مع استمرار تطور فوائد الذكاء الاصطناعي في مجالات دعم ريادة الأعمال والمشروعات التجارية، بدأت المزيد من الشركات ترى النور. وسواء كانت فوائد الذكاء الاصطناعي لتخفيف العبء عن الموظفين الذين يرغبون في التركيز على مهام أكثر أهمية، أو تطوير إستراتيجية أسرع لتغيير نتائج تحليل البيانات، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عنصرا حاسمًا في مساعدة الأعمال على التطور وتحسين رضا العملاء.

علّق أعضاء المجلس التنفيذي لشركة “فاست كومباني” (fastcompany) الأميركية -في تقرير للمجلة التي تحمل نفس الاسم- على الكيفية التي ساعد بها استخدامهم الذكاء الاصطناعي على تحسين أداء الأعمال وإطلاق شرارة الابتكار في شركاتهم.

 

زيادة قدرات الكتاب المسموع مستقبلا

قالت آنا ديف مديرة دار نشر “ليجاسي لانش باد” (Legacy Launch Pad): كنا نظن أن بإمكاننا تقديم الكتب الصوتية المروية بالذكاء الاصطناعي للعملاء، لكن للأسف، التكنولوجيا في هذه المرحلة ليست على قدر من الكفاءة لفعل ذلك، ولن يبيع تطبيق “أوديبل” (Audible) الكتب المروية بالذكاء الاصطناعي. لكنني أعتقد أن هذا سيتغير قريبًا، وبالتالي سيكون هناك المزيد من الكتب الصوتية أكثر مما هو موجود الآن.

تعزيز الإبداع

وقال ريان بلانش، مؤسس شركة “ريبيوت بي آر للمحاماة” (Repute PR + Law): لا يتعين عليك إنشاء الذكاء الاصطناعي الخاص بك من الصفر للقيام بشيء جديد ومثير، فقد وجدنا أنه ببساطة من خلال ربط منصات الذكاء الاصطناعي الحالية باستخدام بروتوكول “إف-ذن” (if-then) -وهي واجهة برمجة التطبيقات والتفاعل البشري المحدود- يمكن تصميم حاسوب قادر على إنجاز أي شيء تقريبًا.

تسريع نتائج بيانات البحث السريري

وقال راج إندوبوري، من شركة “سولوشن إي كلينيكل” (eClinical Solutions): في علوم الحياة وخاصة الأبحاث السريرية، حيث يتمثل الهدف في تقديم علاجات منقذة للحياة للمرضى بشكل أسرع، يوفر الذكاء الاصطناعي للفرق العاملة بالبيانات السريرية القدرة على تحويل البيانات بسرعة إلى قرارات ذكية. نحن نعمل على طرق للتعلم الآلي لجعل عمليات البيانات اليدوية للباحثين أوتوماتيكية، بهدف تقليل الوقت للحصول على نتائج دون التضحية بالجودة.

أمر أساسي لظهور تكنولوجيا المدينة الذكية

وقالت كلين سيمز، من شركة “هيكساجون” (Hexagon): مع زيادة كمية البيانات المتاحة، يكمل الذكاء الاصطناعي الخبرة البشرية من خلال إيجاد روابط مفيدة بين الحوادث، حيث يحدد أنماطا لمساعدة العاملين بخدمة الطوارئ 911 على توجيه المستجيبين الأوائل، ويسمح للقادة بتتبع المواقف بشكل أكثر شمولًا. في نهاية الأمر، يسمح الذكاء الاصطناعي بالتعامل مع كمية هائلة من البيانات دون إرهاق.

دعم المكتب الخلفي وخدمة العملاء

وقال ماثيو تينجوال، من شركة “فيرانت سيستيمز” (Verint Systems): على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي ليس جديدًا، فإنه يتطور باعتباره جزءا من إستراتيجية رقمية تتمحور حول العميل. فلن تحقق الشركات التحول الرقمي بشكل كامل إلا من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة التي تدعم كلا من وظائف المكتب الخلفي والوظائف التي تتطلب التعامل مباشرة مع العملاء. ويمكن للذكاء الاصطناعي تسريع الرؤى حول سلوك العملاء وظروف السوق وإجراءات الأعمال التي يجب تجنبها.

توفير نظرة ثاقبة في إجراءات الأعمال والتسويق

وقال مندل كوهين، من “كرافتد ديجيتيل” (Krafted Digital): لقد منح الذكاء الاصطناعي أعمالنا والعديد من الشركات الأخرى القدرة على تحليل البيانات بمعدل سريع، مما يوفر نظرة ثاقبة على كفاءة العمليات التجارية وأنشطة التسويق. بالإضافة إلى أنه يمكن لبرنامج اليوم المدعوم بالذكاء الاصطناعي إكمال العديد من المهام، والتي يتضمن بعضها رسائل البريد الإلكتروني الآلية وكتابة النصوص وإدخال البيانات والتدقيق والمحادثات الحية.

تحديث عملية اتخاذ القرار

وقالت كانديس جورجيادس، من وكالة “ديجيتيل آيجنسي” (Digital Agency): أدى هذا إلى تغيير طريقة اتخاذ القرارات بناءً على المدخلات من الذكاء الاصطناعي، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يفهم البيانات بشكل أعمق وأكثر اتساقًا، مما يترك لنا أدلة قاطعة في عملية صنع القرار. أعتقد أن القدرة على تقييم التأثير والجهد والنتائج مهمة جدًا للأعمال التجارية، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي حقًا في دعم القرارات.

القضاء على المهام المملة

وقال رايان أندرسون، من “برنامج فيليفين” (Filevine): بينما يخشى البعض من فكرة أن الذكاء الاصطناعي يسرق الوظائف، فقد رأينا العكس تمامًا، فلقد مكّن الذكاء الاصطناعي فرقنا الداخلية من إضافة واستخراج المزيد من القيمة من حياتهم اليومية، عن طريق إزالة الأشياء غير الضرورية والمستهلكة للوقت مثل إدخال البيانات، وهو ما يؤدي إلى تحرير الوقت والمساحة الذهنية، وبالتالي إلى توليد الابتكار مع الحفاظ على سعادة فريق العمل ومشاركته الفعالة.

تعزيز مشاركة العملاء

وقالت السيدة لي بورجيس، من مجموعة “بولد إندستريز” (Bold Industries Group): إن الذكاء الاصطناعي يعد شرارة الابتكار، فمن خلال البيانات والتحليلات يمكن أن يعزز مشاركة العملاء، فنحن لدينا بيانات أكثر من أي وقت مضى، والمفتاح هو فهم كيف ومتى نستخدمها، وهو توازن يجب إدارته بشكل فعال وأخلاقي.

فتح فرص للحصول على منتجات جديدة

وقال كريستوفر أليوتا، من شركة “كوانتاليتيكس” (Quantalytix): اكتشف الذكاء الاصطناعي بالصدفة احتمالات نمو الأعمال التي كان من الممكن التغاضي عنها في السابق. ففي مجال الإقراض، فتح إمكانات جديدة للمنتجات التي سيتم طرحها في السوق. ومن منظور إدارة المخاطر، فقد مكّن ذلك المؤسسات المالية من إدراك المخاطر غير المرئية.

إتاحة التركيز على المشاريع ذات الأهمية

وقالت كريستينا روبينز، من “ديجيتاك سيستيمز” (Digitech Systems): تُظهر أبحاث شركة “رسكيو تايم”(RescueTime) أن 40% منا لا يحصلون أبدا على أكثر من 30 دقيقة من الوقت المركّز في يوم العمل، في حين أن التركيز هو مفتاح الابتكار، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يحرر العمال من العمل اليدوي العادي. فعندما يقوم الذكاء الاصطناعي بجعل المهام المنخفضة المستوى أوتوماتيكية، يكون لدينا وقت أكثر تركيزا لزيادة الإبداع والابتكار.

إضافة قيمة إلى برامج الكتابة البحثية

وقالت سايكيران تشاندها، مؤسسة منصة “تايب سات” (Typeset): في الواقع، لا يمكن تجاوز القدرات البشرية أو تعزيزها إلا من خلال منتجاتنا المطورة، والذكاء الاصطناعي هو مثال على ذلك، فعندما قمت بتطبيق الذكاء الاصطناعي لإنشاء برنامج كتابة بحث بتنسيق تلقائي وإدخاله في نظامنا البحثي، كانت النتيجة قيّمة للغاية، فهذه التكنولوجيا المبتكرة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي قللت تمامًا من ألم التنسيق اليدوي للمؤلف.

التكامل مع الخبرات المدمجة

وقال مارك برايان، من شركة “إم+إيه للهندسة المعمارية” (M+A Architects): بصفتنا مهندسين معماريين ومصممين لأماكن عمل متنوعة، فإننا نستكشف الطرق التي يمكن من خلالها للذكاء المعزز -وهو مزيج من الذكاء الاصطناعي والتجارب المعززة- تسهيل بيئة عمل أفضل وتجربة أفضل، حيث تمكننا المناقشات حول هذه التكنولوجيا المتطورة في مكان العمل من مساعدة عملائنا على أن يكونوا أكثر ابتكارا.

إتاحة الابتكار والحلول السريعة في التصميم

وبحسب غاياتري كيسكار، من شركة “ماتيال كونكشن” (Material ConneXion) فإن: في علم المواد يقوم الذكاء الاصطناعي بصياغة مسار مستدام وقابل للتطوير لتسريع الاكتشاف المستند إلى البيانات للمواد المتقدمة للتطبيقات المهمة في قطاعات الطاقة والنقل والطب. ويوحد الذكاء الاصطناعي الجهود التجريبية والحاسوبية لرسم خرائط للبيانات المتعددة الأبعاد، مما يتيح التصميم السريع ونشر الحلول المبتكرة التي تخدم الكوكب والناس.

المصدر : فاست كومباني

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *