يشهد شتاء عام 2023 مشاركة 15 فيلما من مختلف أقطار الوطن العربي في 3 من أكبر مهرجانات السينما في العالم، وهي روتردام وصندانس وبرلين، ويسجل العديد من صناع السينما العرب حضورهم القوي في مختلف المهرجانات السينمائية المرموقة، سواء من خلال أفلامهم التي تنافس على كبرى الجوائز أو من خلال مشاريعهم المستقبلية التي تشارك في معامل التطوير وأسواق صناعة السينما التي ترعاها تلك المهرجانات.
مهرجان برلين السينمائي الدولي
يعرف كل من مهرجان برلين السينمائي الدولي، ومهرجان كان السينمائي الدولي، ومهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، باسم الثلاثة الكبار في دوائر المهرجانات السينمائية، لكونهم أقدم وأعرق وأهم المهرجانات على مستوى العالم، وتعد المشاركة بأحد أقسامها أو إحدى مسابقاتها ختم بالجودة لأي فيلم.
في دورته الـ73 التي من المقرر أن تعقد في الفترة من 16 وحتى 26 فبراير/شباط الجاري، يضم مهرجان برلين السينمائي 5 أفلام عربية، هي: فيلم “المرهقون” (The Burdened) للمخرج اليمني عمرو جمال الذي يشارك في قسم البانوراما. يستند الفيلم إلى قصة حقيقية تدور أحداثها في عدن باليمن حول زوجين وأطفالهما الثلاثة بعد أن فقدوا وظائفهم نتيجة أزمة اقتصادية، الفيلم من إنتاج اليمن والمملكة العربية السعودية والسودان.
وفي قسم البانوراما أيضا، يعرض الفيلم الوثائقي السوري “تحت سماء دمشق” (Under the Sky of Damascus) من إخراج هبة خالد، وطلال ديركي، وعلي وجيه.
أما “وادي الخرسانة” (Concrete Valley) فهو فيلم سوري آخر يشارك في قسم “المنتدى” (Forum)، وهو فيلم روائي يدور حول محاولة زوجين سوريين التأقلم في مجتمع جديد بعد الهجرة إلى كندا.
ويضم قسم “عروض المنتدى الموسع” (Forum Expanded Exhibition)، فيلمين آخرين هما “الرفيق القائد، كم هو جميل أن أراك”(Comrade leader, comrade leader, how nice to see you) من إخراج اللبناني وليد رعد، و يحكي عن شلالات لبنان التي تم تسميتها وإعادة تسميتها عدة مرات من قبل المليشيات المنخرطة في الحرب الأهلية اللبنانية اعتمادا على تحالفاتها المتغيرة. والفيلم الثاني هو “على هذا الشاطئ هنا” (On this shore, here) للفنانة البصرية والمخرجة المصرية ياسمينة متولي.
مهرجان روتردام السينمائي الدولي
انطلق مهرجان روتردام السينمائي لعام 2023 في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي ويستمر حتى الخامس من فبراير/شباط الجاري، ويعد واحدا من أقدم وأعرق المهرجانات السينمائية الدولية، وله نصيب الأسد من الأفلام العربية التي شاركت في مختلف الأقسام والمسابقات في دورته الـ52.
وشاركت 7 أفلام عربية، بينها 3 تم اختيارها للمنافسة في المسابقة الرسمية للمهرجان، وهي الفيلم التونسي “جيولوجيا الانفصال” (Geology of Separation)، إخراج يسر قاسمي وماورو مازوتشي.
ويحكي الفيلم قصة عبد الرحمن، مهاجر فر من العنف في ليبيا وينتظر التصريح بالبقاء في إيطاليا، والفيلم المغربي “أرض الطيور” (Bird land) للمخرجة ليلى كيلاني، الذي يحكي عن عائلة ثرية تسكن قرب طنجة في موقع تحفه غابة، وترغب أمهات الأسرة في تطهير الأرض وبيعها، لكن الأبناء والأحفاد يتعلقون بها بطريقة صوفية كاملة.
أما الفيلم التالي، فهو “الثالث” (Thiiird) للمخرج اللبناني كريم قاسم ويحكي عن فؤاد الرجل الهادئ الذي يدير مرآبا مكيانيكيا ويجلس مع زبائنه لشرب القهوة أثناء انتظارهم إصلاح سياراتهم، فيتحول المرآب إلى ملاذا للناس للتعبير عن يأسهم المتزايد من الانهيار الاقتصادي الذي يحيط بهم.
3 أفلام أخرى تعرض ضمن فعاليات قسم” أضواء” (Limelight)، الذي يلقي الضوء على أهم الإنتاجات السينمائية في العام السابق، ويضم أفلام “القفطان الأزرق” (The Blue Caftan) للمخرجة المغربية مريم توزاني، وفيلم “كيرة والجن” للمخرج المصري مروان حامد ومن بطولة نخبة من ألمع النجوم المصريين بينهم كريم عبد العزيز وأحمد عز وهند صبري، وأخيرا الفيلم الفلسطيني “بيت في القدس” (A House In Jerusalem) للمخرج مؤيد عليان.
أما مسابقة الفيلم القصير فتشارك فيها المخرجة اللبنانية روان ناصف بفيلمها “قصيدة للوحدة” (Ode to Loneliness).
مهرجان صندانس السينمائي الدولي
وشهد مهرجان صندانس السينمائي، الذي عقد خلال الفترة من 19 إلى 29 يناير/ كانون الثاني، أضخم مهرجان أميركي للسينما المستقلة وواحد من أهم المهرجانات الدولية على مستوى العالم، حضورا عربيا مميزا من خلال مشاركة 3 أفلام في 3 مسابقات مختلفة.
شارك فيلم “معنا” (Animalia) للمخرجة المغربية صوفيا العلوي في برنامج “مسابقة الدراما السينمائية العالمية” (World Cinema Dramatic Competition)، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة للرؤية الإبداعية.
يحكي الفيلم قصة شابة تعيش مع عائلة زوجها خلال فترة حملها، ومع اقتراب موعد الوضع يذهب الزوج في رحلة عمل ثم تبدأ سلسلة من الأحداث غير المتوقعة.
وفي قسم “سينما العالم: قسم الأفلام الوثائقية” شارك فيلم “5 مواسم من الثورة” (5 Seasons of Revolution) للمخرجة السورية لينا.
يحكي الفيلم قصة ذاتية عن مخرجته إبان بدايات الاحتجاجات الثورية في سوريا، حيث تعلمت لينا تبني هويات متعددة لتجنب الوقوع في قبضة الدولة والقدرة على مواصلة الحياة وتسجيل أحداث الثورة في سوريا.
الفيلم الثالث فهو فيلم “سيمو” (Simo) للمخرج الكندي من أصل مصري عزيز زورومبا الذي شارك في مسابقة الأفلام القصيرة.
بدأ عام 2023 بهذه العدد الكبير نسبيا من الأعمال السينمائية من مختلف أقطار الوطن العربي، ومن المنتظر أن تعلن المزيد من المهرجانات برامجها لهذا العام تباعا، مثل مهرجانات كان وفينيسيا وتورنتو وغيرها، والتي ستضم بالتأكيد أعمالا عربية مميزة تضاف إلى هذه القائمة.