7 انتخابات إسرائيلية سبقتها حروب أو عمليات عسكرية ضد قطاع غزة (الأناضول)

7 انتخابات إسرائيلية سبقتها حروب أو عمليات عسكرية ضد قطاع غزة (الأناضول)

وظف الزعماء السياسيون والعسكريون في إسرائيل العديد من الحروب التي خاضوها لكسب أصوات الناخبين، ولتصوير أنفسهم أنهم الحامون والمدافعون عن أمن كيانهم، وهذا ما جعلهم يشنّون حروبا متعددة قبيل موعد الانتخابات بمدة قليلة، للمحافظة على الزخم الذي تتركه الحرب في وعي الناخب الإسرائيلي.

فالناخب الإسرائيلي يميل إلى الشخصيات السياسية التي تملك خلفية عسكرية قاسية وخاضت حروبا وأمعنت في قتل “الأغيار”، فهذا أرييل شارون الجنرال والسياسي الأبرز يحقق فوزًا ساحقا في انتخابات عام 2001 بعد شهور من اقتحامه باحات المسجد الأقصى، وتسبّبه في انتفاضة شعبية استشهد على إثرها العديد من الفلسطينيين.

 

في حين سعى بعض منهم لخوض الحروب للهرب من تهم فساد تلاحقه، أو للتخلص من خصومه داخل حزبه.

إلا أن بعض حسابات هؤلاء الساسة لم تتوافق مع حسابات صناديق الاقتراع؛ فلم يمهد لهم الدم الفلسطيني المسفوح الطريق لفترة رئاسية جديدة، بل كان السبب في إنهاء حياتهم السياسية والخروج من الحياة العامة.

منذ عام 2001 أجريت 10 انتخابات نيابية، كان من بينها 7 انتخابات سبقتها حروب أو عمليات عسكرية.

1- انتخابات 2000

يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000 رغب شارون بتسليط الأضواء عليه للبقاء زعيما لحزب الليكود في مواجهة بنيامين نتنياهو ومنافسه رئيس الوزراء حينئذ إيهود باراك، فاقتحم الحرم القدسي بحراسة الشرطة لتندلع بعد ذلك انتفاضة الأقصى.

 

بعد أشهر قليلة من اندلاع الانتفاضة، وتحديدا في السادس من فبراير/شباط 2001 كافأ الناخب الإسرائيلي شارون على فعلته؛ بأن انتخبه بفارق كبير عن منافسه باراك، وأصبح رئيسا للحكومة.

 

2- انتخابات 2008

وهروبا من تحقيقات الفساد التي لم تتوقف خلال سنوات توليه منصبه رئيسا للحكومة وبعد أن بدأت الدائرة تضيق عليه، لجأ إيهود أولمرت إلى الحرب التي باتت عصا إسرائيل السحرية للهروب إلى الأمام.

فجاءت عملية الرصاص المسكوب التي استمرت 23 يوما، قبل 6 أسابيع فقط من إجراء الانتخابات التشريعية العامة للكنيست، واستشهد فيها أكثر من 1430 فلسطينيا، منهم أكثر من 400 طفل و240 امرأة، إضافة إلى أكثر من 5400 جريح.

واستخدم الاحتلال أسلحة محرمة دولية مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وأطلق أكثر من ألف طن من المتفجرات.

غير أن ذلك لم يشفع له، فقدم استقالته من رئاسة الحزب، وفاز منافسه نتنياهو في 24 فبراير/شباط 2009.

 

3- انتخابات 2012

قبل 9 أشهر من انتخابات مبكرة، وقعت تلك الحرب عام 2012؛ قدم رئيس الوزراء حينئذ بنيامين نتنياهو موعدها في محاولة للحفاظ على منصبه إذ لم يمرر الكنيست الميزانية، في ظل تخوف نتنياهو من توتر العلاقة مع الإدارة الأميركية قبل موعد الانتخابات مما قد يؤثر على حظوظه بالفوز.

استمرت هذه الحرب 8 أيام، استشهد في هذا العدوان نحو 180 فلسطينيا، بينهم 42 طفلا و11 امرأة، وجرح نحو 1300.

أجريت انتخابات الكنيست في 22 يناير/كانون الثاني 2013، وفاز بها نتنياهو واستمر في رئاسة الحكومة.

 

4- انتخابات 2014

صوّت الكنيست لمصلحة حلّ نفسه استعدادا لإجراء انتخابات عامة مبكرة في 17 مارس/آذار 2015، بعد أن أدت أزمة بشأن الميزانية إلى قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعزل اثنين من وزرائه، هما يائير لبيد وزير المالية وتسيبي ليفني وزيرة العدل.

قبل ذلك بأشهر شنّ نتنياهو حربه على غزة وأطلق عليها اسم “الجرف الصامد”، وردّت عليها المقاومة بمعركة “العصف المأكول”، واستمرت المواجهة 51 يوما، شن فيها جيش الاحتلال أكثر من 60 ألف غارة على القطاع.

 

وأسفرت الحرب عن سقوط 2322 شهيدا و11 ألف جريح، وارتكبت إسرائيل مجازر بحق 144 عائلة، في حين قتل 68 جنديا إسرائيليا و4 مدنيين، وأصيب 2522 إسرائيليا بجروح، بينهم 740 عسكريا.

وفي الحملة الانتخابية أكد نتنياهو أن “هناك قضية واحدة تقرر في هذه الانتخابات: من الذي يقود البلاد في وجه الإرهاب الإسلامي المتطرف ومساعي إيران لامتلاك الأسلحة النووية؟”.

أجريت الانتخابات المبكرة في 17 مارس/آذار 2015 وفاز بها نتنياهو مجددا.

5- انتخابات 2019

بعكس الحروب الأخرى، فقد جرت هذه المعركة بعد إجراء الانتخابات بشهرين، ولكن تلك الفترة شهدت أزمة عصفت بنتنياهو الذي بات يطلق عليه أعضاء حزبه لقب “ملك إسرائيل”، بسبب عدم تمكنه للمرة الثانية من تشكيل حكومة نتيجة للانقسام بين اليمين الإسرائيلي، وأزمة قانونية جراء ملاحقته بقضايا فساد، ووجد في العدوان وسيلة للخروج من مأزقيه السياسي والقانوني.

كذلك أسهمت تلك المعركة في تعزيز مكانته داخل حزبه، إذ تمكن في فبراير/شباط من التخلص من خصومه داخل الحزب.

 

صباح يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، استيقظ أهالي غزة على دوي انفجار بصاروخ انطلق من طائرة إسرائيلية مسيّرة، استهدف قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي) في غزة، بهاء أبو العطا، في شقته السكنية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وأدى إلى استشهاده وزوجته.

ردّت حركة الجهاد الإسلامي على هذا الاغتيال في عملية استمرت بضعة أيام سمتها “معركة صيحة الفجر”، أطلقت فيها مئات الصواريخ على مواقع وبلدات إسرائيلية.

وتعزز موقف نتنياهو داخل الائتلاف الحاكم، وأُجّل النظر في القضايا التي تلاحقه.

6- انتخابات 2021

استمرت أزمة نتنياهو الداخلية، إذ لم يتمكن من تشكيل حكومة ائتلافيه تقود المرحلة القادمة، ومن ثم وقف الملاحقات القضائية ضده بتهم الفساد، لذا عمل على استقطاب اليمين المتطرف من خلال السماح للمستوطنين بدخول الأقصى وإقامة الطقوس الدينية اليهودية، ووقعت العديد من المواجهات مع الفلسطينيين وقوات الجيش والشرطة التي كانت تحمي المستوطنين. كذلك استولى مستوطنون على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح.

وهو ما أكده العديد من المحللين المعلقين الإسرائيليين بقولهم إن تلك الحرب كانت عاملا مهما -على الأقل مؤقتًا- في منع “الإطاحة بنتنياهو”، بعد أن كان تحالف زعيم المعارضة يائير لبيد رئيس حزب “ييش عاتيد” (هناك مستقبل) ونفتالي بينيت زعيم حزب “يمينا” على وشك النجاح في ذلك.

 

في تلك المعركة التي بدأتها المقاومة للدفاع عن الأقصى والمقدسيين، أُطلق أكثر من 4 آلاف صاروخ على بلدات ومدن في إسرائيل، بعضها تجاوز مداه 250 كيلومترا، وبعضها استهدف مطار رامون، وأسفرت عن مقتل 12 إسرائيليًّا وإصابة نحو 330 آخرين، وفق مصادر إسرائيلية.

أسفرت هذه الحرب عن نحو 250 شهيدا فلسطينيا وأكثر من 5 آلاف جريح، كما قصفت إسرائيل مجموعة أبراج سكنية، وأعلنت تدمير نحو 100 كيلومتر من الأنفاق في غزة؛ بعد معركة استمرت 11 يوما.

حاول نتنياهو تشكيل حكومة مع اليمين المتطرف، وسحب البساط من نفتالي بينيت ويائير لبيد إلا أن مساعيه بتشكيل تحالف يتولى من خلاله رئاسة الحكومة قد فشلت، وتولى بينيت رئاسة الحكومة.

 

7- انتخابات 2022

جاءت هذه الحرب قبل أشهر قليلة من الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2022، لتخدم الأجندة الشخصية وتحقق إنجازات حزبية للحكومة المؤقتة ورئيسها يائير لبيد ووزير الأمن بيني غانتس المقبلين على انتخابات الكنيست، ولمحاولة تحقيق إنجازات أمام الناخبين تساعدهما في التنافس للعودة مرة أخرى إلى الحكومة.

بدأت الحرب باغتيال إسرائيل قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي) في غزة، تيسير الجعبري، حيث استهدفته بطائرة مسيرة داخل شقة سكنية في “برج فلسطين” بحي الرمال.

 

وجاء الاغتيال في ظل جهود تبذلها مصر لمنع تدهور الأوضاع، إثر إقدام إسرائيل على اعتقال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في جنين بالضفة الغربية بسام السعدي.

بعد انتهاء العملية التي استمرت 3 أيام تقريبا، أظهر استطلاع للرأي أجرته القناة 12، هو الأول بعد العدوان الأخير على غزة، أن معظم الإسرائيليين راضون عن أداء غانتس ولبيد خلال العدوان على غزة، إذ قال 68% من المستطلعين إنهم راضون عن لبيد في مقابل 73% لغانتس.

لكن نسبة المقاعد لم يطرأ عليها تغيير -حسب الاستطلاع- فقد حصل الليكود على 34 مقعدا ولبيد على 24 وغانتس على 12، في حين بقي حجم الكتل كما هو؛ 59 مقعدا لليمين و55 لليسار.

المصدر : الجزيرة

About Post Author