لا يزال جزء كبير من أوكرانيا تحت سيطرته.
وعلقت بأن هذا قد يكون صحيحا إذا لم تستطع أوكرانيا الاستفادة من مكاسبها في النصف الأخير من عام 2022 واستعادة أراضيها قريبا. ومن الواضح أن الأوكرانيين لديهم الإرادة لمواصلة القتال، لكنهم بحاجة إلى أسلحة أكثر وأفضل مما قدمه الغرب حتى الآن.
ووصفت الصحيفة إحجام ألمانيا عن الموافقة على تقديم دبابات “ليوبارد” لأوكرانيا ما لم تقدم لها الولايات المتحدة دبابات “أبرامز”، وكذلك تسريب إدارة بايدن بأن المساعدة التي تخطط للإعلان عنها هذا الأسبوع لن تشمل هذه الدبابات ولا نظام صواريخ هيمارز التكتيكية البعيدة المدى، بأنه مظهر من الجبن المحير، حيث يخشى البيت الأبيض -على ما يبدو- أن الحرب ستتصاعد إذا استمر بوتين في فقد السيطرة.
وختمت الصحيفة بأنه يجب مساعدة أوكرانيا على الفوز بسرعة بمزيد من الأسلحة وإلغاء القيود الأميركية على الطريقة التي تشن بها أوكرانيا الحرب، لأن هذا المأزق الطويل والقبيح في أوكرانيا سيجعل روسيا في وضع يتيح لها تهديد جيرانها لسنوات قادمة، وذلك سيكون أكثر تكلفة للولايات المتحدة وأوروبا، وعندئذ ستتحول الإشادة بمساعدة أوكرانيا إلى انتقادات قاسية ومستحقة إذا استمرت الحرب وفازت روسيا في حرب الاستنزاف الدموية هذه.